مصر تضغط على «فتح» و«حماس» لتوحيد الصف وتعزيز «السلطة»
الاحتلال يحاصر جباليا لليوم الثامن ويوسّع الإخلاء شمال غزة... ومصر وقطر ملتزمتان بالوساطة
وسط أنباء عن عدم تمكن حركتي فتح وحماس من حسم كل القضايا الخلافية وترتيب البيت الداخلي خلال اجتماعاتهما في القاهرة، شدد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أمس على ضرورة العمل على وحدة الصف الفلسطيني، وتعزيز دور السلطة بما يضمن تحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني.
وجدد عبدالعاطي، خلال اجتماعه أمس مع وفد «فتح» برئاسة نائب رئيس الحركة محمود العالول، ورئيس المجلس الوطني روحي فتوح، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية للحركة عزام الأحمد، موقف مصر الداعم للسلطة وتمسكها بوحدة الأرض الفلسطينية، ورفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين، ومواجهة محاولات الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشار إلى أن مصر تحرص خلال اتصالاتها الدولية الفاعلة على نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة في ظل العراقيل التى يضعها جيش الاحتلال، وسيطرته على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتقويض عمل منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، وكذلك حركة الأفراد عبر المعبر.
وبحسب البيان استعرض عبدالعاطي اتصالات مصر مع مختلف الأطراف لوقف الحرب في قطاع غزة، والتوصل لوقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى والمحتجزين.
كما استعرض الجهود التي تضطلع بها القاهرة على صعيد حشد التأييد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، والاتصالات التي تجريها مع كل الدول لنقل رؤيتها بضرورة العمل على إيجاد حل دائم وعادل للقضية، من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
إلى ذلك، بحث عبدالعاطي مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن مستجدات الأوضاع في غزة، والجهود المشتركة لإيقاف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى وتوصيل المساعدات دون شروط.
واستعرض عبدالعاطي وبن عبدالرحمن الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية من خلال استضافة وفدي «فتح» و«حماس»، وسبل إعلاء المصلحة الوطنية في هذا الظرف «الدقيق» والمنعطف «الخطير» الذي تمر به القضية الفلسطينية. ورغم تصنيفه غزة «ساحة قتال ثانوية» لأول مرة منذ أكثر من عام، أصدر الجيش الإسرائيلي أمس أوامر إخلاء جديدة وعاجلة لسكان المنطقة D5 شمالي القطاع، أرفقها بخريطة توضح مناطق «الحركة الآمنة للمدنيين».
ولليوم الثامن على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي فرض حصاره على شمال غزة، وسط قصف مدفعي وجوي مكثف وإطلاق النار على كل من يتحرك ويتنقل من خلال الشوارع العامة أو الفرعية واجتاح جباليا، وأرسل قوات إلى بلدتَي بيت حانون وبيت لاهيا.
وغداة مقتل 34 فعلى الأقل نِصفهم في جباليا، قتل وأصيب العشرات، وفقد آخرون جراء قصف مماثل استهدف منزلاً في محيط المسجد العمري في المدينة ذاتها، التي تضم أكبر مخيمات اللاجئين التاريخية في غزة.
وحذرت منظمة «أطباء بلا حدود» من أن آلاف المدنيين محاصَرون في مخيم جباليا، في حين أكد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق أن المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة أصبحت في أقل مستوى لها منذ أشهر، ولم يحصل أحد على حصة غذاء في الشهر الجاري بسبب فرض قيود على دخول إمدادات الإغاثة.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام إيقاع قوة إسرائيلية قوامها 15 فردا بين قتيل وجريح بعد تفجير ناقلة جند بقذيفة الياسين 105 قرب محطة الخزندار غرب جباليا.
بدوره، حمّل الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة «واشنطن مسؤولية الإبادة المتواصلة التي يشنها الاحتلال على غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس، وآخرها حصار شمال القطاع، وعزله، ومواصلة العدوان على جباليا، ومخيمه، وقبلها مدينة طولكرم، ومخيمها، وباقي المدن والقرى والمخيمات».
وتزامناً من دعوة رئيسة المكسيك الجديدة كلاوديا شينباوم إلى الاعتراف بدولتي فلسطين وإسرائيل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط، أعلنت نائبة رئيس نيكاراغوا روزاريو موريلو أمس الأول، قطع العلاقات الدبلوماسية مع تل أبيب، ووصفت حكومة بنيامين نتنياهو بأنها «فاشية» و«ترتكب الإبادة الجماعية»، وهو قرار سارعت السلطة الفلسطينية وحركة حماس بالترحيب به.