أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تركيا أصبحت اليوم تصدر منتجات دفاعية إلى الدول التي كانت ترفض حتى بيعها لأنقرة في السنوات السابقة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الجمعة، خلال مشاركته في مهرجان الطيران والفضاء والتكنولوجيا «تكنوفيست» الذي يُقام في مطار شاكر باشا، بولاية أضنة جنوبي تركيا، وتُشارك فيه الأناضول بصفة شريك إعلامي عالمي.
وأشار أردوغان، إلى أن تركيا رفعت نسبة الإنتاج المحلي بالصناعات الدفاعية إلى 80 بالمئة (منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم عام 2002)، وأصبحت ضمن أفضل 3 دول في العالم بمجال المُسيرات.
وقال «أصبحنا اليوم نصدر تكنولوجيا الصناعات الدفاعية إلى الدول التي كانت ترفض تزويدنا بها حتى مقابل المال بالأمس».
وذكر أن «مهرجان تكنوفيست دليل واضح على أن التبعية للخارج والاعتماد على الغير ليس مصيراً محتوماً على بلادنا».
ويُعتبر «تكنوفيست» وسيلة مهمة لاكتشاف مواهب الشباب المشاركين لعرض ابتكاراتهم التكنولوجية، مثل الصواريخ والروبوتات، بدعم من مؤسسات حكومية.
وأكد أردوغان، أن تركيا لم تصل بسهولة إلى مرحلة إقامة مهرجان يبعث على الفخر مثل تكنوفيست، وصناعة هذا الكم من المنتجات التكنولوجية التي تعرض في هذا المكان.
وأشاد بالإنجازات التي حققتها تركيا خلال الأعوام الـ 22 الماضية على وجه الخصوص.
ولفت أردوغان، إلى أن هذه الانجازات «لم تُقدم لنا على طبق من ذهب، بل واجهنا صعوبات وعقبات، وتعرضنا لمحاولات للتخريب، والخيانة من الداخل والخارج».
وأضاف «شاهدنا وعشنا شتى أشكال الظلم والمعايير المزدوجة، وكل شيء أنجزناه تحقق بجهودنا الخاصة وبعرق جبيننا».
وبيّن أردوغان، أن تركيا اليوم لا يُمكن حتى مقارنتها بما كانت عليه قبل 22 عاماً من حيث البنية التحتية الاقتصادية والدفاعية والتعليمية والتكنولوجية.
من جهة أخرى، أشار الرئيس أردوغان إلى أن المنطقة تشهد حالياً الأيام الأكثر إيلاماً في السنوات الأخيرة.
وأوضح أن التوترات والصراعات والحروب تنهش المنطقة، وأن الإنسانية جمعاء تتابع المجازر في غزة ولبنان بقلوب مثقلة بالألم.
ولفت أردوغان، إلى مرور نحو عام على بدء الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وقال إن «50 ألف شخص، معظمهم من الأطفال والنساء، قُتلوا بوحشية على يد إسرائيل الصهيونية، فيما أصيب نحو 100 ألف شخص».
وأشار إلى أن المدن تحولت إلى أكوام من الأنقاض، وأن إسرائيل احتلت غزة أولا وبدأت الآن تسفك الدماء في لبنان مستخدمة ذريعة «حزب الله».
وذكر أن إسرائيل تسببت باستشهاد إسماعيل هنية، آخر رئيس وزراء منتخب لفلسطين (2006 - 2007)، في طهران، وقبل أيام قتلت حسن نصر الله، زعيم «حزب الله».
وتمنى أردوغان الرحمة من الله مرة أخرى «لأشقائنا الفلسطينيين واللبنانيين الذين فقدوا أرواحهم في الهجمات الإسرائيلية».
وبشأن العدوان الإسرائيلي في المنطقة، قال الرئيس أردوغان إن هناك تجاهلاً تاماً للقانون الدولي، وإنه «كلما اقتربت المنطقة من تحقيق وقف إطلاق النار وإحلال السلام تقوم الحكومة الإسرائيلية بعمل استفزازي ينسف المسار».
ولفت إلى أن الجانب الإسرائيلي يلجأ إلى كل الوسائل لنشر النار في المنطقة كلها لإغراقها بالدماء والدموع.
وانتقد الرئيس التركي إعلان إسرائيل، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنه «شخص غير مرغوب فيه».
وقال في هذا الصدد إن إسرائيل تتحدى دون خجل الأمم المتحدة بهذا القرار.
وأردف «إننا نواجه حالة جنونية تستمتع بقتل الأطفال وهم في مهدهم، تزامناً مع تواصل الدعم الغربي لشبكة القتل والمجازر».
وأوضح أردوغان، أنه «على الرغم من كل هذه الحقائق، تواصل القوى الغربية مع الأسف تقديم الأسلحة والذخائر والدعم الاستخباراتي والدبلوماسي لشبكة المجازر هذه».
وأكد أن الجميع يعلم مصادر القنابل الضخمة التي تلقيها إسرائيل على غزة ولبنان.
وشدد الرئيس التركي على أن «أولئك الذين يقدمون القنابل لإسرائيل شركاء بالقدر نفسه في كل قطرة دم تُراق».
وأضاف «هناك خطة خبيثة قيد التنفيذ ولن تقتصر على غزة والضفة الغربية ولبنان ولا ينبغي أن يكون المرء منجّماً لمعرفة هدفها النهائي».
وتابع الرئيس التركي «لن نتغاضى عن تمزيق منطقتنا مجدداً عبر خطة تقسيم سايكس بيكو جديدة».
وذكر أردوغان أن أي شخص يعرف التاريخ وتاريخ الأديان والسياسة والدبلوماسية سيفهم بكل سهولة أن المسألة مرتبطة في الواقع بالقدس والمسجد الأقصى وأوهام «الأرض الموعودة».
وقال «نحن جميعاً نعلم جيداً ما هي الأرض الموعودة، إنهم يتسابقون لتحدي تركيا، إننا نعرفهم جيداً. فالإدارة الإسرائيلية الحالية تكشف عن نواياها الحقيقية في كل تصريح تصدره وفي كل خريطة تشاركها».
وأكد الرئيس أردوغان أن تركيا تتابع التطورات الميدانية لحظة بلحظة، وأنها تعمل على تعزيز تعاونها مع جيرانها وجميع الدول الشقيقة في المنطقة، وتسعى إلى تعزيز جبهة الإنسانية ضد الظالمين.
وأضاف «نسعى إلى خفض اعتمادنا على الخارج في مجال الصناعة الدفاعية إلى أدنى مستوى وندعم بكل قوة الإنتاج المحلي والوطني».
وشدد على أن «تركيا تعمل باستمرار على تعزيز مقاومتها ضد الهجمات السيبرانية التي ترعاها دول، والأنشطة الإرهابية الرقمية».
وأوضح أن مسألة الحرب الإلكترونية والبرمجيات الوطنية هي بالفعل على رأس جدول أعمال حكومته التي تخطو خطوات ثابتة نحو هدفها المتمثل في جعل تركيا دولة لا تقتصر فقط على استخدام التكنولوجيا، بل تقوم في نفس الوقت بتصميمها وتطويرها وإنتاجها وتصديرها.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة خلفت أكثر من 138 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.