إسرائيل تستشرس جواً وتتردد براً في لبنان

هل تسمح تل أبيب بهبوط طائرة عراقجي في بيروت؟
• «حزب الله» يعلن صد توغلات جديدة وتل أبيب تهدد بقصف المنفذ البري الأساسي مع سورية
• الجيش اللبناني يرد بعد مقتل جنديين وإنذارات الإخلاء تشمل نحو 100 قرية في الجنوب

نشر في 04-10-2024
آخر تحديث 03-10-2024 | 20:37

بعد يوم من تكبّدها خسائر فادحة في أول مواجهة برية مع مقاتلي «حزب الله»، وسّعت إسرائيل غاراتها الجوية «نوعاً وكماً»، حيث استهدفت معظم المناطق اللبنانية شمالاً وجنوباً وصولاً الى داخل جبل لبنان وقلب بيروت، كما بدأت استهداف منشآت ومبان داخل القرى التي أخليت من سكانها، في حين سقط قتيلان للجيش اللبناني باستهدافات إسرائيلية، كما باتت نقطة المنصع، المنفذ البري المدني الأساسي بين لبنان وسورية، تحت خطر التعرض للقصف، بعد أن أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن «حزب الله» يستخدم المعبر لتهريب السلاح.

واستهدفت غارة للطيران الحربي الإسرائيلي «مركزاً للهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله في حي الباشورة، بالقرب من وسط العاصمة بيروت، ما أدى الى سقوط 9 قتلى. وهذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل المنطقة منذ عام 2006.

كما استهدف الجيش الإسرائيلي منطقة كيفون، في أعالي الجبل اللباني قرب عاليه، وبلدة المعيصرة في جرود كسروان شمال بيروت، ومناطق في جرود جبيل شمال العاصمة.

وفي الوقت نفسه، قال الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه قصف نحو 200 هدف لحزب الله ليل الأربعاء ـ الخميس في الأراضي اللبنانية، بما في ذلك مواقع بنية تحتية للجماعة المسلحة، ومرافق تخزين الأسلحة، ومراكز المراقبة في جنوب لبنان.

وشنت الطائرات الحربية ليل الرابعاء ـ الخميس أكثر من 17 غارة على الضاحية تخللها قصف من بوارج حربية حسب الوكالة اللبنانية للاعلام، كما تعرضت أحياء حارة حريك، والليلكي، وبرج البراجنة في الضاحية لغارات عنيفة أمس استهدفت إحداها مقر المكتب الإعلامي لحزب الله، غداة تنظيم المكتب جولة للصحافيين في الضاحية الجنوبية.

الجيش يرد

وفي تطور آخر، أعلن الجيش اللبناني «استشهاد أحد العسكريين نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركزا للجيش في منطقة بنت جبيل - الجنوب». وأضاف: «رد عناصر المركز على مصادر النيران».

وكان الجيش اعلن في وقت سابق «استشهاد أحد العسكريين وأصيب آخر بجروح نتيجة اعتداء من جانب العدو الإسرائيلي، أثناء تنفيذ مهمة إخلاء وإنقاذ بمشاركة الصليب الأحمر اللبناني في بلدة الطيبة- مرجعيون».

وأعلن الصليب الأحمر اللبناني من جهته إصابة أربعة من متطوعيه بجروح نتيجة «استهداف موكب في الطيبة بينما كانوا يقومون بإخلاء إصابات من المنطقة».

معبر المصنع

واتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، جماعة حزب الله اللبنانية بتهريب الأسلحة من سورية عبر معبر المصنع الحدودي. وقال في بيان «جيش الدفاع يحث دولة لبنان على إجراء تفتيش صارم للشاحنات المارة عن طريق المعابر المدنية، وإعادة الشاحنات والمركبات التي تحتوي على الوسائل القتالية إلى سورية».

وأضاف: «منذ استهداف محاور التهريب الحدودية عند الحدود السورية- اللبنانية، يوم الخميس الماضي، أصبح معبر المصنع الحدودي المعبر الرئيسي الذي ينقل حزب الله من خلاله الوسائل القتالية، حيث يعتبر معبر المصنع معبرًا مدنيًا يقع بين سورية ولبنان، يخضع لسيطرة الدولة اللبنانية».

وتابع: «بعد قصف معابره الحدودية يحاول حزب الله على مدار الأسبوع الأخير تنفيذ من خلال الوحدة 4400 التابعة له عمليات نقل وتهريب الوسائل القتالية الحساسة - منها الوسائل القتالية البرية والوسائل القتالية المخصصة لجبهة جنوب لبنان عبر معبر المصنع»، مشيرا الى انه «قبل أربعة أيام قصف جيش الدفاع شاحنة محملة بأسلحة حاول حزب الله تهريبها إلى لبنان حيث تظهر الصور انفجارات قوية بعد القصف دلت على وجود أسلحة هناك». وختم: «جيش الدفاع لن يسمح بتهريب هذه الوسائل القتالية، ولن يتردد في التحرك إذا اضطر لذلك على غرار ما قام به طوال هذه الحرب».

في المقابل، قال وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، علي حمية، إن جميع المعابر الحدودية تخضع لسيطرة الحكومة.

توغلات

وغداة نجاحه في صد «استطلاع بالنار» في منطقتي العديسة في القطاع الشرقي للحدود ومارون الراس في القطاع الأوسط، ما تسبب في مقتل 8 جنود اسرائيليين على الأقل، أعلن حزب الله أمس في بيانات متلاحقة أنّ مقاتليه تصدوا لمحاولات تسلل إسرائيلية إلى الأراضي اللبنانية مع قصفه لتجمعات عسكرية على الحدود داخل الدولة العبرية.

وأعلن حزب الله، في بيان، أن مقاتليه تصدوا صباحا «لمحاولة تقدم لقوات العدو الإسرائيلي عند بوابة فاطمة بقذائف المدفعية». وأعلن بعد ذلك أنّ مقاتليه «فجّروا الخميس عبوتين ناسفتين لدى محاولة قوة مشاة إسرائيلية معادية التسلل باتجاه بلدة مارون الراس» الحدودية في جنوب لبنان.

وأضافت الجماعة المسلحة أنها أوقفت محاولة تقدم للقوات الإسرائيلية عند معبر بوابة فاطمة الحدودي بإطلاق المدفعية على الجنود المتقدمين.

كما أشار الحزب في بياناته المتتالية إلى قصف تجمعات عسكرية داخل الأراضي الإسرائيلية، وقصف مدينة طبريا «بصلية صاروخية».

في المقابل، قال الجيش الاسرائيلي إنه قتل 15 عنصراً بحزب الله في قصف مبنى البلدية في مدينة بنت جبيل في القطاع الأوسط للحدود. ووسع الجيش الإسرائيلي أوامر الإخلاء، لتشمل 24 قربية اضافية، وذلك بعد أن أمر في الأيام الماضية 54 قرية على الأقل بالمغادرة.

ونشر الجيش الإسرائيلي صورا لأنشطة عسكرية لقواته داخل قرى لبنانية.

والقرى التي انذرت امس هي «الخرايب، ارزي، الزرارية، عدلون، أنصارية، مزرعة دير تقلا، مزرعة الواسطة، مزرعة جمجم، قصيبه، جبشيت، النبطية، مزرعة سيناي، الدوير الشرقية، كفررمان، النبطية الفوقا، منزلة، حبوش، الحمصية، البيصرية، السكسكية، لوبية، كفر تبنيت، أرنون، زوطر الشرقية، زوطر الغربية».

وقال الجيش في بيان إن «نشاطات حزب الله تجبر جيش الدفاع على العمل ضده بقوة. جيش الدفاع لا ينوي المساس بكم ولذلك من أجل سلامتكم عليكم إخلاء بيوتكم فورًا والتوجه الى شمال نهر الأولي. انقذوا حياتكم».

وشدد على ضرورة عدم العودة باتجاه الجنوب.

وبحسب ما تقول مصادر متابعة لـ «الجريدة» فإن العملية البرية الفعلية لاتزال مؤجلة، وأن ما يجري هو محاولات للتسلل والتوغل عبر بعض القطع العسكرية والمجموعات الهندسية.

back to top