صدرت عن دار سكرايب المصرية، الرواية الرابعة للكاتب البحريني رسول درويش، وبذلك يكون قد أكمل مشروعه السَّردي الذي تناول فيه تاريخ البحرين حتى العصر الحديث، حيث تناول درويش في روايته الأولى «الحجر الأسود» الوجود القرمطي في إقليم البحرين الكبير، عبر استخدام تقنية تطبيق الحجر الأسود الذي يسافر بالقارئ إلى تلك الحقبة المهمة من تاريخ البحرين.

وفي رواية دي بارم، تناول الكاتب حقبة الوجود البرتغالي في الخليج العربي منذ عام 1507 حتى 1621. واستخدم أسلوب السرد الأفقي للأحداث، واستعان بتقنية تعدُّدِ الرواة. وتحدَّث فيها عن الصراع الفارسي البرتغالي العربي للاستحواذ على مقدرات الخليج بعد السيطرة على جزيرتي هرمز والبحرين. وتعدَّدت الأصوات في الرواية في موازاة تعدُّد الرؤى ووجهاتِ النظر.

Ad

وفي الرواية الثالثة «أي دلمونيا» وهو عملٌ ضخم، تحدث الكاتب عن فترة الفراغ السياسي لجزيرة البحرين منذ عام 1760 حتى 1765، ووضع الأحداث والفصول في عرض عمودي تاريخيًّا.

غلاف الإصدار

واكتمل المشروع التاريخي السَّردي للكاتب من خلال روايته الجديدة «أواليا»، التي تناول من خلالها فترة الانتداب البريطاني في البحرين منذ عام 1926 حتى عام 1957، وهي فترة تداخلت فيها الأحداث العالمية والإقليمية، وألقت بظلالها على الجزيرة الوادعة. وتأثرت البحرين تبعًا لذلك بالحرب العالمية الثانية، ونكبة 1948، وثورة 1952، وكذلك بالعدوان الثلاثي على مصر، راصدًا انعكاس تلك الأحداث على حياة البحريني فرديًّا وجماعيًّا.

وفي «أواليا»، تناول درويش الأوضاع الاجتماعية، والدينية، والاقتصادية، وكيف تأثرت البحرين بتلك الأحداث الجسام، وكيف استطاع البحرينيون إجبار المستشار الإنكليزي على التنحي عن حكم البلاد.

يُذكر أن رسول درويش صدرت له 9 رويات، 4 تمثل مشروعه الروائي و5 جاءت في سياقاتٍ مختلفة، وهي: «رواية خطيئة السرداب»، و«م»، وهي روايةٌ تناقش قضية مسألة المثلية التي يدعو لها الغرب ويرفضها الشرق، ورواية «الضحية 69»، وهي رواية نقدية/ اجتماعية حصلت على المركز الثاني في جائزة ابن المقرَّب في السعودية، وكذلك رواية «غِنى الفقر من سيرة الصحابي أبي ذر»، وهي سيرة روائية، ورواية «روح الملك»، وهي عبارة عن عمل سياسي روحاني.

وعلى جانب آخر، أصدر درويش 3 كتب نقدية هي: «البوكر في ميزان النقد»، و«الهُويَّات»، و«الهُويَّةُ والسرد... مقارباتٌ في الرواية العربية المعاصرة».

وفيما يخصُّ الترجمة، فقد ترجم الكاتب روايتي «روح الملك» و«م»، وكذلك «قلب الظلام» لجوزيف كونراد، وديوان شعري بعنوان «إلاكِ أحبُّ».

وسيكون أغلب أعمال الكاتب متاحا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، في يناير المقبل.