بوتين يطلق حملة الخريف... ويوسع مجلسه الأمني

وزير الدفاع الأوكراني يقيل 3 نواب ويعلن الأحكام العرفية بـ «الاستخبارات والنقل»
• الأمين العام الجديد لـ «ناتو» يضع أوكرانيا في قمة القائمة... وعودة ترامب لا تقلقه

نشر في 02-10-2024
آخر تحديث 01-10-2024 | 19:46
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يمنح وساماً لجندي بمستشفى كييف أمس (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يمنح وساماً لجندي بمستشفى كييف أمس (رويترز)
مع توجهه لزيادة الإنفاق الدفاعي بنحو 30 في المئة العام المقبل، وتحويل المزيد من الموارد لتمويل الهجوم على أوكرانيا، دشن الرئيس الروسي حملة الخريف للتجنيد العسكري، تزامناً مع إجرائه تغييرات رئيسية على مجلسه الأمني.

غداة تعهّده بتحقيق كل أهدافه في أوكرانيا، افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حملة الخريف للتجنيد الإجباري بإصدار أمر بضمّ 133 ألف فرد جديد للجيش، كما وسّع مجلسه الأمني ليشمل العديد من الأعضاء الجدد الرئيسيين.

ومع احتفاله بالذكرى الثانية لضم 4 مناطق أوكرانية، دشّن الجيش الروسي، أمس، حملة الخريف للتجنيد العسكري في جميع المناطق، على أن تبدأ بأقصى الشمال الروسي في أول نوفمبر المقبل بسبب الظروف الجوية، وتستمر إجمالا حتى 31 ديسمبر.

وبموجب مرسوم وقّعه بوتين أمس الأول، سيتم استدعاء 133 ألف مجند للخدمة العسكرية، وهو ما يزيد على حملة الربيع بمقدار 3 آلاف مجند. وسيخدم المجندون لمدة 12 شهراً، في حين سيعود المجندون الذين تم استدعاؤهم قبل عام إلى ديارهم.

وتم توسيع حملات التجنيد العسكري في خريف عام 2023، لتشمل مقاطعات لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوروجيا، الأوكرانية، التي وقّع بوتين في 30 سبتبمر 2022، مراسيم ضمّها لروسيا.

وأكد نائب رئيس إدارة التنظيم والتعبئة الروسية، الأدميرال فلاديمير تسيمليانسكي، أنه لن يتم إرسال المجندين إلى المناطق الروسية الأربع الجديدة للمشاركة في العملية الخاصة.

وفي خطوة جعلت الجيش الروسي ثاني أكبر جيوش العالم - بعد الصيني - أمر بوتين في 16 سبتمبر الماضي بزيادة حجم قواته بنحو 180 ألف جندي إلى 1.5 مليون في الخدمة، وأرجع هذا إلى التهديدات المتزايدة على الحدود الغربية لروسيا.

الجيش الروسي يواصل زحفه إلى بوكروفسك اللوجستية ويدخل فوهليدار التعدينية

في موازاة ذلك، أصدر بوتين، أمس الأول، مرسوماً بتوسيع مجلس الأمن الروسي، شمل تعيين 4 مسؤولين جدد، هم مساعده أليكسي ديومين، والنائب الأول لرئيس الوزراء دينيس مانتوروف، ورئيسة الوكالة الطبية والبيولوجية الفدرالية، فيرونيكا سكفورتسوفا، ورئيس مديرية البرامج الرئاسية الخاصة ألكسندر لينيتس.

وفي الوقت نفسه، أقال بوتين فلاديمير ياكوشيف - الذي أُعفي أخيرا من مهامه كمبعوث رئاسي إلى منطقة الأورال الفدرالية - من مجلس الأمن الروسي، الذي يعد هيئة استشارية دستورية تساعد الرئيس في صنع القرار فيما يخص الأمن القومي والمسائل الاستراتيجية.

«النووي» والميزانية

وفي أعقاب موجة غضب سادت بعد تحديث العقيدة النووية الروسية، سعى «الكرملين» الآن إلى تهدئة المخاوف من احتمال استخدام الأسلحة النووية.

وقال المتحدث باسم «الكرملين»، دمتري بيسكوف، أمس الأول، إن الصراع الراهن في أوكرانيا يجب ألا يتم ربطه دائما بردّ نووي روسي محتمل.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن بوتين سياسة محدثة بشأن استخدام الأسلحة النووية، مشيرا إلى التوترات مع القوى الغربية بسبب دعمها لأوكرانيا.

وتسمح التوجيهات الجديدة بردّ نووي على أي ضربات جوية للأراضي الروسية أو هجمات تشنّها دولة غير نووية تدعمها قوى نووية.

وفي تصريحاته، تحدث بيسكوف عما إذا كان هذا يشكّل هجوما جويا ضخما يمكن أن ترد عليه روسيا بأسلحة نووية وفقا للعقيدة الجديدة، فقال: «لا حاجة إلى المبالغة في تفسير هذه الوثيقة. إنها وثيقة مهمة للغاية، نعم، وسيتم اتخاذ القرارات المهمة، وفقا لذلك».

في هذه الأثناء، نشر مجلس الدوما، أمس الأول، مسودة خطة ميزانية تشير إلى زيادة إنفاق روسيا الدفاعي بنحو 30 بالمئة العام المقبل، مع تحويل مزيد من الموارد لتمويل هجومها في أوكرانيا.

وزادت موسكو إنفاقها العسكري إلى مستويات لم تشهدها منذ الاتحاد السوفياتي، مع زيادة سرعة تزويد الجيش بالصواريخ والمسيّرات ودفع رواتب مجزية لمئات الآلاف من جنودها الذين يقاتلون على الخطوط الأمامية.

وورد في وثيقة مجلس الدوما أن الزيادة المخطط لها سترفع ميزانية الجيش إلى 13.5 تريليون روبل (145 مليار دولار) عام 2025. ولا يشمل هذا الرقم بعض الموارد الأخرى الموجهة للحملة العسكرية، مثل الإنفاق الذي يوضع في خانة «الأمن الداخلي» وبعض النفقات المصنفة على أنها سرية للغاية.

وسوف يشكل الإنفاق المشترك على الدفاع والأمن نحو 40 بالمئة من إجمالي الإنفاق الحكومي الذي يتوقع أن يبلغ 41.5 تريليون روبل عام 2025.

إقالات وأحكام

من ناحية أخرى، أقال وزير الدفاع الأوكراني، رستم عميروف، أمس، 3 من نوابه الثمانية ووزير دولة، معلناً أن القوات المسلحة وجهاز الاستخبارات العسكرية وخدمات النقل نطاقات مغلقة بموجب الأحكام العرفية.

وكتب عميروف، على «فيسبوك»، أن «هذا يعني أن جميع العمليات الداخلية لا بد أن تكون واضحة ومنظمة. ولا يسمح بأي محاولات خارجية أو داخلية لممارسة النفوذ». كما أعلن نقل المؤسسة الحكومية للصادرات والواردات العسكرية من جهاز الاستخبارات العسكرية إلى وزارة الدفاع.

وفي بروكسل، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) الجديد، مارك روته، أمس، أن أوكرانيا ستمثل أولوية قصوى. وقال، وهو يتحدث وبجانبه سلفه المنتهية ولايته ينس ستولتنبرغ «أوكرانيا في قمة القائمة».

وتحدث روته عن مهام مهمة أخرى لـ «ناتو»، مثل تعزيز إنتاج قطاع الدفاع الغربي، إضافة إلى تعميق العلاقات مع الشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وبسؤاله عن احتمالية عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قال روته إنه ليس قلقا بما أنه تعامل مع المرشح الرئاسي من قبل.

وأشار إلى أن ترامب يطالب الدول الحلفاء بإنفاق المزيد على قطاع الدفاع، مؤكدا أن هذا هو الوضع حالياً. وأضاف» كما أنه يدفعنا لنواجه الصين، وأعتقد أنه كان محقاً في ذلك».

ميدانياً، سيطر الجيش الروسي على بلدة كروتي إيار على بعد 10 كلم جنوب شرق مدينة بوكروفسك، وهي مركز لوجستي مهم للقوات الأوكرانية.

وقال حاكم دونيتسك، فاديم فيلاشكين، إن القوات الروسية تقدمت داخل بلدة فوهليدار التعدينية، ووصلت تقريبا إلى وسطها، مؤكداً أنه «من المستحيل تقريباً تقديم المساعدات الإنسانية» لنحو 107 أشخاص بقوا في البلدة من أصل 15 ألف نسمة قبل الحرب.

وفي كورسك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط قوات «الشمال» «بدعم من الطيران والمدفعية محاولتين لاختراق حدود بلدة نوفي بوت في المقاطعة الروسية، التي اجتاحتها القوات الأوكرانية، وتمكنت من السيطرة على معظمها.

وفي حين أكد الجيش الأوكراني أنه أسقط 29 من أصل 32 طائرة مسيّرة إيرانية ليل الاثنين - الثلاثاء، اتهمت النيابة الأوكرانية الجيش الروسي بقتل 6 مدنيين على الأقل، في ضربة نفذها أمس قرب سوق في خيرسون، كبرى مدن الجنوب والمحاذية لخط الجبهة.

back to top