رابطة الأدباء تناقش فلسفة التسمية عند العرب

نشر في 14-10-2024
آخر تحديث 13-10-2024 | 18:26
من أجواء المحاضرة
من أجواء المحاضرة

أقامت رابطة الأدباء الكويتيين محاضرة بعنوان «فلسفة التسمية عند العرب»، قدَّمها عبدالله الشمري، وأدارها محمد الفارس.

وقال الشمري: «أوراقي التي أعددتها لهذه المحاضرة هي في الأصل مجموعة قصاصات وأفكار جمعتها وأنا أنوي تقديمها للجامعة، لتكون رسالتي للماجستير، فقدَّمت هذا الموضوع مقترحاً لي، لكنه رُفض، وبقيت هذه القصاصات والأفكار عندي، فرتبتها اليوم، واختصرت منها، واجتهدت لتقديمها لكم بصورة شيقة ماتعة».

وأضاف: «العرب منذ جاهليتهم اعتنوا بالتسمية، فلم تكن تسمية العربي لابنه أو دابته أو حتى بعض آلاته اعتباطية، بل كان ينتقي الاسم بعناية وفن. والعرب أهل فصاحة وبيان وذائقة وحس عالٍ، ووعي ودراية لأهمية هذه المسألة. لو نظرنا بلمحة سريعة إلى أسمائهم، فإننا سنجد تنوعاً في دلالاتها بين القوة والجمال والتفاؤل والأمل، والمبالغة الحسنة في ذلك، بل قد تكثر أسماء المعنى الواحد، فيسمونه بأكثر من اسم، تعظيماً له، ولما يحمله من معانٍ، كالأسد: ليث، وهزبر، وغضنفر، والسيف: الحسام، المهند، المصقول، الفيصل، والموت: الهلاك، المنية، والحتف، والردى».

ولفت الشمري إلى أن «الاسم هو الهوية الأولية للشخص، فأول ما تتعرَّف على الاسم، وربما قبل حتى أن تلتقيه، أو بعد اللقاء، أول سؤال تسأله إياه: ما اسمك؟ وأول ما سيعرفه عنك هو اسمك، فتعرِّف بنفسك: اسمي فلان! ومن خلاله نتعرَّف على العرق والديانة، وربما الطبقة الاجتماعية التي ينتمي لها».

وتابع: «في موضوعي هذا، وأنا متخصص في اللغة العربية، تناولت دراسة التسمية، تسمية الأبناء، دلالياً وثقافياً، في ضوء علم اللغة الاجتماعي، فهي وإن كانت عملية فكرية ونتاج عقلي، لكنها قبل كل شيء عملية لغوية، فكل تسمية في الأصل استعارة، استعارة لفظ معروف مسبقاً لمعنى ما ومفروض على بعض الأشياء والموجودات حولنا مع إعطائه مدلولاً آخر».

وحول التسمية في الوقت الحاضر، قال الشمري: «الأسماء بنت اللغة، تتغيَّر وتتجدَّد، فمع كل تطوُّر حضاري تظهر عندنا مصطلحات وأسماء جديدة، والناس دائماً يبحثون عن التميُّز والتفرُّد. دراسة فلسفة التسمية واسعة جداً، أسماء الناس، والمدن، والمحلات التجارية، ويمكن تناولها لغوياً على عدة مستويات، صرفياً، وصوتياً، ودلالياً، أو في تخصصات علم الاجتماع، وعلم النفس، ومثل هذه الدراسات تزوِّدنا بمعارف جديدة عن أنفسنا ومجتمعاتنا وثقافتنا».

back to top