‏حاول نفيل بن حبيب الخثعمي وقبيلته وقف جيش أبرهة المتوجه لهدم الكعبة، فهُزم «نفيل» وجيشه وأخذ أسيراً بعد أن قال لأبرهة «أبق على حياتي، فأكون لك دليلاً في أرض العرب»، وبعد وصول جيش أبرهة إلى مكة، وهمّ الفيل بهدم الكعبة ركب «نفيل» فرسه، وانطلق حتى كان بمحاذاة الفيل، فقال له في أذنه: «ابرك محمود، وارجع راشدا من حيث أتيت»، ثم وجه فرسه نحو الجبال هاربا، في حين استقبلت قبيلة ثقيف جيش أبرهة، وقالوا له إن الكعبة موجودة في مكة خوفا من أن يُهدم بيت «اللات»، وأرسلوا معهم «أبا رغال» ليدلهم على الكعبة.

‏حاول الفارس «نفيل» وقف جيش أبرهة الجرار، ثم فشل فطلب من أبرهة الإبقاء على حياته ليستفيد منه في أرض العرب، ثم صحح موقفه، فكان سببا- بعد الله- في تراجع الفيل عن هدم الكعبة، في حين «أبو رغال» سار مع جيش أبرهة بكل أريحية، فمات في الطريق، وكانت العرب ترجم قبره إذا مروا به، واليوم يضرب به المثل بأنه رأس الخيانة العربية.

Ad

‏التاريخ لا ينسى الخيانات، وكذلك لا يتجاهل كل من تراجع عن الخيانة والتخاذل وصحح موقفه، ولا يغفل عن أي عمل بطولي يفشل، بل يذكره بالاكتفاء بشرف المحاولة، فكن «نفيلاً» وصحح موقفك المتخاذل قبل فوات الأوان، ولا تكن «أبا رغال» صاحب القبر المرجوم.