أبرز مفاتيح لعب المنتخبين الكرواتي والأرجنتيني
يمتلك منتخبا الأرجنتين وكرواتيا العديد من مفاتيح اللعب يعول عليها مدربا الفريقين كثيراً من أجل تحقيق الفوز والعبور إلى المواجهة النهائية ولعل أبرزها كما يلي:
تكثّف حضور ليونيل ميسي كصانع ألعاب مبتكر يعمل خلف خط المواجهة، في السنوات الأخيرة من مسيرته الرائعة.
وكشف «ليو» مدى مهارته من خلال تمريرة رائعة قصمت ظهر دفاع هولندا في ربع النهائي ومهّدت لمولينا افتتاح التسجيل.
من غير المرجّح أن تعيّن كرواتيا لاعباً محدداً لمراقبة لاعب باريس سان جرمان الفرنسي، معتمدة على دفاع صلب وأحد أقوى خطوط الوسط في البطولة.
الأرجنتين تعتمد بشكل كبير على صلابة لاعبيها في افتكاك الكرة وخاصة رودريغو دي بول الذي يقدم مستويات لافتة في البطولة، كما أن مشاركة انخل دي ماريا ستؤثر بشكل إيجابي على مردود «التانغو» في الخط الهجومي لما يملكه من سرعة ومهارات فنية كبيرة.
بروزوفيتش وكوفاتشيتش
يلعب مارسيلو بروزوفيتش الدور الأعمق بين ثلاثي الوسط، وسيتحمّل العبء الأكبر لإبطال فاعلية ميسي (35 عاماً)، لكن بعد تقديم ماتيو كوفاتشيتش مستويات دفاعية مميزة أمام البرازيل، من المرجّح أن يُطلب منه تكرار أدائه.
وعندما تستحوذ على الكرة، تمتلك كرواتيا أحد أفضل اللاعبين في العالم، لوكا مودريتش (37 عاماً)، الذي بمقدروه فرض إيقاع اللعب كما يشاء، الاحتفاظ بالكرة وحمل فريقه إلى المناطق الخطيرة، وسيكون مجدداً العقل المدبر من الناحية الهجومية للفريق الراغب في بلوغ النهائي مرة ثانية في تاريخه بعد خسارته أمام فرنسا في 2018.
قبل أربع سنوات في روسيا، أظهرت كرواتيا قدرة لافتة على التألق بعد الدقائق التسعين، فخاضت التمديد ثلاث مرات في الأدوار الإقصائية قبل مواجهة فرنسا في النهائي (2-4).
تلقت كرواتيا الهدف الأول أمام اليابان والبرازيل، لكنها قلبت الطاولة في المرتين فارضة ركلات ترجيحية ابتسمت لها بفضل تألق حارسها دومينيك ليفاكوفيتش.
عقلية الفوز
عقلية الفوز المثيرة للاعجاب هل ستلعب دورها مرّة أخرى، أم أن المعارك الطويلة ستؤدي إلى إرهاق جسدي للاعبي المدرب زلاتكو داليتش؟ سيساعد كرواتيا أيضاً أن الأرجنتين خاضت في اليوم ذاته معركة طويلة مضنية جسدياً وذهنياً، عندما أهدرت تقدمها بهدفين أمام هولندا وأنقذتها ركلات الترجيح من خروج مؤلم.
وإذا كانت هناك من منطقة واحدة تتفوّق فيها الأرجنتين بشكل واضح فهي المدرجات، حيث يتوقع أن يساندها على الأقل أربعين ألف أرجنتيني إلى جانب المتعاطفين معهم من الجاليات الموجودة في قطر... وهم كثر، خصوصاً مع ميسي أفضل لاعب في العالم سبع مرات والراغب بتتويج مسيرته الرائعة بلقب عالمي أوّل.
وكأن الأرجنتين تخوض مبارياتها على أرضها، على غرار المغرب، ففي المباراة الأخيرة ضد هولندا، تناثر المشجعون البرتقاليون بالمئات في ملعب اتسع لنحو 90 ألف متفرّج وستقام عليه أيضاً المباراة النهائية، علماً أنها المباراة الرابعة للأرجنتين في لوسيل.
وسيتكرّر المشهد اليوم، حيث يتوقع أن يغرق المشجعون الكروات بين موج الأرجنتينيين الحالمين بلقب ثالث بعد 1978 و1986.
هل سيؤثر ذلك على المباراة؟ بكل تأكيد. أظهرت العديد من الدراسات ان اللعب أمام جمهور داعم يؤثر على الأداء بطريقة إيجابية.
وضع غير اعتيادي
ومع شغل ميسي لدور أكثر عمقاً، تجد الأرجنتين نفسها في وضع غير اعتيادي دون مهاجم من الطراز العالمي، على غرار كرواتيا.
استهل داليتش ربع النهائي ضد البرازيل مع أندري كراماريتش في مركز رأس الحربة، قبل أن يستبدله ببرونو بتكوفيتش، الذي سجّل هدف التعادل في نهاية الوقت الإضافي.
ضد هولندا، استهل ليونيل سكالوني تشكيلة الأرجنتين مع المهاجم الشاب خوليان ألفاريس، فيما حلّ بدلاّ منه لاوتارو مارتينيز وشكّل إزعاجاً كبيراً في الوقت الإضافي.
سيكون مثيراً للاهتمام معرفة ما إذا كان هؤلاء البدلاء سيحصلون على فرصة المشاركة في التشكيلة الأساسية في نصف النهائي، أو ستوكل اليهم مجدداً مهمة الإنقاذ كلاعبين احتياطيين في الأوقات الحرجة.