مع إعلان حكومة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تشكيل فريق لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي دمره العدوان الإسرائيلي المستمر منذ عام، تعهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالخارج خالد مشعل بالنهوض واستعادة العافية «مثل المارد والعنقاء»، كاشفاً عن مواصلة حركته تجنيد مقاتلين من الشباب وتصنيع الأسلحة والذخائر.
ورغم اعترافه بأن قدراتها القتالية شهدت نزيفاً خلال عام من المواجهات، شدد مشعل على أن «حماس»، التي يترأسها حالياً يحيى السنوار، لا تزال قادرة على نصب أكمنة وخوض مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
وقال مشعل، الذي قاد «حماس» منفرداً من عام 1996 وحتى 2017 عندما حل الراحل إسماعيل هنية محله، إن «القوة العسكرية موجودة، والحركة أعادت التموضع في كل المواقع القتالية بغزة وفي كنترول على إدارة المعركة».
وأضاف: «سقط لنا شهداء من القادة والمجاهدين، وفقدنا جزءا من ذخيرتنا وسلاحنا، لكن ما زالت حماس تجنّد شباباً وتصنع جزءاً مهماً من ذخيرتها وسلاحها».
ووصف مشعل هجوم 7 أكتوبر بأنه جولة من صراع أوسع ممتد منذ 76 عاماً ويضرب بجذوره إلى «النكبة» عندما نزح كثير من الفلسطينيين خلال حرب عام 1948 التي تزامنت مع قيام إسرائيل. وقال إن «التاريخ الفلسطيني عبارة عن جولات ومحطات نفقد فيها شهداء وجزءاً من مقدراتنا العسكرية، ثم المارد الفلسطيني والعنقاء الفلسطينية تستعيد العافية».
إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أمس تشكيل الفريق الوطني لإعادة إعمار غزة، مبيناً أن هذا الفريق تقوده وزارة التخطيط بمشاركة الوزارات والهيئات ذات العلاقة للقيام باستكمال الجهود التي بدأتها الحكومة منذ فترة، وبالتعاون مع القطاع الخاص، والشركاء الدوليين.
وأوضح مصطفى، في مستهل اجتماع حكومته الأسبوعي في رام الله، أن الفريق سيقوم بالتحضير لإعادة الخدمات الرئيسة للسكان في غزة ووضع خطط تفصيلية لإعادة بناء البنية التحتية بما فيها المساكن المناسبة، والإعداد لإطلاق برنامج الإنعاش الاقتصادي في القطاع.
وفي تصريحات مثيرة، تعهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في حال عاد إلى منصبه بالمساعدة في تطوير غزة لتصبح أفضل من إمارة موناكو، التي تشتهر بمياهها الزرقاء الصافية ومناظرها الطبيعية الخلابة.
وقال ترامب، في مقابلة إذاعية أمس الأول: «غزة تتمتع بأجمل موقع في الشرق الأوسط، وأفضل مياه ومناخ»، لافتاً إلى أنه بصفته «مطوراً عقارياً يستطيع أن يجعل منها واحة بعد الحرب، وأيضاً واحدة من أفضل الأماكن في العالم».
وزعم ترامب أنه كان «موجوداً هناك»، رغم أن السجلات العامة تظهر أنه لم يزر غزة مطلقاً، في حين قالت حملته إنّ «غزة في إسرائيل، التي زارها سابقاً».
ميدانياً، توغلت دبابات الجيش الإسرائيلي في عمق جباليا شمال غزة أمس، وقصفت مدفعيته ومسيّراته مخيمي البريج والنصيرات ومناطق جنوب حي الزيتون وبخربة العدس شمال مدينة رفح.
وأصدر جيش الاحتلال أمس أوامر إخلاء جديدة لسكان جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا المجاورتين، طالباً منهم التوجه إلى منطقة المواصي المخصصة لأغراض إنسانية في جنوب غزة.
ووسط القصف الجوي المكثف، تكررت في العديد من الرسائل التي نشرها سكان غزة على مواقع التواصل الاجتماعي عبارة «جباليا تُباد».
وأفاد مسعفون بأن هناك أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في جباليا، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول للمناطق التي تتعرض للقصف أو حتى الإعلان خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عدد القتلى.
وقال الجيش الإسرائيلي، الذي أكد أنه يحاول منع «حماس» من شن هجمات من جباليا ومنعها من إعادة تنظيم صفوفها، إن جندياً واحداً قُتل وأصيب آخر بجروح خطيرة خلال المعارك في شمال قطاع غزة، مقابل قتله العديد من المسلحين الفلسطينيين وعثوره على أسلحة وفكك بنية تحتية عسكرية خلال عملياته في جباليا.
وأشار إلى ارتفاع عدد قتلاه من ضباط وجنود منذ بداية الاجتياح البري للقطاع إلى 347، ليصل مجموع خسائره البشرية منذ 7 أكتوبر الماضي إلى 730 عسكرياً.