كيف سيطر الإعلام الإسرائيلي والغربي على الشارع العربي؟ (1)
للتعمق أكثر في الاستراتيجيات والوسائل التي اتبعها الإعلام الإسرائيلي والغربي في السيطرة على الشارع العربي وتوجيه رأيه استعنت بمحركات الذكاء الاصطناعي الذي وجدته أكثر حيادية من معظم القنوات الإخبارية العربية ومواقع التواصل الاجتماعي، لذلك قد يكون محتوى المقال فرصة لمراجعة النفس وللتعرف على المبررات والأسباب لهذا التحيز غير المبرر للكيان المحتل.
من المسلمات والحقائق العلمية أن للإعلام السياسي دورًا كبيرًا في توجيه الرأي العام والسيطرة عليه ونمط تفكيره من خلال استخدام استراتيجيات ووسائل متعددة يتمحور مجملها تحت العناوين التالية:
1. التحكم في المعلومات: الإعلام المنحاز يختار ما ينقله ويحجبه عن المتابعين من خلال التركيز على قضايا معينة وإهمال أخرى، وبذلك يمكنه توجيه اهتمام الجمهور نحو مواضيع محددة وتشكيل الآراء حولها.
2. إعادة صياغة الأخبار: يمكن للإعلام تحريف وتزييف الأخبار لتناسب أجندة سياسية معينة، حيث يوظف اللغة والتعابير وصناعة مشاهد مصورة تؤثر على عواطف المتابعين ومن ثم التحكم في مجريات الأحداث.
3. الرموز والدلالات: الدعاية السياسية عادة ما تستخدم الرموز والشعارات التي تثير مشاعر الناس وتربطها بأفكار أو قيم معينة، ما يساعد في تعزيز الانتماء إلى فكرة أو حركة معينة.
4. إثارة العواطف: دائمًا ما يلجأ الإعلام السياسي إلى إثارة الخوف، والغضب، أو الفخر، حيث يمكن للدعاية تحفيز عوام الناس لاتخاذ مواقف معينة أو دعم سياسات معينة دون الحاجة إلى التفكير النقدي العميق.
5. التكرار: التكرار المستمر للرسائل الإعلامية يجعلها أكثر رسوخًا في العقل الباطن، ومع الوقت تبدأ وكأنها حقيقة ثابتة دون التشكيك فيها وهذا الأسلوب من أنجح الوسائل التي يستخدم في الإعلام السياسي.
6. استخدام المؤثرين: الاعتماد على الشخصيات مؤثرة كرجال الدين والمحللين السياسيين لنقل الرسائل بشكل مباشر أو غير مباشر، الناس غالبًا ما يثقون في تلك الشخصيات ويقدرون آرائهم، هذه الشريحة من المؤثرين التي يتم استهدافها بطرق مباشرة وغير مباشرة، بالترغيب أو بالترهيب أو لكونهم يبحثون عن الشهرة بأي طريقة.
7. التلاعب بالأرقام والإحصاءات والمشاهد المقتبسة: استخدام البيانات والإحصاءات والمواد المصورة المقتبسة والمزيفة بشكل انتقائي أو مضلل لإعطاء صورة معينة بخلاف الواقع.
8. خلق «أعداء» مشتركين: الإعلام السياسي يعمل على خلق صورة «العدو» الذي يجب محاربته، سواء كان داخليًا أو خارجيًا، حيث يتم صرف انتباه الجمهور عن العدو الحقيقي مستغلاً المتغيرات السياسية والاجتماعية والمذهبية.
هذه الخطوط العريضة التي يتمحور حولها دور الإعلام السياسي قد استغلها الإعلام الصهيوني والغربي وعمد على تطويرها وتوجيهها إلى عقل المواطن العربي، حيث استطاع النفوذ والتوغل داخل عمق المجتمعات العربية من خلال إثارة الفتنة الطائفية وبث سموم العنصرية والطبقية بين أفراد المجتمع الواحد والتشكيك في معايير الولاء للوطن.
في المقال القادم سأواصل الكتابة عن الأساليب التي اتخذها إعلام الكيان الصهيوني نحو خلق جو عام يناصر إسرائيل بين أبناء الوطن العربي بطرق مباشرة وغير مباشرة.
ودمتم سالمين.