تعيش كوسوفو توتراً متصاعداً فيما تحاول السلطات في بريشتينا إثبات سيادتها على مناطق الأقلية الصربية التي لا تزال تقاوم فكرة الخضوع لبريشتينا.
وأعلنت رئيسة كوسوفو، فيوسا عثماني، أمس الأول، تأجيل انتخابات في المناطق ذات الغالبية الصربية، شمال البلاد، كانت مقررة في 18 الجاري حتى أبريل المقبل، بعد مشاورات أجرتها مع الأحزاب السياسية الكوسوفية.
وتزايدت التوترات العرقية بين الأقلية الصربية المسيحية، والغالبية من ألبان كوسوفو المسلمين في أعقاب دعوة بريشتينا لإجراء انتخابات مبكرة في 4 بلديات يهيمن عليها الصرب في الشمال، وأعلنت أبرز الأحزاب السياسية الصربية مقاطعتها.
وترفض الأقلية الصربية في كوسوفو، البالغ عددها نحو 120 ألف شخص، الولاء لبريشتينا بتشجيع من بلغراد التي لا تعترف باستقلال كوسوفو المعلن عام 2008.
وحسب موقع World Population Review المختص، انقسم الكوسوفيون عرقيا عام 2019 على الشكل التالي: الألبان: 92%، والصرب: 4%، والبوسنيون: 2%، والأتراك: 1%، والرومان: 1%.
أزمة لوحات السيارات
والشهر الماضي، استقال رؤساء صرب لبلديات في شمال كوسوفو، وكذلك قضاة محليون ونحو 600 شرطي، احتجاجا على قرار حكومي باستبدال لوحات ترخيص سيارات صادرة من بلغراد لتحل مكانها أخرى صادرة من بريشتينا.
حواجز وهجمات
وأمس الأول، أقام مئات من الصرب حواجز على طريق بشمال البلاد، ما أعاق حركة المرور عند معبرين حدوديين رئيسيين مع صربيا، احتجاجا على اعتقال عضو سابق في شرطة كوسوفو استقال من منصبه الشهر الماضي مع صرب آخرين. وفي وقت سابق، ألقت شرطة كوسوفو القبض على صربي آخر.
وقال متظاهرون إنهم يريدون الحؤول دون نقل الشرطي السابق إلى بريشتينا، بينما لفت وزير داخلية كوسوفو شيلال سفيكلا إلى أن الشرطي السابق المعتقل هو واحد من مشتبه بهما أوقفا بعد الهجمات التي استهدفت دوريات الشرطة في الأيام الماضية.
وتبادل مسلحون صرب إطلاق النار مع الشرطة في الأيام الثلاثة الماضية. واتهم وزير الداخلية في كوسوفو «مجموعات متطرفة» بنصب الحواجز وإطلاق النار. وأمس الأول، أفادت الشرطة بأن عناصرها تعرضوا لإطلاق النار من قبل 3 مجموعات مختلفة قرب معبر بيرنياك الحدودي.
ومساء الخميس الماضي، أطلق مسلحون صرب النار على دورية للشرطة الكوسوفية في بلدية زفيتشان، مما تسبب في إصابة ضابط شرطة بجروح طفيفة.
وبداية الأسبوع الماضي، أطلق مسلحون صرب النار في الهواء لتفريق الموظفين المسؤولين عن الانتخابات ورجال الشرطة الذين كانوا يعدون للاقتراع. ورداً على ذلك، عززت شرطة كوسوفو قواتها في الجزء الشمالي بمدينة ميتروفيتسا المقسمة. واتخذ نحو 300 رجل شرطة إضافي مواقف في الأحياء الألبانية والبوسنية في النصف الآخر من المدينة ذي الأغلبية الصربية.
بلغراد و«الناتو»
وفي بلغراد، قال الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أمس الأول إن بلاده ستطلب من قوات حفظ السلام، التابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، أن تسمح لها بنشر جيشها وشرطتها في كوسوفو، على الرغم من اعتقادها أن فرصة الموافقة على الطلب معدومة، وستكون هذه أول مرة تطلب فيها بلغراد نشر قوات في كوسوفو بموجب بنود قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أنهى حربا استمرت بين عامي 1998 و1999، وتدخل فيها الحلف ضد صربيا لحماية كوسوفو.
وينص القرار على أنه بإمكان صربيا نشر ما يصل إلى ألف من أفراد الجيش والشرطة ومسؤولي الجمارك في المواقع الدينية للمسيحيين الأرثوذكس والمناطق ذات الأغلبية الصربية والمعابر الحدودية إذا وافق قائد قوات حفظ السلام، التابعة للحلف في كوسوفو على ذلك.واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أمس بأنّ «الاتحاد الأوروبي يقوم بشكل أساسي بوضع نموذج للوضع الحالي في كوسوفو منذ سنوات»، بينما قال مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إنّ «الاتحاد الأوربي لن يتسامح مع الهجمات على أو استخدام أعمال إجرامية عنيفة في الشمال»، ودعا «مجموعات صرب كوسوفو لإزالة الحواجز على الفور، واستعادة الهدوء».