قبل شهر من الانتخابات الرئاسية، هددت نقابة أميركية قوية جداً وتابعة للجمعية الدولية لعمال الشحن والتفريغ، بالبدء في إضراب تاريخي من شأنه أن يشل 36 ميناء على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ويكلف الاقتصاد 5 مليارات دولار يوميا، إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها.
وبينما تتحمل الولايات المتحدة وطأة إعصار هيلين، الذي خلف 93 قتيلاً من فلوريدا إلى تينيسي، تختمر عاصفة ثانية فوق الساحل الشرقي للبلاد، وهي إضراب عمال الرصيف التابعين للرابطة الدولية لعمال الشحن والتفريغ ما يهدد بشلّ 36 ميناءً، ومن ورائه الاقتصاد الأميركي بأكمله، وفق ما ذكرت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.
ويعود تأسيس نقابة عمال الموانئ إلى عام 1877، وتضمّ اليوم حوالي 85 ألف عضو، من المحتمل أن يشارك 45 ألفا منهم في الإضراب، الذي سيكلف 5 مليارات دولار يوميا، وفق تقديرات بنك «جيه بي مورغان تشيس»، فضلا عن وقف تدفق كمية كبيرة من البضائع بمختلف أنواعها التي تمر عبر هذه الأرصفة على الساحل الشرقي وساحل الخليج.
ومن المحتمل أن يؤدي إضراب بهذا الحجم الأكبر منذ نصف قرن إلى ارتفاع الأسعار مرة أخرى، وتوجيه ضربة قوية للاقتصاد الأميركي الذي تعافى أخيرا من ارتفاع التضخم الناجم عن وباء كورونا، في خضم حملة رئاسية محتدمة، حيث يشكل الاقتصاد ساحة المعركة النهائية بين المرشحين الديموقراطية، كامالا هاريس، والجمهوري دونالد ترامب.
ووفقًا لوزارة العمل الأميركية، يبلغ متوسط راتب عمّال الشحن والتفريغ حوالي 60 ألف دولار، لكن النقابة تطالب بزيادة بنسبة 80 بالمئة على مدى السنوات الست المقبلة. ولأكثر من عام، لم يأخذ البيت الأبيض مطالب نقابة عمال الموانئ على محمل الجد، لكن عمال الرصيف على الساحل الشرقي سيبدأون إضرابهم الأول منذ عام 1977.