مقرا خامنئي والرئاسة ومنشآت نفطية في دائرة الانتقام الإسرائيلية
إيران مستعدة لمواجهة الهجوم الإسرائيلي وفق سيناريوهات عدة... وغالانت يتوعدها بمصير غزة وبيروت
وسط ترقب إقليمي وعالمي للرد الإسرائيلي على القصف البالستي الإيراني الأخير على الدولة العبرية الثلاثاء الماضي، كشفت أوساط إسرائيلية أن حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجري مداولات حول طبيعة هجومها، وإمكانية أن يشمل منشآت النفط والغاز ومقر الرئاسة ومقر المرشد العام علي خامنئي ومقرات «الحرس الثوري» في طهران.
وإضافة إلى ذلك، أوضحت المصادر أن المداولات تشمل دراسة إمكانية مهاجمة رموز الحكم وأهداف عسكرية رمزية، بينها القاعدة الصاروخية، التي أطلقت منها صواريخ باتجاه الدولة العبرية الثلاثاء الماضي.
وأشارت «القناة الـ 12» العبرية إلى أن المداولات تجري، وسط محاولات أميركية لوضع حدود للرد الإسرائيلي، تحسباً لأي تصعيد كبير وواسع للحرب وتأثير ذلك على انتخابات الرئاسة الأميركية، بعد شهر، في غير مصلحة إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن.
ولفتت إلى أن زيارة قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي «سنتكوم»، مايكل كوريلا، إلى إسرائيل هدفها تنسيق هجوم ضد إيران وكي لا تفاجئ إسرائيل الولايات المتحدة وحلفاءها في المنطقة.
التكتم على مصير قآني يثير الذعر بين أفراد «فيلق القدس» ووزير النفط يزور أكبر مرفأ نفطي
وحول إمكانية استهداف إسرائيل منشآت استراتيجية إيرانية، مثل المنشآت النفطية والنووية، قال رئيس أركان سلاح الجو الإسرائيلي السابق، نيمرود شيفر، إن مهاجمة «النووي هو بالتأكيد ليس الأمر الذي كنت سأنفذه وحدي، وبدون مساعدة أميركية، إذا تعين تنفيذ هجوم كهذا أصلاً»، وفق ما نقلت عنه القناة.
ونقلت القناة عن مسؤول أمني إسرائيلي مطلع على تفاصيل الهجوم الوشيك قوله إن «سلسلة الضربات بين إسرائيل وإيران لن تكون مكثفة زمنياً، وعلى ما يبدو أنهم سيردون على ما سنفعله، لكنهم سيأخذون وقتهم، مثلما فعلوا في الماضي. وهذه ستكون سلسلة جولات قتالية وضربات متبادلة».
وحسب صحيفة «هآرتس»، فإن الاتصالات حول هجوم في إيران متواصلة بين إسرائيل والولايات المتحدة، بهدف تقييد الهجوم الإسرائيلي ومنع تدهور الوضع إلى حرب إقليمية «رغم أنه تدور هنا الحرب الإسرائيلية – الإيرانية الأولى». وأضافت أن إدارة بايدن لا تتحفظ على هجوم إسرائيلي في إيران، وهذا يسري على مهاجمة مواقع عسكرية.
ورغم تزايد الخلافات بين واشنطن وحليفتها الأبرز بالمنطقة بشأن طبيعة الضربة، ذكر بايدن أنه لم يتحدث بعد مع نتنياهو «بشأن الهجوم الإيراني»، تحدثت «يديعوت أحرونوت» أن إسرائيل تخطط لشن هجوم معقد ضد إيران، يتسبب بتدمير اقتصادها وإلحاق أضرار كبيرة بمنشآتها النفطية باستخدام القنابل الأميركية.
مصير وساحات
في غضون ذلك، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، إيران بسيناريو مدمر، مشدداً على أن طهران لم تمس أو تخدش قدرات سلاح الجو الإسرائيلي، حيث لم يتعطل أي سرب ولم تتضرر أي طائرة.
وأكد غالانت، في تصريح له خلال زيارة قام بها إلى قاعدة «نيفاتيم» الجوية، التي استهدفتها إيران بوابل من الصواريخ البالستية، أن «من يعتقد أن محاولة استهدافنا ستردعنا عن العمل عليه أن ينظر إلى غزة وبيروت».
واعتبر أن «هذه رسالة واضحة جداً، وأن القوات الجوية تتحمل مسؤولية كبيرة في هذا الشأن» متابعاً: «نحن أقوياء في الدفاع والهجوم، وسنعبّر عن ذلك بالطريقة التي نختارها، في الوقت الذي نختاره، في المكان الذي نختاره».
واستمع غالانت إلى إفادة من قائد القاعدة الجوية عن نشاط أسراب سلاح الجو في ساحات القتال، مؤكداً تشديده على زيادة الاستعداد لاحتمال القيام بنشاط هجومي في «ساحات إضافية».
وأتى ذلك غداة إقرار الجيش الإسرائيلي بأن الهجوم الإيراني أصاب قاعدتين جويتين لكنهما ما زالتا تعملان بكامل طاقتهما.
سيناريوهات إيران
على الجهة المقابلة، أكد قائد القوات البحرية في «الحرس الثوري» الإيراني عليرضا تنكسيري أن طهران لديها سيناريوهات مختلفة للتعامل مع نتنياهو، مشيراً إلى أن القوات المسلحة أعدت نفسها للتعامل مع جميع أنواع التهديدات خلال السنوات الماضية.
وقال تنكسيري: «رسالتنا للأعداء هي أنهم إذا أرادوا اللعب بالنار في المنطقة فسنقف أمامهم بحزم».
وأضاف: «نجري العديد من التدريبات في المنطقة وخارجها على مدار العام، نقوم بقياس جميع السيناريوهات، التي قد يفعلها العدو في منطقة جغرافية مثل الخليج أو حتى خارجه، ونجري التدريب والتصميم على أساس ذلك». وتابع: «نجهز أنفسنا لمواجهة الظروف العادية أو الاستثنائية في المنطقة». وبين أن «إحدى هذه الحالات هي لعبة نتنياهو بالنار ومحاولته إشعال الحرب، بل وقد صممنا لها تدريبات مختلفة».
وبينما هدد نائب القائد العام لـ»الحرس الثوري» علي فدوي، بأنه «إذا ارتكب المحتلون أي خطأ، فسنستهدف جميع موارد الطاقة والمحطات ومصافي التكرير وحقول الغاز لديهم»، منح خامنئي، قائد القوة «الجو فضائية» في «الحرس الثوري» العميد أمير علي حاجي زادة «وسام الفتح» تقديرا لـ»نجاح عملية الوعد الصادق 2» التي شنت بنحو 200 صاروخ بالستي ضد إسرائيل.
وتزامن ذلك مع قيام وزير الطاقة الإيراني محسن باك نجاد بزيارة إلى جزيرة خرج، وسط مخاوف من استهداف إسرائيل للمرفأ النفطي الأكبر في الجمهورية الإسلامية، الذي تبلغ سعته التخزينية 23 مليون برميل من الخام، وهو ما يهدد باندلاع «حرب طاقة».
وفي وقت سابق، هددت فصائل عراقية مسلحة بإشعال «حرب طاقة عالمية» وإشعال الأصول الإقليمية، إذا ما تعرضت المنشآت النفطية العراقية لضربات إسرائيلية انتقامية رداً على الهجمات التي تشنها ضد الدول العبرية.
اختفاء قآني
في السياق، ازدادات حالة البلبلة التي أثيرت بشأن مصير قائد «فيلق القدس» إسماعيل قآني، الذي علمت «الجريدة» من مصدر مطلع، أنه أصيب في ضربة إسرائيلية ببيروت قبل أن ينقل إلى مشفى في طهران حيث خرج من العناية المركزة أمس الأول.
وبينما تحدث متخصصون بالشأن الإيراني عن احتمال طرح سلطات طهران تفسيراً لاختفاء قآني يفيد بأن مكتبه كان مخترقاً من إسرائيل ويتم استجواب عناصره حالياً، نقلت وكالة «إيسنا» الإيرانية، عن مصدر في «الحرس الثوري، أن قائد الفيلق المسؤول عن العمليات الخارجية موجود في طهران ولم يسافر إلى بيروت، نافية إصابته جراء الهجوم على الضاحية الجنوبية.
لكن «نيويورك تايمز» نقلت عن 3 مسؤولين إيرانيين أمس، أن قآني شوهد آخر مرة في بيروت الأسبوع الماضي لعقد اجتماع مع مسؤولي «حزب الله».
وقال أحد أعضاء «الحرس الثوري» الإيراني للصحيفة الأميركية إن «صمت إيران بشأن هذه المسألة يثير الذعر بين أفراد القوة شبه العسكرية».