إيران تحذّر إسرائيل من ضرب بنيتها التحتية وعراقجي يزور السعودية
البرلمان الإيراني يدرس اقتراحاً لإقرار معاهدة دفاع مشترك تضم دول وفصائل «محور المقاومة»
• إدارة بايدن تفقد الثقة بنتنياهو بعد أمره بعدم إبلاغ البيت الأبيض بالعمليات العسكرية مسبقاً
حذرت إيران إسرائيل من أن استهداف بنيتها التحتية في الهجوم الإسرائيلي الانتقامي المحتمل، سيتبعه رد إيراني حازم، في وقت يبدأ وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، جولة إقليمية، يستهلها اليوم من السعودية،
في محاولة جديدة من طهران لطمأنة دول الخليج بشأن امتداد الصراع المتصاعد بينها وبين تل أبيب إلى المنطقة.
وفيما أبقت إيران على استنفارها العسكري بانتظار تنفيذ إسرائيل تهديداتها بردّ انتقامي على الضربة الإيرانية البالستية التي استهدفتها الأسبوع الماضي، نصح عراقجي تل أبيب بـ «عدم اختبار إرادة إيران» وأن أي هجوم على منشآت البنية التحتية الايرانية سيقابل برد قوي.
وأضاف: «نحن نراقب كل تحرك، ونحلل كل ضربة، وفي الرد لن نتردد، ولن نتباطأ، ولن نتسرع».
وبشأن جولته الإقليمية، نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية عن عراقجي قوله «بعد المشاورات في نيويورك والدوحة، زرت بيروت ودمشق. وسأواصل هذه الزيارات، وأتوجه إلى السعودية ودول المنطقة. ونسعى لاتخاذ تدابير لوقف الجرائم» الإسرائيلية.
وتابع الوزير الإيراني: «لقد قلنا مرات عدة إن إيران لا تريد الحرب، رغم أننا لا نخشاها ومستعدون لأي سيناريو، وقد تم تحديد جميع الأهداف الضرورية. سياستنا هي وقف الصراعات، والوصول إلى هدنة مقبولة».
وفيما يتعلق بالاجتماع المشترك، غير الرسمي، مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي عقد في الدوحة أخيراً، قال عراقجي، إن «العلاقة مع دول مجلس التعاون شهدت منعطفات كثيرة، لكن هناك إرادة للتعاون».
جاء ذلك، فيما برر «الحرس الثوري» سماع أصداء عدة انفجارات ليل الاثنين ـ الثلاثاء أثارت بلبلة بشأن انطلاق الرد الإسرائيلي الانتقامي بأصفهان، التي تضم منشآة لمعالجة اليورانيوم، بـ«تفعيل» أنظمة الدفاع الجوي فوق المدينة الواقعة وسط إيران.
لكن وكالة أنباء «فارس» أشارت إلى أن أنظمة الدفاع الجوي التي رفعت حالة التأهب القصوى بعموم البلاد، تجاوبت بعد رصدها لـ«جسم لامع».
وليم بيرنز: طهران قد تتمكن من صنع قنبلة ذرية في غضون أسبوع
معاهدة وتحالف
ووسط زيادة فرص اتساع رقعة الصراع الدائر بالمنطقة، تحرك البرلمان الإيراني باتجاه إقرار مشروع معاهدة دفاعية جديدة تهدف إلى تشكيل هيكل دفاعي مشترك للدول والمجموعات المسلحة المنتمية إلى «محور المقاومة» الذي يضم جماعات مسلحة غير حكومية في مقدمتها «حزب الله» اللبناني و«أنصار الله»، الحوثية و«حماس»، و«الجهاد» وفصائل عراقية.
وبحسب وكالة «تسنيم»، فإن المعاهدة تلزم الموقعين عليها بتقديم دعم اقتصادي وعسكري وسياسي شامل للحلفاء في حال التعرض لهجوم من جانب إسرائيل والولايات المتحدة.
وأوضحت أن لجنة الأمن والسياسة الخارجية الوطنية تراجع حالياً المعاهدة، وسيتم طرحها قريباً أمام البرلمان للمناقشة.
تكتم وتشكك
في غضون ذلك، ذكر موقع «أكسيوس» أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أبلغ نظيره الأميركي لويد أوستين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمره بالتكتم وبـ«عدم إخطار واشنطن مسبقاً بالعمليات العسكرية».
وفي وقت تحبس المنطقة أنفاسها تخوفاً من احتمال أن يفتح الانتقام بوابة حرب كبرى تشمل مواقع الطاقة الحيوية وإمداداتها العالمية، نقل «أكسيوس» عن مسؤول إسرائيلي، قوله، إن رد تل أبيب المتوقع على هجمات إيران الصاروخية الأخيرة «لن يؤدي لبدء حرب شاملة».
ومع تكثف إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن جهودها من أجل منع توجيه ضربة تشمل الأصول النفطية والنووية الإيرانية لاحتواء خطر خروج الصدام الحاصل عن السيطرة، نقل الموقع عن مسؤول أميركي أن بلاده لا تعارض رد إسرائيل على طهران، لكنه شدد على أن هذا الرد «يجب أن يكون مدروساً»، لكنه أشار إلى أن ثقة واشنطن في الإسرائيليين «منخفضة جداً».
ولفت المسؤول الأميركي إلى أن إدارة بايدن التي تتشكك بنوايا نتنياهو الانتقامية وإذا ما كانت ستشمل الأصول النووية والنفطية، «فوجئت عدة مرات بعمليات إسرائيل العسكرية»، مشيراً إلى أن البيت الأبيض بدأ يفقد الثقة بشكل متزايد في حكومة بنيامين نتنياهو.
وتحدث مسؤولون أميركيون عن أن وزير الدفاع كان غاضباً عندما أخبره نظيره الإسرائيلي باغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله قبل دقائق من إسقاط الطائرات الإسرائيلية قنابلها فوق الضاحية الجنوبية.
وبحسب «أكسيوس»، فقد قال مسؤولان أميركيان إنه خلال مكالمة هاتفية أبلغ مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أن واشنطن تتوقع «الوضوح والشفافية» من إسرائيل بشأن خططها للرد على إيران لأنها ستخلف آثاراً على القوات والمصالح الأميركية في المنطقة.
وأتى ذلك عشية بدء زيارة غالانت لواشنطن التي تحمل في طياتها تنسيقاً، وإن كان غير مباشر حول الضربة الانتقامية، من حيث الأهداف، ومن حيث التوقيت الذي قد يذهب إلى ما بعد فترة الأعياد اليهودية.
وبحسب محللين، فإن من أهم النتائج المنتظرة من هذه الزيارة حصول إسرائيل على كل احتياجاتها العسكرية، من الولايات المتحدة، في ظل رغبة تل أبيب بتأمين جاهزيتها لفتح جبهات في سورية والعراق، لاستهداف الأذرع والميليشيات الإيرانية، بالإضافة إلى استكمال المواجهة مع «حزب الله».
نفتالي بينيت: يجب انتهاز فرصة تأتي مرة واحدة لتدمير «النووي» الإيراني
قنبلة ومحاكاة
في السياق، حذر مدير وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» وليام بيرنز من أن إيران قادرة على إنتاج قنبلة نووية في غضون أسبوع، لكنه ليس هناك دليل على أنها قررت القيام بذلك، مشيراً إلى أنه «سيكون هناك وقت أقل أمام العالم الخارجي للرد».
وأوضح أن طهران طورت «وسائل حمل الرؤوس النووية» عبر بناء ترسانة صاروخية، مشيراً إلى أن إيران باتت، منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، أقرب لإنتاج قنبلة نووية.
في هذه الأثناء، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت إلى استغلال «فرصة تأتي مرة واحدة» لتوجيه ضربة حاسمة لتدمير المنشآت النووية في إيران التي رأى أن نظامها بات مكشوفاً وضعيفاً لأول مرة.
وجاءت تصريحات بيرنز وبينيت ونفي طهران، أمس، «شائعات عن إجراء تجربة نووية» بالتزامن مع تقارير عن تحذير واشنطن لإسرائيل من أن طهران قد تنسحب من معاهدة منع انتشار التسلح النووي بحال استهدفت مواقعها الذرية.
وقبل ذلك، خرجت تصريحات من مسؤولين أميركيين بأن رد إسرائيل على إيران قد يشمل مواقع عسكرية وأمنية وقيادية تشمل مقر المرشد علي خامنئي.
وأضافوا بأن الدولة العبرية ستحتفظ بخيار ضرب المواقع النووية الإيرانية في حال التصعيد.
ولي عهد إيران السابق مستعد لقيادة «مرحلة انتقالية»
على وقع التهديدات بضربة إسرائيلية على إيران، واحتمالات رد إيراني قد يقود إلى حرب بين البلدين، دعا ولي عهد شاه إيران السّابق رضا بهلوي في شريط مصور وجهه إلى دول وشعوب الشرق الأوسط، ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي إلى سقوط «نظام الجمهورية الإسلامية المتطرف الذي احتجز إيران رهينة منذ 45 عاماً»، مضيفاً أنه مستعد لقيادة مرحلة انتقالية في إيران.
واتهم بهلوي «النظام في طهران» بـ «قتل مئات الآلاف من الإيرانيّين والعرب والإسرائيليّين»، وأنّه «ساهم في تنفيذ هجوم 7 أكتوبر 2023، وأشعل النّزاعات الطائفيّة في سورية والعراق ولبنان واليمن، ويحاول زعزعة استقرار الأردن، ويستخدم الفلسطينيين دروعا بشرية، والآن أوصل مهد حضارتنا إلى حافة حرب إقليميّة».
وأكّد أنّ «هذه ليست حرب الشّعب الإيراني، إنّها حرب المرشد الإيراني علي خامنئي ونظامه»، معتبراً أن «منطقتنا تستحقّ أفضل بكثير، ولكن لكي ننجح يجب أوّلًا أن يزول هذا النّظام».
ورداً على مخاوف من أن تقع إيران في الفوضى أو الفراغ، أشار بهلوي إلى أن «هناك تحالفاً واسعاً من الإيرانيّين الوطنيّين في الدّاخل والخارج، مستعدّون لخدمة وطننا»، مضيفاً أنه مستعد لـ «الإشراف على هذا الانتقال السّلمي نحو الدّيموقراطيّة، وعودة إيران إلى المجتمع الدولي».
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي تجمعه علاقات مع بهلوي، وجّه رسالة الى «الشعب الفارسي النبيل» بعد الضربة الصاروخية التي شنتها إيران على إسرائيل الأسبوع الماضي، قال فيها إن «إسرائيل تقف إلى جانبكم».
وأضاف: «لا تسمحوا لحفنة من الحكام الدينيين بسحق تطلعاتكم وأحلامكم»، وتابع «عندما تتحرر إيران أخيراً وستأتي تلك اللحظة أسرع بكثير مما يتصورنه الناس فإن كل شيء سيكون مختلفاً».