في اليوم الخامس من حملته الدامية على أقدم وأكبر مخيمات غزة الثمانية، شدد الجيش الإسرائيلي أمس، حصاره لمدينة جباليا، وواصل استهدافها بالمدفعية والطيران الحربي والمسير، مما أدى إلى تقطع السبل بأكثر من 400 ألف نازح، ومقتل نحو 48 مدنياً خلال 24 ساعة، ليتجاوز العدد الإجمالي لضحايا العدوان حتى الان 42010.

وأكد الدفاع المدني الفلسطيني ومسعفون أمس، مقتل 45 مدنياً على الأقل في قصف جوي ومدفعي في جباليا، مشيرين إلى انتشال 30 جثة منهم، وبقاء عدد آخر من الضحايا عالقين في الطرقات وفي المنازل المستهدفة لا يمكن الوصول إليهم بسبب الضربات الإسرائيلية.

Ad

من جانبه، قال مفوض وكالة الأونروا فيليب لازاريني، في بيان، «لا نهاية للجحيم في شمال غزة، وهناك ما لا يقل عن 400 ألف شخص محاصرون في المنطقة»، مضيفاً أن «أوامر الإخلاء الإسرائيلية تجبر الناس على الفرار مراراً وتكراراً، وخاصة من مخيم جباليا».

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه طوق جباليا، وقوات الفرقة 162 بدأت العمل في المنطقة بعد ورود معلومات استخبارية مسبقة، وبعد تقييم وضع مستمر وأعمال القوات في الميدان التي دلت على وجود عناصر لحماس تنوي استعادة القوة على الأرض.

ورغم القصف والحصار، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، بانطلاق صواريخ من شمال القطاع نحو مستوطنات غلاف غزة واعتراضها من القبة الحديدية.

وفي شمال تل أبيب، أصيب 6 إسرائيليين بجروح أمس في عملية طعن نفذها فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية في 4 مواقع بمدينة الخضيرة.

وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أن «الحادث وقع على خلفية قومية في 4 مواقع مختلفة، وتم خلاله طعن 6 أشخاص في حالة حرجة»، وتم «تحييد» المهاجم الذي فر بداية على دراجة نارية. وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإن منفذ الهجوم من بلدة أم الفحم العربية، ويدعى أحمد جبارين ويبلغ 36 عاماً.

سياسياً، عقد وفد من «حماس»، برئاسة عضو مكتبها السياسي خليل الحية، أمس، اجتماعات مع وفد من غريمتها «فتح»، برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول، لبحث الحرب في قطاع غزة وتوحيد الصف الوطني.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية»، عن مصادر، أن اجتماع الحركتين يأتي في إطار بحث آلية عمل اللجنة المعنية بإدارة المعابر وملفات الصحة والإغاثة والإيواء والتنمية الاجتماعية والتعليم.

وذكرت مصادر «سكاي نيوز عربية» أن الحركتين اتفقتا على «تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة، ستسمى الإسناد المجتمعي وتتبع إداريا لحكومة رام الله»، مضيفة أن اللجنة ستشكل من تكنوقراط غير حزبيين، وسيناط بها إدارة المعابر وملفات الصحة والإغاثة والإيواء والتنمية الاجتماعية والتعليم، وسيأتي تمويلها من جهات دولية داعمة، ومن ميزانية الحكومة الفلسطينية والجباية الداخلية.

ولفتت المصادر إلى أن اجتماع القاهرة بحث تفاصيل تشكيل وعمل اللجنة، مضيفة أن التوافق على هذه اللجنة جاء لقطع الطريق على مخطط بنيامين نتنياهو تشكيل إدارة مدنية إسرائيلية لغزة يكون جيش الاحتلال هو صاحب القرار فيها.