عرفت تمور العجوة من العلاجات الطبية المباركة، ووردت أهميتها في السنن النبوية، وقد ورد عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام قوله «من تصبح بسبع تمرات من عجوة المدينة، لم يضره سحر ولا سُم». (رواه مسلم). وعند البخاري برواية أخرى بالإضافة إلى هذا روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: «من تصبح بسبع تمرات من عجوة العالية (تقصد المدينة) سبع غدوات كانت له علاجاً من السحر والسم!».

وتُزرَع تمور العجوة المباركة بشكلٍ حَصريٍّ في المدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وتتّصف العجوة بصِغَر حجمها، وشكلها الدائري، ذات الملمسٍ الناعم وباللون الأسود المحمر، تحتوى تمور العجوة على عناصر غذائية أعلى منها في باقي أنواع التمور الأخرى، فهو غنيٌّ بالكربوهيدرات، والبروتينات، والمعادن، والألياف، والفيتامينات، والدهون، كما أنَّه يحتوي على مجموعةٍ كبيرة من الكيميائيات النباتية (Phytochemcials) الفلافونويدات والغليكوسيدات والستيرول النباتي.

Ad

وعرفت تمور عجوة المدينة علميا في المملكة وخارجها في كثير من الأبحاث التي حضرت شخصياً إنجاز أحدها، تثبت غناها بالمنغنيز، والمغنيسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، بالإضافة إلى كثير من الفيتامينات مثل البيتا كاروتين، وفيتامين (ج)، ومجموعة فيتامينات (ب)، وكثير من الألياف الذائبة وغير القابلة للذوبان في الماء، والسكريات منها 25.41% الفركتوز، و31.33% من سكر الجلوكوز، مقارنة بباق أنواع التمور.

وأشارت دراسات حول فوائد تمر العجوة، نُشرت في مجلة Phytomedicine عام 2016، إلى أنَ تمر العجوة يحتوي على مضادات الأكسدة، ومضادات الالتهابات، التي يُمكن أن تقوي الجهاز المناعي وتعالج السرطان، وتُقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة، ودراسة أخرى نُشرت في مجلة Egyptian Journal of Natural Toxins عام 2011، إلى أنَّ تمر العجوة يساهم في تقليل خطر الإصابة بسُمية الكبد وإضعافه، وغير ذلك من أمراض الكبد، وتحسن إفراز الإنزيمات الهاضمة، كالدراسة التي نُشرت في مجلة BMC complementary and alternative medicine عام 2017، إلى أنَّ تناول مستخلص تمر العجوة يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد، ويُحسّن من وظائفه، وتعالج الأمساك والتهابات القولون.

وهناك دراسات أخرى تثبت قوة تمر العجوة في التصيد للخلايا السرطانية الموجودة في الثدي، ويثبّط انتشارها، ويعالج سرطان البروستاتا في دراسة أخرى، كما يقلل أعراض الصداع، وهو مسكن للألم ومضاد لالتهابات المفاصل أو ما بعرف بالروماتيزم بسبب العناصر النادرة والمهمة في التمر كالبورون، كما أن العجوة لها تأثير منظم على الهرمونات الجنسية، كما أن العجوة تعدّ آمنة للمرأة الحامل والمرضعة عند تناولها بكمّيات معتدلة.

ونُشر في مجلة Nutrition journal عام 2011، أنَّ تناول التمر باعتدال ضمن نظامٍ غذائيٍ متوازن لا يرفع مستوى السكر في الدم بشكلٍ كبير لدى الأشخاص الأصحاء ومرضى السكري، لذلك نقول للمشككين في فوائد العجوة وما جاء عنها من الأحاديث النبوية، والتمر عامة: إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأزواجه يعيشون الشهر والشهرين على الأسودين التمر والماء، كما جاء في الأحاديث، وما كان يوقد في بيته نار، وإذا كان المسلمون الأوائل قد فتحوا ما فتحوا من البلاد، ونشروا الاسلام، وكانت إدارة التموين في جيوشهم لا تقدم لهم في كثير من الأحيان سوى جراب من التمر وقليل من الماء، وإذا كان الله تعالى خص السيدة مريم عليها السلام بالتمر أثناء المخاض، فمن باب أولى أن نستشفي بإذن الله بهذا الدواء الرباني، ولنا فيهم أسوة حسنة.