حلم

نشر في 11-10-2024
آخر تحديث 10-10-2024 | 20:07
 دانة الراشد

لكلٍ منا حلمٌ نود لو أن يكون حقيقة يوماً ما، فأحلامنا تبقينا أحياءً، وهي ما يبث الأمل في نفوسنا والدافع الذي يجعلنا نستيقظ كل يوم لنسعى إلى تحقيقها.

قد يتخلى بعضنا عن أحلامه بسبب رمادية الواقع بكل حدوده المتصلبة وأعبائه الثقيلة، وقد يستسلم آخرون لصعوبة تحقيق ذلك الحلم الجميل أو لجعل الآخرين أولوية وتقديمهم على أنفسهم، لكنه عاجلاً أم آجلاً سيأتي من جديد ليداعب خيالنا، فهو ذلك الصوت القادم من الطفولة بأحلامها الكبرى وخيالها اللامحدود، فمن استمع إلى هذا الصوت الداخلي وطارد أحلامه بالعمل الدؤوب سيكون الرضا والسعادة من نصيبه، حتى إن لم تتحقق الأحلام تماماً بصورتها المثالية في تصورنا، بل قد تكون تلك الحدود الواقعية البغيضة سبباً في استمرارنا لبناء جسر ما بين الواقع والخيال إلى أن تضمحل تلك الفجوة.

إن أردت أن تحلم، فلا تجعل لأحلامك حدوداً، فذهنك هو المكان الوحيد الذي يمكنك أن تحلق بحرية مطلقة في آفاقه، استمتع باستكشاف فضاء الإمكانات وتصور ما يمكن أن تكون عليه حياتك ببعض من الجهد والتفكير الإبداعي، وليحركك ذلك نحو ما ترغب به وتحب.

فليكن لديك طموح، لكن احرص أن يكون هو طموحك الأصيل لا إسقاطات الآخرين وتوقعاتهم عنك من «إنجازات» وهمية ومكررة، من المهم هنا أن تبحث في ذاتك لتتعرف على رغباتها ودوافعها فتكون بذلك صادقاً مع نفسك وتتضح لديك رؤية أحلامك وأمنياتك.

إن العمل الدؤوب هو المصباح السحري لتحقيق الآمال، وأرى أنه الطريقة الواقعية الوحيدة بدلاً من انتظار أشباه المعجزات كالفوز باليانصيب! فلا توجد طرق مختصرة للنجاح، ولابد هنا من الاستمرارية، فهي أكثر فاعلية من العمل المتقطع، وهنا أود أن أشارككم رحلتي الخاصة، فأنا قد تجرأت على أن أحلم، وأسعى نحو تحقيق أحلامي كفنانة تشكيلية على الرغم من شح الدعم وتلك الأفكار المسبقة المغلوطة عن الفنون بأنها مجرد هواية جانبية، أو تلك الأقوال المبتذلة بأن (الفن لا يُؤكل خبزاً) على الرغم من أن الفن هو ما يحرك المجتمعات ويبني ثقافتها.

على أي حال إنني قد تجاهلت كل هذه الفقاعات السلبية لأن شغفي كان أكبر من ذلك بكثير، فطورت من مهاراتي الفنية وبالجد والاجتهاد أخذني الإبداع إلى مختلف بقاع الأرض في رحلات عديدة لا تنسى، من دراسة فن التحريك (الأنميشن animation) في الإمارات إلى المعارض وبرامج الإقامة الفنية في مختلف ولايات أميركا، وما زالت الرحلة في بداياتها.

المهم هنا ألا نستسلم، ولنجعل أحلامنا واقعاً ملموساً.

بإمكانكم متابعة حسابي الرسمي على منصة انستغرام لمشاهدة أعمالي الفنية @kw.miniature.

back to top