تابعت العرض المرئي لشرح الاستعدادات الخاصة ببطولة «خليجي 26» الذي قدمه وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب في مركز جابر الأحمد الثقافي الثلاثاء الماضي، والذي تطرق خلاله إلى العديد من المستهدفات المستقبلية لوزارة الشباب والهيئة العامة للرياضة، والتي جاء جزء منها وفق استراتيجية تطوير الرياضة التي أعلنها في سنة 2022 وتمتد إلى 2028، ولو كنت مكان معالي الوزير لاكتفيت بالتركيز على ما يخص البطولة دون التطرق إلى المشاريع المستقبلية، لأن التجارب السابقة تحمل ما يكفي من وعود ومخططات غدت مادة مملّة لا تعدو أن تكون أكثر من أحلام ودغدغة للمشاعر كلما دعت الحاجة إلى ذلك.

فالعرض المرئي احتوى على ما يُسمع أكثر مما يُرى وسرد تولى أمره معالي الوزير شخصياً لعناوين عامة شكّلت أهدافاً رياضية هي بلا شك مستحقة، لكنها ستبقى كغيرها حبراً على ورق وكلاماً جميلاً في الهواء ما لم تكن هناك نية وإرادة حقيقية لتحقيقها، ولعل المثال الأكثر وضوحاً هو ما ذكره الوزير عن النية إلى إنشاء استادين رياضيين جديدين في مدينتي المطلاع وصباح الأحمد، واللذين يأتيان تنفيذاً لبعض ما ورد في الاستراتيجية «التي هي في الأساس تحتاج إلى إعادة نظر ومراجعة جدية»، لكننا لسنا بوارد ذلك الآن، لنركز فقط على الاستادين اللذين يعدان مطلباً ملحّاً، لكن هذا الموضوع يبدو أنه متكرر بشكل أصبح مملاً ومضحكاً.

Ad

وللفرحين ولمعالي الوزير شخصياً وكل من يهمه الأمر نذكّر بأن موضوع إنشاء استادات رياضية جديدة ليس بجديد أصلاً، فهناك عدة تصاميم دفنت في الأدراج منذ سنوات، لعل أولها يعود إلى بداية الألفية الثالثة عندما أعلنته الهيئة العامة للشباب والرياضة آنذاك «قبل أن يتم الفصل إلى هيئتين» عن جاهزية تصميمين لاستادين متكاملين لناديي العربي والقادسية، وكان بانتظار تخصيص ميزانيات للتنفيذ، وبعد سنوات من الانتظار وتحديداً قبل 7 سنوات فوجئنا بالإعلان عن تصميم جديد لاستاد خاص بالنادي العربي، ويُعلَن بعدها عن فوزه بعدة جوائز عالمية، حسب ما كان يُنشر قبل حتى أن يُنفذ أو يرى النور، ليتبعه بعد ذلك الكشف عن تصميم لنادي القادسية، وتختفي بعده الأخبار، وفي مارس الماضي أعلنت الهيئة العامة للرياضة توقيع عقد تصميم لإنشاء استاد لنادي الكويت وآخر للقادسية، وبينما كنا بانتظار إعلان التصاميم خرج علينا معالي الوزير ليبشّر باستادي مدينتي المطلاع وصباح الأحمد، دون أن يذكر لنا، لا هو ولا أحد من المسؤولين الآخرين، شيئاً عن مصير الاستادات المعلن عنها سابقاً وتصاميمها والمال الذي صرف عليها؟ وهل ما أُعلن عنه سيكون هو البديل أم أنه استكمال لما سبق؟

لذلك نقول: كنا نتمنى ألا يزج بأي مشاريع مستقبلية في عرض كان المفترض أن يكون مخصصاً للحديث عن بطولة عزيزة علينا، ننتظر تنظيمها بفارغ الصبر، لأن أصلاً «هذا اللي الله مقدرنا عليه»، وليس أكثر، وألا تُستغَل هذه المناسبة للاستعراض وتقديم وعود تحتاج إلى قرار وإرادة أكثر من الكلام «اللي إحنا فالحين فيه وبس».

بنلتي

التطور الرياضي الذي تشهده بعض دول الخليج، والذي نتخلف عنه في الكويت بسنوات ضوئية، جاء لسبب بسيط هو وجود نية صادقة وقرار للاستفادة من الرياضة بتحويلها إلى صناعة ومصدر دخل يساعد على إبراز الإمكانيات الحقيقية للبلد، ونحن في الكويت لا نعاني قلة الإمكانيات البشرية أو المادية، بل نعاني التردد وعدم وجود قرار ونية صادقة للتطوير، وعدم إيمان بدور الرياضة في المساعدة الاقتصادية والسياحية «فليت قومي يفقهون».