إسرائيل تبدأ عملية برية في لبنان لمحاصرة «الجنوب»

جيش الاحتلال يستدعي 4 فرق احتياط... وتشكيك في نيته شن عملية محدودة بالزمان والمكان
• إنذارات إخلاء لـ 30 قرية حدودية تثير مخاوف من التهجير وإنشاء حزام أمني خالٍ من السكان

نشر في 02-10-2024
آخر تحديث 01-10-2024 | 20:57

أعلن الجيش الإسرائيلي، فجر أمس، بدء عملية برية داخل لبنان، وطلب إخلاء أكثر من 30 قرية قريبة من الحدود، ما تسبب بموجة نزوح واسعة تضاف إلى أكثر من مليون شخص تركوا منازلهم بالفعل في الأيام القليلة الماضية.

وفي وقت منحت واشنطن العملية الإسرائيلية التي لم تتضح معالمها بعد، غطاءً سياسياً معتبرة أنها عملية دفاع عن النفس، طالبت روسيا والصين ودول عربية إسرائيل بسحب قواتها ووقف انتهاك سيادة لبنان.

وقالت مصادر لبنانية، إن الجيش الإسرائيلي ينفّذ ما يشبه «المناورات» في مناطق مختلفة من الحدود، لكن قواته لم تتخطَّ السياج الحدودي، ولم تشتبك مع أحد، موضحة أن إسرائيل نفّذت مثل هذه العمليات مرتين سابقاً، لكن ما يحدث هذه المرة ترافقه حملة إعلامية واسعة.

وتوقّعت المصادر، أن تكون التحركات الإسرائيلية تهدف إلى جس النبض لاستكشاف الموقف في الطرف اللبناني، ودفع مقاتلي «حزب الله» إلى التحرك وإظهار مواقعهم، واستكشاف مدى استعدادهم.

ثمن باهظ

وقالت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان «اليونيفيل»، إن الجيش الإسرائيلي أبلغ قواتها، أمس الأول، بنيته القيام بعمليات توغل برية «محدودة» داخل لبنان، معتبرة أن «أي عبور إلى لبنان يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية».

في وقت سابق نشرت «اليونيفيل» بياناً جاء فيه، أنه «رغم هذا التطور الخطير، فإن حفظة السلام لا يزالون في مواقعهم. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر».

واعتبرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، أن «ثمن الاستمرار في مسار العمل الحالي باهظ جداً»، داعية إلى «حماية المدنيين، وعدم استهداف البنية الأساسية المدنية، واحترام القانون الدولي».

عمليات تستمر أسابيع

من جانبه، قال مسؤول أمني إسرائيلي، وفق «رويترز»، إن «العملية العسكرية البرية في لبنان محدودة، ولم تمتد إلا لمسافة قصيرة عبر الحدود»، مضيفاً أنه «لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات مباشرة مع مقاتلي حزب الله».

وأحجم المسؤول الأمني عن تحديد مدى عمق توغّل القوات الإسرائيلية في الأراضي اللبنانية، واكتفى بالقول إنها «على مسافة قريبة» من الحدود.

وأشار إلى أن خيار عملية أوسع تستهدف بيروت «ليس مطروحاً على الطاولة»، لافتاً إلى أن القوات المشاركة «هي من النوع الذي يقوم بالعمليات المحدودة»، مؤكداً أن «العمليات محدودة المكان والزمان». وقالت تقارير، إن قوات إسرائيلية عبرت الحدود لـ 500 متر فقط.

وقال مسؤولان إسرائيليان لموقع «أكسيوس» الأميركي، إن التوغل هو «عملية محدودة النطاق والوقت ولا تهدف لاحتلال جنوب لبنان». وذكر مصدر إسرائيلي لـ «واشنطن بوست» انه تم الإعداد للغارات في الأشهر الأخيرة وستدعمها القوات الجوية والمدفعية. وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، بأن «تقديرات الجيش أن العملية البرية في جنوب لبنان ستستمر بضعة أسابيع».

وتحدثت تقارير أخرى عن نية إسرائيل إنشاء منطقة أمنية خالية من السكان يمنع دخولها إلا من الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.

وأشار المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري إلى أن القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات في جنوب لبنان منذ أشهر، وكشفت عن أنفاق ومخابئ أسلحة لـ «حزب الله» أسفل منازل وعن خطط للجماعة اللبنانية لشن هجمات على غرار ما قامت به حركة «حماس» في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.

وزعم هاغاري أن النتائج والأدلة التي تم اكتشافها تحت المنازل في قرى بجنوب لبنان خلال العمليات سيتم تقديمها إلى المجتمع الدولي. كما عرض خرائط ومقاطع مصورة التقطتها كاميرات مثبتة على أجساد الجنود.

وقال الجيش الإسرائيلي، إنه استدعى أربعة ألوية احتياطية إضافية لعمليات على الحدود الشمالية مع لبنان، مضيفاً في بيان: «سيسمح هذا باستمرار نشاط العمليات ضد منظمة حزب الله وتحقيق الأهداف العملياتية، بما في ذلك العودة الآمنة لسكان شمال إسرائيل إلى منازلهم».

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل في ذروة الحرب مع «محور الشر الإيراني»، ودعا إلى الالتزام الصارم بتوجيهات القيادة الداخلية، متحدثاً عن إنجاز كبير في إحباط مخططات «حزب الله» لاقتحام الجليل. كما جدد عزمه إعادة السكان إلى الشمال. وقال مصدران أمنيان، إن إسرائيل شنت بعد هجومين على بيروت حيث استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية والمدخل الجنوبي للمدينة. وأضاف المصدران، أن مبنى متعدد الطوابق أُصيب في منطقة الجناح بالضاحية الجنوبية لبيروت. وأعلن الجيش الإسرائيلي انه قتل قيادياً في الحزب يدعى محمد قصير.

سيناريوهات

بحسب ما تشير معطيات دبلوماسية، فإن تل أبيب حصلت على الضوء الأخضر الأميركي في تنفيذ العملية لتحقيق أهدافها، أما كل الكلام عن عملية محدودة بكيلومترات ضئيلة هو كلام غير دقيق وغير حقيقي، لأنه لا أحد يعلم إلى أين سيصل الإسرائيليون، خصوصاً أن مجمل تحذيراتهم لسكان الجنوب تطالبهم بالخروج إلى شمال نهر الأوّلي. بعض المصادر الدبلوماسية الغربية تتحدث عن اتخاذ قرار كبير في تطويق إيران وإضعاف كل حلفائها عسكرياً.

وبعض المعطيات والمؤشرات حول السيناريوهات العسكرية كان لبنان قد أُبلغها مسبقاً، بينما عمل الإسرائيليون على مناقشة بعض الخطط مع الأميركيين، بما فيها السعي إلى الفصل الجغرافي لجنوب لبنان عن جنوب سورية، ما يعني أن جزءاً من الأراضي السورية سيكون ساحة للمعركة. بالنسبة إلى التوغل البرّي الإسرائيلي فله ثلاثة احتمالات، الأول هو الدخول من القطاع الغربي أو الأوسط بشكل مباشر لكنه السيناريو الأكثر ضعفاً. والثاني هو الدخول من جهة الوزاني إلى مرجعيون وبعض القرى التي يعتبرها الإسرائيليون ليست ذات بنية عسكرية وقتالية كبيرة. والثالث هو الدخول من القطاع الشرقي وما بين مزارع شبعا امتداداً من الجولان السوري وعبور بعض الأراضي السورية باتجاه البقاع الغربي مع تنفيذ إنزالات باتجاه منطقة مثلث كفرحونة للوصول إلى نقاط وجبال مرتفعة جداً، قادرة على كشف الجنوب والبقاع وإسرائيل. مثل هذه الجبال، ما يعرف بـ«تومات نيحا» و«جبل صافي».

وبذلك يكون الإسرائيليون قد عملوا على محاصرة الجنوب من البر لجهة الشرق، والشمال، في مقابل محاصرته من البحر من خلال البوارج، ولا يمكن إغفال مسألة المناورات في العملية العسكرية التي يعتمدها الإسرائيليون للإشغال وتشتيت القوى العسكرية لـ«حزب الله».

إخلاء 30 قرية

وطالب الجيش الإسرائيلي، من سكان جنوبي لبنان، إخلاء حوالي 30 قرية «فورا» ما أثار حالة من الفوضى بين السكان الذين نزح المئات منهم باتجاه بيروت في قوافل يرافقها الجيش اللبناني.

وذكر في بيان أسماء القرى التالية المهددة في الجنوب اللبناني، وهي: يارون، وعين ابل، ومارون الراس، وطيري، وحداثا عيتا الجبل (الزط)، وجميجيمة، وتولين، ودير عامس، وبرج قلويه، البياضة، وزبقين جبال البطم، وصربين، والشعيتية، وكنيسة، والحنية، ومعركة، وغندورية، ودير قنون - مالكية الساحل، وبرج الشمالي، وابل السقي، وصريفا، ودير قنون النهر، والعباسية، الراشيدية، وبنت جبيل وعيترون.

ومن بين القرى التي أُنذرت بالاخلاء قرى مسيحية مثل قرية عين ابل لا وجود لـ«حزب الله» فيها، وكان سكانها يعتقدون أنه سيتم تحييدهم عن الصراع وهو ما جرى طوال الأشهر الماضية.

وفي وقت سابق حذر الجيش من أي سيارات تعبر من شمال نهر الليطاني إلى جنوبه. وقطع عدة طرقات أساسية تصل الجنوب بباقي المناطق، سامحاً فقط بالخروج من الجنوب، كما شن غارات على عدد من القرى.

وكان الجيش اللبناني أعلن مساء أمس الأول إعادة التموضع في مواقع حدودية. وقالت تقارير إن الجيش انسحب من بعض المواقع لتجنب التصادم مع القوات الإسرائيلية.

صواريخ «حزب الله»

في المقابل، قالت جماعة «حزب الله»، إنها «استهدفت قوات للجيش الإسرائيلي» عبر الحدود في المطلة بنيران مدفعية. ونفت حدوث أي توغل أو خوض أي معارك برية مباشرة مع الجيش الإسرائيلي.

وأكد الحزب أنه قصف قاعدة «غليلوت» التابعة للاستخبارات الإسرائيلية والواقعة قرب مدينة تل أبيب، في استهداف قال إنه جاء تحت نداء «لبيك يا نصر الله».

وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب محمد عفيف في تصريحات وزعها إعلام الحزب جاهزية مقاتلي الحزب «للمواجهة المباشرة» مع القوات الإسرائيلية التي «تتجرأ أو تحاول دخول» لبنان.

ولفتت وسائل إعلام تابعة للحزب الى أن وتيرة القصف المدفعي وأصوات الانفجارات، ترتفع حيناً وتنخفض حيناً آخر في المكان نفسه الذي بدأت منه عصر الاثنين، حيث لا يزال القصف يتركز في محور كفركلا - تل النحاس، وسهل الخيام، والأطراف الجنوبية لمدينة الخيام.

وانطلقت صافرات الإنذار وسط إسرائيل في مدن تل أبيب وهرتسليا ورامات هاشارون، في أعقاب إطلاق مقذوفات من لبنان، وأُصيب إسرائيلي بجروح متوسطة جرّاء سقوط أحد الصواريخ الذي أُطلق من لبنان على وسط تل أبيب. وأُعلنت حالة طوارئ من الدرجة الثانية في تل أبيب ووسط إسرائيل والقدس. وأفادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عن «تغيير التعليمات للجمهور وتقليل الأنشطة والتجمعات في الكرمل ووادي عارة ووسط إسرائيل والقدس»، كاشفة عن «منع التجمعات لأكثر من 30 شخصاً في المناطق المفتوحة و300 شخص في المباني».

بالنسبة إلى «حزب الله» تؤكد المصادر القريبة منه أنه أتم الجاهزية الكاملة لمواجهة كل السيناريوهات، وهو يعتبر أن الدخول البرّي الإسرائيلي سيعطيه فرصة كبيرة لتجاوز التفوق الجوي لدى الإسرائيليين ولإلحاق خسائر كبيرة وإبراز قدرته على الاستمرار في إطلاق الصواريخ، ومنع الإسرائيليين من القدرة على التمركز والتثبت في أي نقطة لأنهم سيكونون عرضة للكثير من العمليات، كما أنه يشير إلى قدراته على صدّ الهجوم ومنع التقدّم، بالإضافة إلى قدرته على ضرب أهداف عميقة في إسرائيل وصولاً إلى تل أبيب واستخدام أسلحة متطورة وصواريخ بالستية، ولدى الحزب تكتيك عسكري يستخدمه في هذا المجال ولا يريد فيه حرق المراحل.

105 ملايين دولار

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» من التصعيد الخطير في لبنان، والذي أدى إلى تدهور وضع الأطفال، مطلقة نداء عاجلا للحصول على 105 ملايين دولار أميركي خلال الاشهر الثلاثة المقبلة.

وذكرت «يونيسيف»، في بيان، أن «هناك حاجة ماسة إلى تلك الأموال لإيصال الإمدادات الحيوية الضرورية للأطفال، والحفاظ على الخدمات الحيوية في لبنان، بما في ذلك توفير المياه الصالحة للشرب والدعم النفسي والاجتماعي والتعليم، ورفع الجاهزية في وجه أي تصعيد محتمل في الأعمال العدائية».

وأضافت أنها تقدر «أن أكثر من 300 ألف طفل قد نزحوا من منازلهم، وتفتقر الأسر النازحة الى إمكانية الوصول إلى ما يكفي من مياه وغذاء وبطانيات ولوازم طبية وأساسيات أخرى».

وأشارت إلى تقديمها «نحو 100 طن من المساعدات الطبية الطارئة إلى المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية التي تواجه النقص في المستلزمات أو نفادها. وسيتم تسليم المزيد من المساعدات الطبية».

من جهتها، أكدت الصين، في بيان، أنها «تعارض التعديات على سيادة لبنان وأمنه وسلامة أراضيه وترفض أي أعمال تفاقم النزاعات وتؤدي إلى مزيد من التصعيد في الوضع الإقليمي».

وحضّت بكين إسرائيل على «القيام بخطوات ملموسة لخفض التصعيد»، في حين دعت وزارة الخارجية الروسية إسرائيل، الى «سحب قواتها من الأراضي اللبنانية والبحث عن تسوية سلمية للصراع في الشرق الأوسط».

3 اجتياحات و50 عاماً من التدخل العسكري الإسرائيلي في لبنان

أعلنت إسرائيل أنها تنفذ عملية عسكرية برية في جنوب لبنان منذ أمس الأول، علماً أنها ليست المرة الأولى التي تتخذ فيها هذا القرار. فعلى مدى نصف قرن، اجتاح جيشها لبنان مراراً لمقاتلة أعدائه، بدءاً بمنظمة التحرير الفلسطينية وصولاً إلى حزب الله.

«عملية الليطاني» في 1978

توغلت إسرائيل للمرة الأولى في لبنان بين 14 مارس 1978 و21 منه، حين اجتاح جيشها قسماً من جنوب لبنان بعد أن دخل أعضاء من منظمة التحرير الفلسطينية إلى إسرائيل من لبنان عن طريق البحر وسيطروا على حافلة مدنية، مما أسفر عن مقتل عشرات الإسرائيليين، وفقاً للجيش الإسرائيلي.

ونددت الأمم المتحدة بهذا الغزو عبر إصدار مجلس الامن القرار 425، مطالباً الدولة العبرية بسحب قواتها من الأراضي اللبنانية. لكن هذا الانسحاب لم يترجم في شكل ملموس سوى بعد 22 عاماً، في 16 مايو 2000.

أطلقت إسرائيل على غزوها تسمية «عملية الليطاني»، في إشارة الى النهر الذي يعبر جنوب لبنان. يومها، توغل جيشها حتى عمق 40 كليومتراً وأجبر مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية على التراجع إلى ما وراء الليطاني، في اتجاه صيدا أو بيروت.

وأدى الاجتياح، بعد انسحاب الجنود الاسرائيليين، الى احتلال غير مباشر لحوالي 700 كلم مربع من جنوب لبنان بواسطة ميليشيا جيش لبنان الجنوبي المتحالفة مع تل أبيب.

ونص القرار 425 الذي أصدره مجلس الأمن بإجماع أعضائه في 19 مارس 1978 على إنشاء قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان «يونيفيل» التي لا تزال منتشرة حتى اليوم.

أنتج هذا التدخل العسكري تغييراً ديموغرافيا في العاصمة اللبنانية مع وصول عشرات آلاف النازحين من الجنوب إلى ضاحية بيروت الجنوبية التي تحولت تدريجياً معقلاً لحزب الله الموالي لإيران.

اجتياح 1982

في السادس من يونيو 1982، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية أوسع نطاقاً سميت «سلام الجليل».

حاصر الجنود الإسرائيليون بيروت بهدف طرد منظمة التحرير الفلسطينية ووضع حد لهجمات المقاتلين الفلسطينيين على شمال إسرائيل.

وبين نهاية اغسطس واوائل سبتمبر من ذلك العام، غادر الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وأكثر من 11 ألف مقاتل فلسطيني لبنان بإشراف القوة المتعددة الجنسيات التي ضمت وحدات أميركية وبريطانية وفرنسية وإيطالية.

وناهزت الحصيلة الرسمية اللبنانية للغزو الاسرائيلي 20 ألف قتيل و30 ألف جريح حتى نهاية العام 1982، بينهم ضحايا مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا الفلسطينيين.

في تلك الآونة، نشأ حزب الله برعاية الحرس الثوري الإيراني، وشكل سهل البقاع «شرق» ميداناً لتدريب طلائع مقاتليه الشيعة.

ولم تمض ثلاثة أعوام حتى انتقل التنظيم الى الحيز العلني في 1985. وشكلت ذراعه العسكرية «المقاومة الإسلامية في لبنان» رأس الحربة في التصدي للجيش الإسرائيلي.

واظب الحزب طوال خمسة عشر عاماً على تنفيذ عمليات عسكرية مختلفة استهدفت الجنود الإسرائيليين. خسرت الدولة العبرية نحو ألف من جنودها، وأجبرت على اتخاذ قرار أحادي في مايو 2000 بسحب قواتها من جنوب لبنان.

حرب 2006

لم يسدل الانسحاب الإسرائيلي الستار على الصراع بين حزب الله وإسرائيل. وبلغت المواجهات بين الجانبين ذروتها في صيف 2006، إثر قيام التنظيم بأسر جنديين إسرائيليين في المنطقة الحدودية. ردت اسرائيل بهجوم واسع النطاق صمد مقاتلو الحزب في وجهه. وعلى الأثر، أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله تحقيق «نصر إلهي» كرسه بطلاً في العالم العربي.

أسفرت هذه الحرب التي استمرت 33 يوماً عن مقتل 1200 لبناني معظمهم مدنيون، وعن مقتل 160 إسرائيلياً معظمهم عسكريون. وانتهت بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي 1701 الذي نص على انتشار الجيش اللبناني في جنوب لبنان إلى جانب قوة الأمم المتحدة التي تم تعزيزها عديداً وعتاداً.

لكن حزب الله حافظ على وجوده العسكري في الجنوب، وعزز ترسانته الصاروخية، وبات يضم مئة ألف مقاتل، بحسب أمينه العام.

الحوثي يستهدف تل أبيب وإيلات ويصيب سفينتين قبالة الحديدة

أعلن المتحدث العسكري باسم قوات «أنصار الله» اليمنية يحيى سريع، أن جماعته استهدفت بطائرات مسيرة مواقع عسكرية إسرائيلية في تل أبيب وإيلات أمس.

وقال سريع في بيان إنه «تم تنفيذ عمليتين عسكريتين بطائرات مسيرة على يافا، تل أبيب، وأم الرشراش إيلات بأربع طائرات مسيرة نوع صماد 4 وحققتا أهدافهما بنجاح».

وأكد أن هذا الاستهداف يأتي في إطار الوقوف مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، و»إفشال جميع مخططات إسرائيل الاستيطانية».

في غضون ذلك، أفادت وكالة أمن بحري بريطانية بإصابة سفينتين بهجومين منفصلين قبالة سواحل اليمن، حيث يشن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران، منذ أشهر، هجمات على سفن، مع تصاعد التوتر الإقليمي بغزة ولبنان.

وفي الهجوم الأول، قالت الوكالة التي تديرها البحرية الملكية البريطانية إن «سفينة أصيبت بضربة طائرة مسيّرة. وتم ثقب خزان الصابورة رقم 6» شمال غرب الحديدة، مشيرة إلى رصد 4 انفجارات على مقربة منها.

وفي وقت لاحق، أفادت الوكالة بإصابة سفينة بصاروخ في هجوم جديد قبالة الحديدة التي تعرضت لغارات جوية إسرائيلية كبيرة منذ 3 أيام، مؤكدة أنها «أصيبت بأضرار لكن كل أفراد الطاقم سالمون».

وأمس الأول، أكد المبعوث الأممي لليمن، هانس غروندنبيرغ، خطورة تصاعد التوترات في المنطقة على عملية السلام، وإنهاء الحرب، مطالباً بدعم المجتمع الدولي.

إسرائيل تقصف رادارات سورية وتحدد 35 هدفاً عراقياً

أفاد مصدران عسكريان سوريان بأن إسرائيل استهدفت ما لا يقل عن 3 محطات رادار مضادة للطائرات في جنوب سورية، إحداها في قاعدة جوية عسكرية، أمس.

وأصابت غارات بطائرات مسيرة وحدتي رادار غرب مدينة السويداء إحداهما في قاعدة جوية بالمنطقة.

وأصابت غارة ثالثة وحدة رادار في محافظة درعا المجاورة. وقال أحد المصدرين إن هذه الوحدات جزء من الدفاعات الجوية للجيش السوري بالمنطقة الجنوبية.

إلى ذلك، قُتل 6 أشخاص بينهم ثلاثة مدنيين في ضربات إسرائيلية استهدفت منطقة المزة قرب السفارة الإيرانية بدمشق ومحيطها.

وأفاد المرصد السوري المعارض بمقتل «ثلاثة مدنيين بينهم إعلامية بارزة بالتلفزيون الرسمي تدعى صفاء أحمد»، بالإضافة إلى ثلاثة مقاتلين من فصائل موالية لإيران في ضربات استهدفت سيارتين في منطقة المزة، علاوة على «بطاريات دفاع جوي في مطارها ومحيط منطقة الكسوة جنوب غرب» العاصمة.

ووسط خشية من توسّع نطاق الضربات الإسرائيلية في سورية والمنطقة، كشفت أوساط عراقية، أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني طلب من شخصيات شيعية، التوسط لكبح جماح الفصائل المسلحة المرتبطة بطهران، ومنعها من التورط في الحرب الدائرة بين «حزب الله» اللبناني وإسرائيل، بعد تداول معلومات داخل التحالف الحاكم بأن الدولة العبرية حددت 35 هدفاً عراقياً لاستهدافها.

وبين الحين والآخر تعلن فصائل عراقية أنها تنفذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك في الجولان المحتل، لكنها ضربت ليل الاثنين «قاعدة فيكتوريا» العسكرية القريبة من مطار بغداد الدولي التي تضم قوات أميركية دون تسجيل إصابات.

back to top