وسط التوتر المتنامي والمشترك مع إثيوبيا، استقبل الرئيس الإريتري، أسياس أفورقي، أمس، نظيريه المصري عبدالفتاح السيسي، والصومالي حسن شيخ محمود، في قمة ثلاثية نادرة، «لترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الافريقي والبحر الأحمر».
وقالت الرئاسة المصرية، إن السيسي توجه إلى إريتريا لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، إضافة إلى الأوضاع الإقليمية وجهود ترسيخ الاستقرار والأمن في القرن الإفريقي والبحر الأحمر، على النحو الذي يدعم عملية التنمية ويحقق مصالح شعوب المنطقة.
بدورها، أعلنت وزارة الإعلام الإريترية أن القمة ستركز على «تعزيز العلاقات بين الدول الثلاث، بالإضافة إلى مسائل الأمن والاستقرار الإقليمي».
وأشارت الوزارة إلى أن أفورقي أجرى محادثات منفصلة مع محمود، تحدثا فيها عن الحاجة إلى تعزيز التعاون «في المهام الشاقة المتمثلة في الحفاظ على سيادة الصومال وسلامة أراضيه واستقلاله ووحدته، وهو ما يظل شرطاً أساسياً لتنميته على خلفية التحديات الهائلة التي واجهتها البلاد خلال العقدين الماضيين»، وأكدت أن الرئيس المصري، الذي تدعم حكومته الصومال ضد إثيوبيا، التقى أيضاً بأسياس قبل القمة الثلاثية.
وعشية القمة الثلاثية، دافعت الحكومة الصومالية عن الاتفاقية الأمنية مع مصر، ووصفتها بأنها مشابهة للشراكات القائمة مع الولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
وأكد مستشار الأمن القومي حسين شيخ علي، أن القوات المصرية قد تشارك في بعثة الاتحاد الإفريقي لدعم استقرار الصومال (أوصوم)، والتي من المقرر أن تحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (أتميس) بحلول يناير 2025.
وتدهورت العلاقات المتوترة تاريخياً بين الصومال وإثيوبيا منذ الإعلان في أول يناير عن توقيع مذكرة تفاهم مع إقليم «صوماليلاند» الانفصالي، تنص على تأجير أديس أبابا 20 كلم من ساحله لمدة 50 عاماً.
وردت الصومال بتعزيز علاقاتها مع مصر، التي تعارض السد الكهرومائي الضخم الذي بنته إثيوبيا على نهر النيل، واتخذ التعاون منحى عسكرياً مع توقيع السيسي ومحمود في 14 أغسطس اتفاق دفاع عسكري.
كما تدهورت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، رغم دعم أسمرة لقوات الحكومة الإثيوبية في النزاع مع متمردي تيغراي بين عامي 2020 و2022. وأعلنت الخطوط الجوية الإثيوبية الشهر الماضي تعليق رحلاتها إلى أسمرة بسبب ظروف تشغيل «صعبة».
وفي السودان، اتهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي»، أمس الأول، مصر بشن ضربات جوية على قواته، وتزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة.
وأشار حميدتي، في مقطع فيديو، إلى أن القاهرة تقوم بتدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات مسيرة في الحرب المستمرة منذ قرابة 18 شهراً مع قواته.
وفي رد سريع، نفت وزارة الخارجية المصرية مزاعم حميدتي، ودعت مصر المجتمع الدولي إلى التحقق من صحة ادعاءاته.
وفي تصريحاته، ادعى حميدتي أن مصر استخدمت قنابل أميركية في ضرباتها، وأن غاراتها الجوية أجبرت قواته على التراجع من منطقة جبل موية الاستراتيجية، بولاية سنار، التي أحرز الجيش السوداني مؤخراً تقدما فيها وفي العاصمة الخرطوم.
واعتبر حميدتي أن «الأميركان لو ما موافقين ما كان القنابل حقتهم دي وصلت السودان»، كما أشار إلى وجود مرتزقة من التيغراي وإريتريا وأذربيجان وأوكرانيا، مكرراً اتهامات بمشاركة إيرانيين في الحرب إلى جانب الجيش.
وفي تغير ملحوظ عن تصريحاته السابقة الداعمة لجهود السلام، قال قائد قوات الدعم السريع: «الحرب دي مو معروف هتنتهي الليلة ولا سنة ولا سنتين ولا تلاتة ولا أربعة. في ناس بتتكلم عن مليون جندي. والدور ده هنوصل لمليون جندي».