«ميلتون» يقتل 4 في فلوريدا.. ويتحرك إلى المحيط الأطلسي

انقطاع الكهرباء عن أكثر من 1.6 مليون شخص

نشر في 10-10-2024 | 09:12
آخر تحديث 10-10-2024 | 18:26
الإعصار «ميلتون»
الإعصار «ميلتون»
أحدث إعصار ميلتون الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية دماراً واسع النطاق من غرب الولاية إلى شرقها، حيث تسبب بزوابع أدت إلى مصرع أربعة أشخاص على الأقل وانقطاع الكهرباء عن ملايين الأشخاص الخميس.

وضرب ميلتون اليابسة مساء الأربعاء على ساحل خليج فلوريدا كعاصفة قوية من الفئة الثالثة.

وعصفت رياح عاتية بالمناطق الداخلية التي لا تزال تُعاني من آثار الإعصار هيلين الذي ضرب المنطقة قبل أسبوعين، قبل أن تعبر قبالة الساحل الشرقي لولاية فلوريدا إلى المحيط الأطلسي.

وقالت كاري إليزابيث المقيمة في ساراسوتا عندما خرجت لتفقد آثار الكارثة في وقت مبكر من صباح الخميس «كانت الرياح هي الشيء الأكثر إثارة للخوف لأن المبنى كان يتأرجح والنوافذ تهتز، على الرغم من أنها نوافذ مقاومة للعواصف».

وقال حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس إن العاصفة تسببت بحدوث زوابع متفرقة قاتلة وانقطاع الكهرباء عن أكثر من ثلاثة ملايين شخص.

وفي بيان على موقعها الإلكتروني، أكدت مقاطعة سانت لوسي على الساحل الشرقي «مقتل أربعة أشخاص نتيجة لهذه الزوابع».

وتسببت الرياح في اقتلاع أشجار كبيرة وتحطيم سقف ملعب تروبيكانا فيلد للبيسبول التابع لفريق تامبا باي رايز في سانت بطرسبيرغ، كما تسببت بسقوط رافعة بناء على مبنى قريب في وسط المدينة.

وفي مدينة كليرواتر على الساحل الغربي، خرجت طواقم الطوارئ في قوارب إنقاذ عند الفجر لإخراج السكان العالقين في منازلهم بسبب مياه الفيضانات.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن حذر مساء الأربعاء من أنه يُنتظر أن يكون ميلتون «من أكثر الأعاصير تدميراً منذ قرن في فلوريدا».

وتسبب ميلتون منذ بلوغه اليابسة بأمطار غزيرة وفيضانات «مباغتة» على ما أوضحت نشرة المركز الأميركي للأعاصير.

وأغلقت متنزهات ديزني الشهيرة أبوابها، وتوقفت حركة الملاحة أيضاً في مطاري تامبا وساراسوتا.

وسجلت زوابع أيضاً في وسط الولاية وجنوبها بحسب محطة «وسذر تشانيل» المتخصصة.

«متوتر»



في المنطقة التي بلغ فيها ميلتون اليابسة، تحصن السكان في الداخل في منازلهم أو في مراكز خصصت لذلك.

وقال راندي برايور البالغ 36 عاماً إنه «متوتر»، مؤكداً أن المنطقة لا تزال تُعاني تداعيات الإعصار هيلين الذي «أشبع التربة ماء».

وفي مدينة فورت مييرز الكبيرة على ساحل الولاية الغربي، شددت ديبي إدواردز على أن «الجميع قلق»، مضيفة «يبدو كأن أعراض ما بعد الصدمة حلت علينا بعد إعصار إيان المدمر قبل سنتين»، إلا أنها قررت عدم الرحيل.

وبعد أسبوعين على مرور الإعصار هيلين في المنطقة نفسها الذي أسفر عن ما لا يقل عن 236 قتيلاً في جنوب شرق الولايات المتحدة بينهم 15 على الأقل في فلوريدا، حذّرت دايان كريسويل مديرة الوكالة الفدرالية للاستجابة للكوارث الطبيعية من أن ميلتون «سيكون عاصفة قاتلة وكارثية».

ومنذ أيام تحض السلطات سكان المناطق المعنية بتعليمات إخلاء على المغادرة مؤكدة «إنها مسألة حياة أو موت».

والأعاصير شائعة في فلوريدا ثالث كبرى ولايات المتحدة من حيث عدد السكان والتي تجذب الكثير من السياح.

إلا ان التغيّر المناخي من خلال رفع حرارة مياه البحار يزيد من قوة الأعاصير بسرعة ومن خطر وقوع ظواهر قصوى على ما يفيد العلماء.

المزيد من الفيضانات

ورأى الاستاذ الجامعي جون مارشام الخبير في علوم الغلاف الجوي أن «الكثير من جوانب هيلين وميلتون تتماشى تماماً» مع ما يتوقعه العلماء على صعيد التغير المناخي.

وأضاف «تحتاج الأعاصير إلى محيطات دافئة لتتشكل فيما تغذي درجات الحرارة القياسية في المحيطات العواصف المدمرة، فالأجواء الحارة تحبس المزيد من المياه ما يتسبب بأمطار أكثر غزارة وبمزيد من الفيضانات».

وأوضح أيضاً أن «ارتفاع مستوى مياه البحر الناجم عن التغير المناخي يؤدي إلى تفاقم الفيضانات الساحلية».

ومنذ أكثر من سنة تسجل حرارة مياه شمال الطلسي بشكل متواصل مستويات قياسية على ما تفيد الوكالة الأميركية لمراقبة المحيطات والغلاف الجوي «نوا».

وفيما يستمر الديموقراطيون والجمهوريون بتبادل الاتهامات بشأن إدارة كارثة الإعصارين من جانب الحكومة الفدرالية، ندد الرئيس جو بايدن بـ «وابل الأكاذيب» التي يطلقها سلفه دونالد ترامب المرشح للبيت الأبيض مجدداً، والذي يتهم إدارته بعدم بذل جهود كافية وبأن تحركها أتى متاخراً.

ويتهم ترامب المشكك باستمرار بواقع التغير المناخي منذ أيام ومن دون أي دليل، الديموقراطيين بـ«سرقة أموال» من الوكالة الأميركية للاستجابة للكوارث الطبيعية «وتحويلها إلى المهاجرين بطريقة غير نظامية».

وقالت منافسته في الانتخابات الرئاسية نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الأربعاء إن هذه الادعاءات «خطرة» و«غير مقبولة».

back to top