نظمت مكتبة تكوين على مسرح «كاب»، بالتعاون مع «BDS»، حركة مقاطعة الكيان الصهيوني في الكويت، ومنصة الفن المعاصر (كاب)، أمسية شعرية ضمن فعاليات «سقط القناع عن القناع»، التي احتوت على قراءة لمقاطع من قصيدة «مديح الظل العالي» للشاعر الكبير الراحل محمود درويش، بأداء مجموعة من الشعراء، هم: علي الفيلكاوي، ودخيل الخليفة، وسعد الياسري، ومحمد السالم، وجعفر حجاوي، وعائشة العبدالله، ومريم العبدلي، ومحمد العتابي، وقدَّم الأمسية عامر فردان.

الأمسية جاءت في سياق التضامن مع شعبَي فلسطين ولبنان، إزاء ما يتعرضان له من عدوان غاشم من قِبل الجيش الصهيوني، وما يواجهانه من إجرام إسرائيلي متواصل، حيث اختارت مكتبة تكوين قصيدة محمود درويش، التي يتحدى بها الهيمنة والغطرسة بالكلمة القوية الصادقة.

Ad

ذكرى الطوفان الأول

«الجريدة» التقت بعض المشاركين، وكانت البداية مع الشريك المؤسس لمنشورات «تكوين»، الشاعر محمد العتابي، الذي قال، إن هذه الأمسية تأتي ضمن سلسلة من أمسيات «سقط القناع عن القناع»، التي بدأت بمكتبة تكوين في 16 أكتوبر، بعد أسبوع من طوفان الأقصى، وما زالوا مستمرين فيها كل يوم ثلاثاء، متابعاً: «ارتأينا في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى أن تكون الأمسية قراءة لـ (مديح الظل العالي). أعتقد أن الصديق عامر فردان أفرد في مقدمته الأسباب، أو ربما بعض الزوايا، التي تجعل من هذه القصيدة مناسبة لمثل هذه الذكرى السنوية».

من جهته، أكد الشاعر دخيل الخليفة، أن الشعب الكويتي دائماً مساند للقضية الفلسطينية في كل زمان ومكان، والإنسان الكويتي في بلده أو خارج بلده يبقى دائماً مسانداً للقضية، لافتاً إلى أن هذه الأمسية تمثل استعادة لرحلة الشاعر محمود درويش في دعم قضيته الشعرية، وبفكره السياسي.

وبيَّن أن قصيدة «مديح الظل العالي» كانت تمثل مرحلة فاصلة في التاريخ السياسي الفلسطيني، وفي مرحلة فاصلة أيضاً في تجربة درويش، بعدها أسس لقاموسه الخاص، وبعد مرحلة بيروت انتقل النضال الفلسطيني إلى مرحلة أخرى، وهي نضال من الخارج.

القضية الفلسطينية

بدوره، شكر الشاعر جعفر حجاوي «تكوين» على هذه الأمسية، التي قاموا بتنظيمها، وعلَّق: «هذه الأمسية امتداد لسلسلة (سقط القناع عن القناع)، حيث غطَّت خلال سنة كاملة أمسيات عديدة في خدمة القضية الفلسطينية، وضد المشروع الصهيوني، الذي يتوسع الآن في طغيانه، امتداداً من غزة، وصولاً إلى لبنان، وإلى اليمن أيضاً، فشكراً لـ (تكوين) ولجميع الشعراء الذين شاركوا، وشكراً للحضور الذين يثبتون أنهم مع القضية الفلسطينية وضد الاحتلال الصهيوني».

من جانبها، شكرت الشاعرة عائشة العبدالله «تكوين» على هذه الأمسية، بمناسبة مرور سنة على طوفان الأقصى، لافتة إلى أن قصيدة «مديح الظل العالي» مهمة جداً للشاعر درويش، قام بكتابتها في فترة الثمانينيات أثناء حصار بيروت، مبينة أن إلقاءها خلال هذه الفترة كأن التاريخ يعيد نفسه.

وفي الختام، شكرت العبدالله «تكوين» على هذه الفرصة، وبإذن الله تكون نهاية هذه الحقبة.

ملحمة شعرية

جدير بالذكر، أن قصيدة «مديح الظل العالي»، للشاعر محمود درويش، تُعد من أهم أعماله، وهي تحمل رمزية عميقة تتعلق بالهوية الفلسطينية، والصراع، والأمل، فهي ليست مجرَّد قصيدة، بل ملحمة شعرية تتجاوز حدود الشعر، لتغوص في أعماق الوجدان الفلسطيني، ومن أجوائها: كمْ كُنتَ وحدك يا ابن أُمِّي/ يا ابنَ أكثر من أبٍ كم كُنْتَ وحدكْ/ القمحُ مُرُّ في حقول الآخرينْ/ والماءُ مالحْ/ والغيم فولاذٌ. وهذا النجمُ جارحْ/ وعليك أن تحيا وأن تحيا/ وأن تعطي مقابلَ حبَّةِ الزيتون جِلْدَكْ/ كَمْ كُنْتَ وحدكْ.