قصيدة: سلسلة العشرة المبشرين بالجنة
1 - سيدنا أبوبكر الصديق (رضي الله عنه)
في الغارِ بينَ عوارضِ التضييقِ
كان النبيُّ بصُحبةِ الصِّدِّيقِ
يا للجلالِ ويا لها من رحلةٍ
رَفعتْ مُحبًّا ساميَ التعشيقِ!
خَشيَ التقيُّ على النبيِّ المُجتبى
من مكرِ أهلِ الكُفرِ والتعويقِ
إذ ذاكَ طمأنهُ النبيُّ بأنهم
في حِفظِ ربِّ العرشِ والتوفيقِ
فالصاحبانِ الآنَ في كَنَفِ الذي
خلق الوجودَ وكان دون رفيقِ
هي صُحبةٌ في اللهِ بوركَ شأنُها
ومحبةٌ في اللهِ بالتصديقِ
مَن مِثلُ (ابنِ) أبي قحافةَ جوهرًا
في البذلِ والإنفاقِ وقتَ الضيقِ
هو ذلك العَفُّ النقيُّ بسيرةٍ
بسنائها وجمالها المنطوقِ
وهو الذي وقَفاتُهُ كم أسفرتْ
عن معدنٍ هو ليس بالمطروقِ!
وهو الذي إيمانُهُ عن أُمَّةٍ
يكفيهِ قولُ الصادقِ المصدوقِ
وهو الرحيمُ بأُمَّةٍ محمودةٍ
هو قُدوةٌ كمُلازمٍ وشفيقِ
سِمةُ التواضع إنما هي طبعُهُ
بالزُّهدِ والإحسانِ والترقيقِ
فهو الوجيهُ، هو المُوَكَّلُ بالخُطى
أكرمْ به من صاحبٍ وعتيقِ!
قد كان أولَ مَن تدثَّرَ بالهدى
من غير ما شرطٍ ولا تدقيقِ
إن كان قال فصادقٌ ومصدَّقٌ
هذا جوابُ خليفةٍ موثوقِ
كم حرَّرَ البؤساءَ من آلامهم!
ما الظنُّ بعدُ بسيدٍ معتوقِ!
وليَ الخلافةَ وهو أزهدُ خَلقِهِ
في منصبٍ أو رُتبةٍ وعقيقِ
صلى الإلهُ على النبي المصطفى
في سائر التغريبِ والتشريقِ
وصلاتُهُ تَترى على الآلِ الأُلى
هم عِترةُ المُختارِ، نورُ طريقِ
وصحابةٍ هم كالنجومِ تلألؤًا
ونقاوةً في ظلمةِ التلفيقِ