إذا كانت مصر تفتخر بحضارة الأهرامات وأبي الهول، ففي الكويت نفتخر بحضارة الشوارع المعطوبة، وقد تكون الأعجوبة الثامنة فمن يدري! تلك الحُفر القديمة التي تملأ شوارع الكويت، والتي سمع عنها العرب جميعهم حتى وصلت إلى أسماع سكان القرى في موريتانيا والجزائر والمغرب، أصبحت معضلة كبيرة بعد عجز الحكومات المتعاقبة عن حلها، بل إن الشعب الكويتي اعتاد تلك الحُفر وأطفاله كبروا معها، وعايشوا تمددها وتوسعها... لذلك أصبحت معلما كويتيا مرتبطا بوجدان الكويتيين تماما كأبراج الكويت وشركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية!

إذا كانت الحكومات المتعاقبة عجزت عن إيجاد حلول جذرية لعلاج العطب في الشوارع وردم الحفر فيها، فهناك بوادر الأمل في إصلاحات كبرى تنهض بالدولة، وينعم بها الشعب تبخرت في الهواء ما عدا في عقول بعض من يدّعون الوطنية وهؤلاء القوم عقولهم معطوبة كشوارع الكويت!

Ad

حكومات جديدة تسير على خطى سابقاتها حتى لا تتعب نفسها بالعمل من خلال نهج جديد، أو تخشى الإقدام على خطوات جديدة قد توبخ عليها لا تترجى منها التطوير، لذلك قلت من قبل وأكررها، في الكويت لا نحتاج إلى حكومة ووزراء، إنما نحتاج إلى وزير تخطيط «شاطر» وجريء يعمل على خطة محكمة، ثم تتشكل بعدها حكومة جديدة بوزراء جدد ينفذون خطة وزير التخطيط.