لطالما تناول متذوقو السياسة الدولية مصطلحات عديدة تفرعت وتشابكت مع كلمات تطفو فوق بحار الأكاديميا، ثم يتم ابتلاعها طبقاً للمزاج العالمي، ويستمر ذلك الإحساس وسط ضجيج المؤتمرات وورش العمل، وأصوات مراسلي الإعلام التي لا تهدأ، فتجد الاهتمام بالعلاقات الدولية ينصبّ في اتجاه مصطلحات «غامضة» ونظريات «انبثق أغلبها من العالم الغربي» كالواقعية والمثالية والنقدية وغيرها، تبرز وتغيب ثم تعود لتقود اتجاه الفكر والتحليل السياسي، ليس النظريات فحسب، بل حتى المصطلحات، فمصطلح «المجتمع الدولي» على سبيل المثال، تجده حاضراً مع الأحداث في كل مكان، وفي أدبيات السياسة الدولية وعلى ألسنة المحللين السياسيين وفي التقارير الإخبارية، لكن ذلك لا يمنع من أن يكون محاطاً بالغموض، فلا أحد يعرف تماماً ما الذي يعنيه، فيراه البعض أسطورة وحلماً بعيد المنال مستندين إلى أن المشهد السياسي العالمي لا يزداد إلا تعقيداً وسط تسابق الدول في استعراض القوى.
أما بعضهم الآخر فيعدّ وجود كيان المجتمع الدولي ضرورة، بل يراهن على تعزيز وجوده كرمز للتعاون بين الحكومات للتوصل إلى أهداف إنسانية، ومنهم كوفي أنان الأمين العام الراحل الأسبق للأمم المتحدة، وفي مكان آخر بعيداً عن أعين الإعلام والسياسيين، هناك باحثون يحاولون فهم تلك المصطلحات وأكثر من ذلك، يتعمقون في دراسة العلاقات الدولية، وقد مرت سنوات عديدة منذ أن بدأت المراكز البحثية بتناول مواضيع تحت مظلة العلاقات الدولية، ورغم ذلك تبقى هناك فجوة كبيرة، كما لو كانت هناك نظريات وأدوات تحليلية لم يقرأ منها إلا القليل.
واليوم نتساءل: متى سنشهد من المهتمين جهوداً نحو إماطة اللثام عن إرث العلاقات الدولية عبر الزمن؟ ولمَ لا؟ لن يضرنا تتبع أثر الأجيال من العلماء الذين سعوا إلى ترجمة وفهم هذا الحقل، لعلنا في عالمنا العربي نصل إلى مرحلة إنتاج المعرفة وكتابة الأدوات التحليلية مستندين إلى أحداثنا الشرق أوسطية.
وللحديث بقية.
كلمة أخيرة:
تابعت هاشتاق «قناة القرين» في منصة إكس، فوجدت أن لها شعبية غير مسبوقة لدى أعمار متفرقة، بالإضافة إلى كبار السن، فتوقعت أن يتم التراجع عن قرار إغلاق القناة، وأن يتم إطلاقها كقناة فضائية كويتية تعكس التراث الإعلامي الكويتي الذهبي، وبذلك ستصل عبر القنوات واليوتيوب أيضاً، بدلاً من بقائها أسيرة تطبيق عبر الهاتف المحمول.
كلمة أخرى:
هناك فحص قيمته 40 ديناراً تجريه المستشفيات الخاصة فتمشي 4 دقائق حتى تصل إلى المكان المطلوب، وتصلك النتيجة عبر الهاتف، وتصل الطبيب أيضاً عبر ملفك الإلكتروني، أما أحد الزملاء فيقرر الذهاب إلى مستشفى عام، حيث الفحص مجاني، فيبحث عن واسطة ليصل إلى الطبيب، فيطلب منه إعادة كل فحوصاته بحجة عدم وجود ملف تحت (بند الملفات المفقودة)، فيذهب ماشياً على الأقدام لعشر دقائق تحت إرشادات عمال النظافة، وينتظر حتى يتم تخييره بين العودة في يوم آخر إما في السابعة صباحاً أو بعد الدوام، فيجري الفحص ويحمل النتيجة والأشعة بيده، ويبحث عن الطبيب ويتم تحويله إلى زميله ليطلب فحوصات أخرى، وإعادة بعض الفحوصات أيضاً، فـ«زيادة الخير خيرين»، فكم تكلفة التخبط الحكومي على الدولة؟
وسلامتكم.