صوت المرأة الكويتية وصل للعالم من خلال الكاتبات والشاعرات

حلقة نقاشية سلطت الضوء على «قصص نساء ملهمات كسرن الحواجز»

نشر في 08-10-2024
آخر تحديث 07-10-2024 | 18:40
نجحت المرأة الكويتية في كسر الحواجز، وصُنع قصصهن الملهمة، وتوصيل صوتها للعالم، من خلال الكاتبات والشاعرات والرائدات في المجالات المختلفة، وهو ما دارت حوله الحلقة النقاشية «قصص نساء ملهمات كسرن الحواجز».

أقامت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية، بالتعاون مع البنك الدولي، أمس الأول، حلقة نقاشية بعنوان «قصص نساء ملهمات كسرن الحواجز»، تحدَّثت خلالها نماذج نسائية كويتية مشرِّفة، هن: د. فتوح الرقم، وم. شريفة الشلفان، وسناء القملاس.

وافتتحت الجلسة الحوارية مديرة البنك الدولي بدول مجلس التعاون الخليجي صفاء الكوقلي، بحضور دبلوماسي وإعلامي وجماهيري كبير.

وبدأت الكوقلي كلمتها بتوجيه التحية لكل امرأة سودانية وفلسطينية ولبنانية، ثم تطرَّقت إلى رحلتها مع كسر الحواجز والسقف الزجاجي، الذي يتطلب الكثير من الصمود والصبر والمثابرة، وتحدَّثت عن نشأتها بالخرطوم، وكيف تلقت الدعم والتشجيع من أسرتها، لتنطلق في مسيرتها العملية بالبنك الدولي عام 2000، كأول امرأة سودانية يتم اختيارها في برنامج المهنيين الشباب، وعلى مدى ما يقرب من ربع قرن تدرَّجت في مناصبها، حتى أصبحت منذ العام الماضي أول امرأة تتولى منصب ممثلة للبنك الدولي بدول مجلس التعاون.

تمكين المرأة

وأكدت الكوقلي التزام البنك الدولي بتمكين المرأة في جميع أنحاء العالم، مضيفة أن الكويت رائدة بدول مجلس التعاون في مجال تمكين المرأة، ومشاركتها في جميع السُّلطات والهيئات الكويتية، بما في ذلك السُّلطات التشريعية والتنفيذية.

ولفتت إلى أنه في عام 2020، أحرزت الكويت تقدُّماً تاريخياً، بتعيين قاضيات كويتيات للمرة الأولى في تاريخ الكويت، كما وصل صوت المرأة الكويتي إلى العالم من خلال الكاتبات والشاعرات، مثل: سعاد الصباح، وليلى العثمان، وفوزية السالم، والرائدات، مثل: د. معصومة المبارك أول وزيرة في الكويت، ود. فايزة الخرافي أول رئيسة لجامعة الكويت، مؤكدة أن تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة في الكويت يتطلب نهجاً متعدد الأوجه يشمل الإصلاحات القانونية، والتغيير الاجتماعي، والمشاركة الفعَّالة من القطاعين العام والخاص، لدفع عجلة التنمية المُستدامة، وضمان استفادة جميع المواطنين من النمو الاقتصادي في الكويت.

من جانبها، تحدَّثت عضو المجلس البلدي م. شريفة الشلفان عن تعيينها إلى جانب 3 نساء أُخريات في المجلس البلدي، كخطوة تاريخية في الكويت، موضحة أن «البلدي» يتكوَّن من 16 عضواً، منهم 6 بالتعيين، ولأول مرة في تاريخ الكويت تحتل المرأة 4 مقاعد من 6، وهو ما يعكس رؤية القيادة السياسية نحو تمكين المرأة الكويتية، وإتاحة الفرصة لها لإبراز طاقاتها وخبراتها في العمل العام لخدمة المجتمع.

ذوو الإعاقة

وأشارت الشلفان إلى نجاح جهود المرأة في إقرار كود الكويت لامكانية الوصول في لائحة البناء باجتماع واحد فقط للجنة شؤون ذوي الإعاقة التي أقرَّها «البلدي»، برئاسة م. فرح الرومي، وعضويتها، إلى جانب د. حسن كمال، وم. منيرة الأميرة، وم. علياء الفارسي، وتختص اللجنة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بشؤون ذوي الإعاقة بعقد ورش عمل، وعمل خارطة طريق لتسهيل تفعيل كود الكويت لإمكانية الوصول إلى التصميم العام، إضافة إلى مناقشة ما يحيله المجلس من موضوعات أخرى.

وأكدت أن هذه الخطوات المتسارعة والمهمة تكشف أهمية وجود المرأة في جهات صُنع القرار، وأن المرأة لا تزال تواجه تحديات في طريق الوصول إلى ما تستحقه، لذلك فإن دعم العائلة والزوج عنصر مهم لدفعها نحو تحقيق أهدافها.

وتابعت الشلفان: «المرأة بطبيعتها تهتم برعاية فئات المجتمع الأضعف، كالمعاقين والأطفال، إلى جانب اهتمامها الكبير بالأسرة والبيت، لذلك فإن وجود المرأة بالمجلس البلدي يدفع للتركيز على قضايا مهمة جداً، ولأول مرة بالمجلس يتم إقرار فرز النفايات من المصدر، وهو ما يدعم منظومة إعادة التدوير، التي تُعد ثروة حقيقية مهدرة، لتعد الكويت الأولى عربياً وخليجياً في إصدار هذا التشريع، ما يعكس أن مشاركة المرأة في صُنع القرار ساهم بتقدم الكويت في القوائم الدولية، كما يساهم في رفع مستوى النزاهة في الحكومة».

كسر الحواجز

من ناحيتها، قالت صاحبة مبادرة إعادة التدوير (أمنية) سناء الغملاس إن التحديات التي مرَّت بها، ولا تزال، موجودة أمام العمل البيئي واستدامته، متابعة: «إننا في حالة صراع للبقاء، وليس الاستدامة».

وحثت الغملاس جميع أطياف المجتمع للمشاركة في «الحفاظ على البيئة، والسعي لتخفيف وطأتنا الإنسانية على الكوكب»، مؤكدة أهمية ممارسة العمل الذي يؤمن به الفرد، للاستمرار في الإبداع والتطوير، بما يعود بالإيجاب على المجتمع والوطن والعالم.

وأضافت أنه «نتيجة جهود المبادرة في مجال إعادة التدوير أثبتنا نجاح مشروعنا، محلياً ودولياً، واستطعنا الحصول على اعترافات وشهادات عالمية في عملية تجميع البلاستيك ونشر الوعي، خصوصاً في ظل تغيُّر ثقافة الاستهلاك والنفايات، وكيف أصبحت ثروة تستطيع أن تضخ أرباحاً تكافئ ثروة النفط، حتى استطاعت الكويت تصدير نفاياتها إلى أوروبا، وتحقيق عوائد اقتصادية، ما يؤكد جدوى المشروع، وضرورة المزيد من الاهتمام به».

وأشارت الغملاس إلى نجاح المبادرة في التعاون مع 100 مدرسة خلال العام الحالي، وهو ما يعكس قدرة المرأة على النجاح في مجالات ربما لم ينجح فيها الرجل، وأن الأمر لا يتعلق بالنوع، بل بالإصرار والإيمان والتحدي، لذلك فإن «ما يُعرف بالسقف الزجاجي الذي يحول دون تحقيق أهدافنا، هو مجرَّد اختراع لوهم يعيق أحلامنا، فالإنسان يستطيع بمثابرته كسر أي حاجز يعيق حلمه».

اعتراف دولي

من جانبها، ذكرت القائمة بأعمال مدير إدارة العلوم والتكنولوجيا بمعهد الكويت للأبحاث العلمية د. فتوح الرقم، أنها توجهت إلى الهندسة الميكانيكية رغم قدرتها على الانخراط في عدة مجالات أخرى، مثل الطب، لكنها تبعت شغفها في مجال الطاقة، ما دفعها للاستمرار والنجاح في هذا المجال.

وأكدت الرقم، التي عملت في معهد الأبحاث العلمية لحوالي 30 عاماً وحصلت على اعتراف دولي في مجالها، أهمية الدعم المؤسسي والاجتماعي للمرأة للنجاح في العلم والمهن، إضافة إلى وجودها في أعمال مختلفة، لأنها تتمتع بأسلوب تفكير مُغاير للرجل يساهم في تطوير العمل وتنميته.

وشددت على أهمية تسليط الضوء على نماذج حيَّة لوصول النساء إلى المراكز القيادية، تشجيعاً للأجيال في السعي وراء شغفهم، ومصارعة الإحباطات والحواجز، لاسيما المجتمعية منها، مبينة أنه خلال عملها في المعهد لم تشعر بأي فرق في التعامل بين الرجال والنساء، والتنافس بينهم وصل إلى المناصب القيادية الوسطى، إلا أن الصعوبة تكمن في المناصب القيادية العليا.

ونصحت الرقم كل فتاة بصناعة تجربتها الخاصة، ودعم نفسها بنفسها، ومواجهة التحديات، وكسر الحواجز لتحقيق شغفها، مؤكدة قدرة المرأة على المنافسة والتفوق، وتحقيق أعلى العلامات والتقديرات، مطالبة بالمزيد من الدعم لحضور المرأة بالمناصب القيادية.

back to top