بهدف نشر الثقافة البيئية والزراعية وتوعية أفراد المجتمع بأهمية ذلك، أقامت السفارة الكندية لدى البلاد، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل)، للعام الثالث على التوالي، فعالية «أكتوبر الحضري للمواطنين الشباب والعائلات» في «محمية مركز شباب الشامية» بعنوان «هيا نزرع معاً».
وتزامنت هذه الفعالية مع الاحتفال بعيد الشكر الكندي، ومع شهر أكتوبر الحضري 2024، الذي يعد فرصة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم لتكون جزءاً من الحوارات حول التحديات والفرص التي خلقها معدل التغيير السريع في بلادنا ومدننا.
وأكدت السفارة الكندية، في بيان، أنها تعمل و«موئل» على تشجيع الأفراد والمجتمعات والمدن والحكومات، وكل الأعمار وعلى كل المستويات، للمشاركة في الأنشطة التي تتخذ خطوات نحو معالجة التغيير في مناخنا وبيئاتنا الحضرية».
وذكرت «أن أكتوبر أحد أفضل المواسم الزراعية خلال العام في الكويت، وقد اجتمع فريق التطوير التطوعي وأهل الشامية والجالية الكندية في الكويت معا في هذه المبادرة الرائدة، التي تهدف إلى تثقيف وإلهام الشباب وأسرهم من خلال الأنشطة التفاعلية، وتعزيز مغزى العمل المناخي والمدن المستدامة والشاملة»، لافتة إلى أن «المشروع يتوافق بشكل وثيق مع شعار جمعية موئل الأمم المتحدة لعام 2024 (إشراك الشباب لخلق مستقبل حضري أفضل)، وكذلك مع التزام كندا بالعمل المناخي».
السفيرة الكندية
وفي تصريح لها على هامش الفعالية، قالت السفيرة الكندية لدى البلاد عاليا مواني إن «العالم يتغير بسرعة، ودرجات الحرارة ترتفع، والمياه تزداد ملوحة، ونحن بحاجة إلى تغيير سلوكنا للتأكّد أننا نحمي أرضنا، والأطفال جزء مهم جداً من ذلك، وغالباً ما يكون الأطفال محفزين للتغيير في أسرهم ومجتمعاتهم، ولهذا السبب أتى نحو 60 طفلاً من المجتمع الكندي ومن الكويت للمشاركة في هذا النشاط، وزرعوا واستمعوا إلى قصة عن العمل المناخي، وشعروا أنهم يساهمون ويقدّمون أفكاراً حول ما يمكنهم القيام به».
وتابعت: «في كل عام عندما نعود إلى الشامية لحضور هذا الحدث، نرى أن محمية الشامية أصبحت أكثر خضرةً، فهم يقومون بالمزيد من الأنشطة، ولهم تأثير على المجتمع وعلى جميع أنحاء الكويت».
وقالت مواني: «نحن نشهد زيادات في حرائق الغابات بكندا، حيث نرى ارتفاعًا في درجات الحرارة. وفي الكويت، من الواضح أننا نشهد تأثيرًا كبيرًا لتغير المناخ، فهذه مشكلة عالمية، ولهذا السبب نحن هنا كشراكة، لأننا نعلم أننا نحتاج حقًا إلى العمل معًا، وأعتقد أن الأمور أصبحت أكثر نشاطاً في الكويت».
أميرة الحسن
من ناحيتها، قالت رئيسة بعثة «موئل» لدى الكويت والخليج العربي أميرة الحسن، إن «هذه الفعالية هي الثالثة لنا مع السفارة الكندية».
وأشارت إلى أنه «في ظل التغيرات المناخية العالمية الحالية، نحن هنا لا نزرع فقط الشجر ولكن نزرع الفكرة في أذهان الأطفال، ونعلمهم منذ الطفولة كيف يزرعون في بيئة صحراوية قاحلة تفتقر إلى المواد الغذائية العضوية تختلف عن الدول ذات التربة الخصبة والمناخ الجيد». وقالت: «الكويت بلد صحراوي يفتقر إلى المياه العذبة، وأيضا التربة تفتقر إلى المواد العضوية، لذا علينا أن نختار بعناية النباتات الصالحة لهذه التربة، والتي ستستدام زراعيا، فالمسألة ليست الزراعة اليوم إنما بقاؤها لأطول فترة ممكنة واستدامة الخضراوات والتخضير في الكويت».
وأعربت الحسن عن سعادتها للتعاون مع السفارة الكندية، مشدّدة على أهمية الشراكة مع هيئة الشباب، والهيئة العامة للتعليم التطبيقي، والهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، معتبرة أنهم «من أكبر الداعمين لنا، إضافة إلى وزارة الخارجية، كذلك لا يسعني أن إلى ان أذكر دور الإعلام الذي يغطي حملاتنا».
وأشادت بالحضور الدبلوماسي الواسع في معظم فعاليات (موئل)، وحيّت السفراء، وخصّت بالذكر عميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان زبيد الله زبيدوف الداعم الأكبر لكل نشاطاتنا.
انتصار تقي
بدورها، قالت مسؤولة مراكز محافظة العاصمة في الهيئة العامة للشباب، انتصار تقي، إن «الهيئة حريصة على الشراكة وعلى التعاون مع كل الجهات بالدولة، وهذا النشاط مع السفارة الكندية فيما يخص التخضير يهدف لمشاركة الشباب والأطفال في توسيع البقعة الخضراء، والتقليل من البقعة الصحراوية، والهيئة العامة للشباب تحتضن وجود السفارة مع أعضائها صغاراً وكباراً في هذه الفعالية الجميلة، بمشاركة المواطنين، وبمشاركة جميع فئات المجتمع».
وتابعت: «بدأنا نلمس توعية كبيرة عند الأطفال وعند الشباب، وهذا هو دورنا ودور الجهات الحكومية، في تبنّي وتوفير المساحة لمثل هذه الأنشطة، لأنه بالنهاية نحن نريد أن نغرس هذه الأفكار الممتازة، وهذه الثقافة في المحافظة على البيئة في نفوس الأطفال، فهذا كان دورنا ووجود السفارة الكندية يعتبر شيئا إيجابيا وجميلا».
أديبة الفهد
من جهتها، دعت عضوة مؤسسة في «محمية مركز شباب الشامية» أديبة الفهد، شعوب الأرض «لكي تعيش بسلام، وأن تعمل للمحافظة على كوكبنا لمصلحة أحفادنا، لأن هذا الكوكب تدمّر بسبب النشاط البشري الخطأ، فالمطلوب أن يكون لدينا وعي منذ الصغر».
وقالت: «لدينا في الكويت جهود فردية للأعمال التطوعية، وأتمنى أن تكبر هذه الجهود وتتحد ويصبح لها تأثير أقوى».
وتابعت: «وبسبب القصور الذي رأيته اتجهنا إلى المدارس الحكومية وإلى الحدائق العامة، وبدأنا الزراعة فيها بالتعاون مع فرق أخرى».
وعن الدعم الحكومي، أكدت الفهد أن «الهيئة العامة للشباب فتحت لنا الأبواب منذ 2017، ووفرت لنا هذه الأرض الجميلة، والماء والكهرباء، ولا يمكننا أن نشيّد حديقة مجتمعية بالاتّكال على الدولة، ولكننا تعاونا معاً ونجحنا، لذلك نحن نتعامل مع الفرق التطوعية الجادة التي تكون هدفها، أول شيء، حماية البيئة الكويتية».أما عن رسالتها للعائلات، فقالت: «اشتغلوا لمستقبل أخضر لأبنائكم، كما أدعوا الأطفال للمشاركة في التغيير على غرار ما فعلت الفتاة السويدية غريتا تونبرغ، التي فتحت أعين العالم على الخطر الحقيقي المحدّق بالبيئة».
ودعت الفهد إلى إدخال التوعية البيئية في المناهج الحكومية، لأن العمل المناخي بإمكانه أن يدخل بكل تفصيل في حياتنا اليومية».
أنشطة للأطفال
شهد اليوم التوعوي أنشطة للأطفال وأسرهم، بينها «المطاردة المستدامة للنفايات»، و«مشروع الإبهام الأخضر»، و«القصص المجتمعية والبيئية» التي روتها السفيرة الكندية لدى البلاد عاليا مواني للأطفال. وذكر بيان السفارة أن «الهدف من هذا التعاون الفريد تقديم أنشطة غنية تحفز خيال المواطنين الشباب وأسرهم، مما يضع الأساس لمستقبل حضري أكثر استدامة وشمولاً».
3 سيدات
تم إنشاء محمية الشامية عام 2017 على يد كل من: أديبة الفهد، ونهى الخرافي، ومزنة المطيري، اللاتي جمعهن حب المساحات الخضراء، ونشر الثقافة البيئية والزراعية، وتوعية أفراد المجتمع بأهمية ذلك.