رسول الله ﷺ قال: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا، وكذا، ولكن قل: قدَّر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان»، حديث شريف لنبي مُرسل لا ينطق عن الهوى.
وقد فُتح عمل الشيطان الذي لم ولن يتوقف حتى يُنهي كل دوره التآمري على منطقتنا، وحصل ما حصل في غزة من تقتيل ودمار وتهجير واحتلال، وحصل للبنان ما حصل لغزة من تقتيل ودمار وتهجير وأرض مُستباحة، فيتبادر إلى أذهان كثير من الناس هذا التساؤل المشروع: ماذا لو أن «حماس» لم تقم بفعلتها ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي المدججة بالسلاح، بما فيه السلاح الذري، والمدعوم وجودها من الغرب عسكرياً ومادياً وسياسياً، وماذا لو أن الحزب الإيراني لم يورِّط الدولة اللبنانية بحجة دعم «حماس»؟
لو أنه لم يحصل كل هذا لبقيت غزة بلا احتلال، جميلة تعج بالحياة، ولكان سكانها يقومون بعملهم كسائر البشر، ولتواصل الجهد السعودي - الأميركي ما وسعهم لوضع حل الدولتين، وهو بالتأكيد ما ترفضه إسرائيل، لأنه سيحد من تنمرها على الفلسطينيين، ولرجعت إلى حدود ما قبل 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، وهو أيضاً حل سيكون ضد مصالح إيران، التي تهيمن على أربع عواصم عربية، باعترافها وباعتراف مسلحيها وميليشياتها العميلة.
أما السؤال الأهم، فهو: ماذا لو لم تحتل «حماس» غزة؟ وماذا لو لم يكن هناك وجود للحزب الإيراني في لبنان؟ بالتأكيد، كانت الحياة ستصبح أفضل في لبنان وفي غزة، وسيبقى لبنان سعيداً جميلاً ووجهة لرجال الأعمال والسائحين بعملته التي كانت يوماً ما قوية، بل من المؤكد أن العالم سيكون آمناً وأسعد من دون الجميع؟
دمار إسرائيل سيكون من الداخل لا من الخارج، ولن يبدأ إلا بفرض السلام عليها مع العرب، ولهذا فهي تدبر المؤامرات والحجج لتخربها. إنها تستغل كل عملية مسلحة، وتستفيد منها لتنفيذ مآربها، وما حصل في 7 أكتوبر 2023 وما بعده فرصة ذهبية كانت تنتظرها.
إسرائيل تمتلك سلاحاً نووياً، وفي الأيام الأولى للحرب طلب أحد وزرائها ضرب غزة بقنبلة نووية، ولو نُفذت رغبته، لما كان بوسع أحد منعها. إسرائيل تعربد في المنطقة منذ تأسيسها، لأنها وُجدت من أجل ذلك. إسرائيل محمية من الغرب، ومن أكثر دول العالم، بما فيها الهند والصين وروسيا. الأساطيل الأميركية والغربية تملأ البحر الأبيض من أجل حمايتها. إسرائيل ستضرب بالقنابل الذرية أي دول تهدد وجودها، لا أحد بين العرب يملك سلاحاً نووياً، وحتى لو امتلكوه، فلن يُسمح لهم بدمار إسرائيل.