أول العمود:

جهود شبابية وطنية انتجت معرض «الرجوع لإعادة النظر في تخطيط الكويت» في مركز اليرموك الثقافي، يؤسس لأفكار خلاقة تضع المشاهد على حالة مدينته وما تحتاجه اليوم... يستحق الزيارة.

Ad

***

أكثرنا يعلم خلفيات السياسات الاجتماعية والاقتصادية التي سادت في حقبة الستينيات وما بعدها، والرغبة في تحسين مستوى الأفراد بعد العوز الذي ذهب إلى غير رجعة باكتشاف النفط، ويدور الحديث اليوم عن إيقاف مصادر الهدر في المؤسسات الحكومية وفي قطاعات مختلفة، وهو شيء مطلوب وإن تأخر، وتتسبب في ضياع ملايين الدنانير سنوياً دون موجب أو حاجة.

في مسألة إيقاف الهدر المالي اليوم هناك مسألتان مهمتان هما:

1- دراسة مواضع الهدر المالي ووقفه أو إعادة توجيهه بشكل أكثر استدامة مثال الخدمات الصحية، والتعليمية والدعوم الاجتماعية التي تأكل جزءاً كبيراً من الموازنة العامة. (لا تقل عن 8 مليارات دينار سنوياً).

2- معالجة المرض الأكثر خطورة على الاقتصاد وهو الاستمرار في النمط الريعي، وهذا المرض يحتاج خطوة جادة منها فتح ملفات المشاريع الكبرى مثل خط الحرير والمناطق الاقتصادية في الشمال والجنوب لتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري يضمن خلق وظائف حقيقية للمواطنين بعيداً عن تكديسهم في الوزارات دون إنتاج فعلي حقيقي.

ما يحدث اليوم من عمليات وقف بعض «حنفيات» الصرف غير المبررة التي تم اعتمادها لأغراض سياسية أو اجتماعية في الماضي مطلوب، لكن تبقى الحاجة إلى تغيير خريطة تمويل الموازنة العامة عبر توسيع حجم الاستثمارات واستغلال الموقع الجغرافي الهام للكويت براً وبحراً، وخلق علاقات استراتيجية مع الدول الكبرى ذات الاقتصادات العالمية والشركات الفاعلة عالمياً.

عدد سكان الكويت لا يعني شيئاً مقابل تعداد سكان دول أخرى، والمشاكل التي يتحدث عنها الناس تعد ترفاً لمجتمعات دول أخرى تعاني المُر، والتحول المطلوب هو البدء بنمط إدارة جديد يعي الموقع الجغرافي ومناطق القوة في الاقتصاد الكويتي.