انخفض سعر برميل النفط الكويتي 3.42 دولارات ليبلغ 70.90 دولارا للبرميل في تداولات أمس مقابل 73.32 دولارا في تداولات الاثنين الماضي، وفقا للسعر المعلن من مؤسسة البترول الكويتية.

وفي الأسواق العالمية، قفزت أسعار النفط أكثر من ثلاثة في المئة صباح اليوم بسبب المخاوف المتزايدة من تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، مما قد يؤدي إلى تعطيل إنتاج الخام في المنطقة، بعد أكبر ضربة عسكرية وجهتها إيران إلى إسرائيل.

Ad

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.42 دولار أو 3.3 في المئة إلى 75.98 دولارا للبرميل، وهو أعلى مستوى لها في شهر، في حين زاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 2.47 دولار أو 3.5 في المئة إلى 72.30 دولارا للبرميل بحلول الساعة 1050 بتوقيت غرينتش.

وقفز الخامان القياسيان بأكثر من خمسة في المئة أمس قبل اختتام التداول على صعود بنحو 2.5 في المئة.

وقالت إيران في وقت مبكر اليوم، إن هجومها الصاروخي على إسرائيل انتهى ما لم تقع المزيد من الاستفزازات، في حين تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على طهران وسط تصاعد المخاوف من حرب أوسع نطاقا.

وذكر تاماس فارجا من شركة بي.في.إم للسمسرة النفطية: «قد يشمل ذلك تدمير أو تخريب منشآت نفط إيرانية».

وأوضحت طهران أن أي رد إسرائيلي على الهجوم، الذي ذكرت إسرائيل، أنه شمل أكثر من 180 صاروخا بالستيا، سيقابل «بدمار واسع النطاق».

وأشار فارجا إلى أن رد إيران أو الفصائل المتحالفة معها قد يشمل استهداف منشآت نفط سعودية كما حدث في 2019، أو إغلاق مضيق هرمز، مضيفا: «أي من ذلك من شأنه أن يرفع أسعار النفط إلى مستويات يصعب التراجع عنها».

وقال محللون في بنك إيه.إن.زد في مذكرة، إن إنتاج إيران من النفط ارتفع إلى أعلى مستوى في ست سنوات عند 3.7 ملايين برميل يوميا في أغسطس.

ولفتت كابيتال إيكونوميكس في مذكرة إلى أن «التصعيد الكبير من جانب إيران يهدد بجر الولايات المتحدة إلى الحرب... تقدم إيران حوالي أربعة في المئة من إنتاج النفط العالمي، لكن الاعتبار المهم سيكون ما إذا كانت السعودية ستزيد الإنتاج إذا تعطلت الإمدادات الإيرانية».

سياسة الإنتاج

قال مصدران لـ «رويترز»، إن لجنة المراقبة الوزارية المشتركة التابعة لتحالف «أوبك +» من ستُبقي على سياسة الإنتاج دون تغيير في اجتماعها اليوم، مما سيسمح للمجموعة بالبدء في زيادة الإنتاج تدريجيا في بداية ديسمبر المقبل.

وانخفضت أسعار النفط في سبتمبر إلى أقل من 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أواخر 2021، قبل أن تشهد سلسلة صعود منذ ذلك الحين.

وارتفعت الأسعار خلال الأسبوع الجاري بنحو خمسة في المئة إلى أكثر من 75 دولارا وسط مخاوف من تصعيد محتمل في الشرق الأوسط بعد أكبر هجوم عسكري لإيران على إسرائيل، والذي من شأنه أن يؤدي إلى تعطل إنتاج النفط الخام من المنطقة.

وتقلص «أوبك+» الإنتاج حاليا بإجمالي 5.86 ملايين برميل يوميا، أو ما يعادل 5.7 في المئة من الطلب العالمي، وذلك في سلسلة من الخطوات المتفق عليها منذ أواخر 2022.

وتعتزم المجموعة زيادة الإنتاج 180 ألف برميل يوميا بدءا من ديسمبر، في إطار تراجع تدريجي عن أحدث شريحة من التخفيضات الطوعية على المدى العام المقبل. وتأجلت الزيادة من أكتوبر بعد انخفاض الأسعار.

ومن المتوقع أن يركز التحالف في الاجتماع وخلال الأسابيع المقبلة على التزام الدول بحصص الإنتاج، وبالتحديد امتثال العراق وقازاخستان اللذين تعهدا بخفض الإنتاج 123 ألف برميل يوميا في سبتمبر وبمعدل أكبر في الأشهر اللاحقة للتعويض عن تجاوز الحصص في وقت سابق.

وبين مصدر في «أوبك+» لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، أن الوضوح بشأن تنفيذ خفض الإنتاج في سبتمبر للتعويض عن تجاوز الحصص قد يسمح بالمضي في الزيادة المقررة في ديسمبر.

ومع ذلك، قال محللون إن عدم الامتثال قد يدفع السعودية ودولا أخرى إلى إلغاء تخفيضاتها للإنتاج قبل ديسمبر. وذكرت حليمة كروفت من «آر.بي.سي كابيتال» في تقرير أنه «في حالة عدم الامتثال، يمكننا أن نتوقع نهاية أسرع للتخفيضات الطوعية».

وعادة ما تجتمع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة كل شهرين، ويمكن أن تقدم توصيات بتعديل السياسة. وتضم اللجنة وزراء النفط من دول منتجة كبرى منها السعودية وروسيا.

تحذير سعودي

ونقلت صحيفة وول ستريت اليوم عن مندوبين في «أوبك+» أن وزير الطاقة السعودي قال، إن أسعار النفط قد تنخفض إلى 50 دولارا للبرميل إذا لم يلتزم أعضاء المجموعة بقيود الإنتاج المتفق عليها.

وأوضح تقرير «وول ستريت» أن منتجين آخرين في «أوبك+» فسروا التصريحات على أنها تهديد من السعودية بأنها مستعدة لشن حرب أسعار للحفاظ على حصتها في السوق إذا لم تلتزم دول أخرى بما أقره التحالف.

وأضاف التقرير أن الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي حذر الأسبوع الماضي خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف المنتجين الآخرين من تراجع الأسعار.

ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن الوزير أشار في حديثه حول الإنتاج الزائد إلى العراق وقازاخستان تحديدا.