يشهد عالم الفن تحوُّلاً جذرياً مع ظهور اتجاه جديد يهدف إلى إعادة تدوير النفايات، وتحويلها إلى أعمال فنية مبتكرة. ومن أبرز هذه المواد التي باتت مصدر إلهام للكثير من الفنانين هو البلاستيك، الذي أصبح يشكِّل تهديداً كبيراً للبيئة.
ومن هذا المنطلق افتُتح في غاليري الأفنيوز معرض «رحلة من النفايات إلى الفن: إعادة إحياء البلاستيك»، تنظيم الفنانة آية خير، وبمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين، وأيضاً الطلاب.
وقالت مديرة غاليري الأفنيوز، الفنانة التشكيلية سهيلة النجدي، إن إدخال البيئة في سياق الفنون التشكيلية يُعد من أهم التجارب التي يهتم بها الفنانون التشكيليون العاشقون للطبيعة والبيئة، من خلال رصدهم لجمالياتها، أو إنتاج أعمال فنية من النفايات، خصوصاً البلاستيكية التي تدمر الطبيعة، ما يجعلها ضارة بالبيئة.
وأشارت النجدي إلى أن المعرض كان بمشاركة فنانين لديهم الإحساس المرهف بالبيئة، وبالتالي حوَّلوا النفايات التي تشوِّه منظرها إلى أعمال فنية جميلة ومتميزة.
حماية البيئة
من جانبها، قالت منظمة المعرض، الفنانة آية خير، إن المعرض ضم نحو 21 مشاركاً، متابعة: «يستكشف المعرض الإمكانات الإبداعية للبلاستيك المهمل، وتحويل النفايات إلى فن وإبداع. يضم المعرض فنانين مشهورين يستخدمون البلاستيك كوسيلة مختلطة، وتحويل ما تم التخلص منه إلى شيء له معنى وجميل».
وأضافت خير: «المعرض لا يشمل الإمكانيات الجمالية للمواد المُعاد استخدامها فحسب، بل يحث على العمل، ويدعو الزوار إلى التفكير في عاداتهم الخاصة، وفي كيفية المساهمة بإعادة تدوير البلاستيك، وإعادة استخدامه في مستقبل أكثر استدامة. من خلال الفن، نهدف إلى إلهام التغيير، وتشجيع الخطوات الصغيرة، لكن المؤثرة، نحو حماية بيئتنا للأجيال القادمة».
وذكرت أن المعرض شارك به طلاب من جامعة «AUK»، ومن الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، برعاية: شركة M2R، InvestGB، دين & ديلوكا، alhadaf، Sustainable living.
زيادة الوعي البيئي
«الجريدة» التقت بعض المشاركين في المعرض، حيث قالت الفنانة لينا حجازي إنها شاركت بعملين، واستخدمت أكياس الأرز في تصميم فساتين لراقصة الباليه.
من جانبها، ذكرت النحاتة رشا السيد أنها استخدمت البلاستيك، وعملت منه منحوتات أخذت شكلاً جمالياً، لافتة إلى أنها استفادت من البلاستيك الموجود لديها في البيت، وعملت به أشكالاً لأعضاء السيرك، مستخدمةً علبة صابون، وألعاب أطفال، وغيرها من المواد.
وشارك مجموعة من قسم صحة البيئة بكلية العلوم الصحية من هيئة التطبيقي، وهم: دينا البعيجان، وسارة الرفاعي، وبدرية العجمي، والريان العجمي. والعمل كان عبارة عن إعادة تشكيل النفايات البلاستيكية التي تم جمعها خلال عمليات تنظيف الشاطئ في الرحلات الميدانية، من منطلق تحمُّل المسؤولية، وزيادة الوعي بالبيئة، والحد من التلوث البلاستيكي.
فيما أوضحت الفنانة نورة العثمان أنها استخدمت البلاستيك في عملها الذي يعبِّر عن إعادة التدوير، باللون الأزرق الذي يعبِّر عن البحر.