بسام كوسا: أتقدم باعتذار صادق لشعب فلسطين.. خذلناهم وتركناهم بمفردهم
تمنى الاستثمار في المواهب العربية
عبّر الفنان السوري بسام كوسا عن أمانيه أن تتحسن الأوضاع في الوطن العربي، ليصبح حاضناً وداعماً للمواهب والمبدعين، بدلاً من كونه مدمراً للموهبة.
وأكد أن عدم احتواء العالم العربي للطاقات الإبداعية الثمينة من أبنائه في مجالات العلم والطب والثقافة وحتى الحرف المختلفة جعلهم يذهبون إلى أماكن أخرى، ما أتاح للعالم الغربي الاستفادة والاستثمار في إمكانياتهم وحماسهم وإنجازاتهم.
وتحدث كوسا، في مقابلة مع الإعلامي ربيع هنيدي بثها عبر منصة «يوتيوب» عن الحرب في غزة، وقال «أتقدم باعتذار صادق لشعب فلسطين، لخذلانهم من قبل كثيرين، وأخشى أن نكون قد تركناهم بمفردهم، وهذا ليس استعراضاً إنسانياً، فالمشهد الذي عكسه الواقع في الفترة الماضية كاف وواف».
وتابع «شعور القلق الدائم يسيطر على تفكيري، وهو حالة إنسانية موجودة في الجميع، ولكن تتباين أشكالها، والسبب الأساسي للقلق هو إدراك الإنسان لما يحيط به، وأن رفاهية الأمان لم تعد موجودة في العالم العربي».
وأكد الفنان السوري ثقته في محبة الجمهور له، معتبراً إياها مسؤولية كبيرة يتحملها بفخر، موضحاً أن معاييره الأساسية للنجاح تعتمد على التجريب.
وأضاف «لا توجد قواعد ثابتة للنجاح في الفن، وليس له سقف معين، ومسيرته المهنية تعتمد على مبدأ كيمياء التجريب».
ورفض كوسا تصنيف نفسه كـ «صاحب تاريخ درامي»، مشدداً على أهمية الجهد الشخصي والتميز في الأعمال الدرامية التي قدّمها.
وأضاف «ليس من حق الفنان أن يمنح نفسه أي لقب، بل يأتي ذلك من المشاهدين والنقاد، فدائرة الإبداع في أي عمل فني لا تكتمل إلا بالمتلقي».
وفي حديثه عن حياته الشخصية، أكد كوسا أهمية أسرته في منحه شعور الأمان والسلام وسط الأزمات والاضطرابات التي تواجه المجتمع.
وقال «زوجتي هي من أهم أسباب إحساسي بأنني أعيش في أمان، فالمرأة هي المحور الأساسي لبناء الأسرة أكثر من الرجل».
وأشار إلى أن مبدأه في الحياة هو أن الأسرة هي الموطن الآمن للإنسان، ما يدفعه دائماً للهروب إلى البيت بعد يوم طويل من العمل، مشيراً إلى أن «الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا قلصت دائرته الإجتماعية، سواء بفقدان الأصدقاء، ممن هاجر بعضهم، ومن رحل منهم إلى السماء، ما جعل رغبته في الهروب إلى البيت وحضن أسرته الصغيرة مضاعفاً».
ورغم ذلك، أشار كوسا إلى إيمانه بأن الحياة تتطلب بذل الجهد، الذي يجب توجيهه بشكل إيجابي، من خلال تعزيز العلاقات الإنسانية الحقيقية مع الآخرين، سواء كانت مع الأسرة أو الأصدقاء أو في مجال الفن.
وأضاف «الحياة عناء، لكن يجب أن نواجهها بدون عدائية، ونتعامل بإيجابية مع القلق وتحويله إلى دافع لتحقيق النجاح والارتقاء بالعلاقات الإنسانية».
وتحدث الفنان السوري عن أبنائه، مشيراً إلى أن لديه ولدين يدرسان في الخارج وهما صديقان مقربان له، معرباً عن فخره بأبنه الذي يعمل في مجال فيزياء الفضاء، حيث يحمل طموحات كبيرة لتطبيق ما تعلمه في الغرب في المنطقة العربية.