انتزعت إسبانيا صدارة المجموعة الرابعة من ضيفتها الدنمارك، عندما تغلبت عليها بشق الأنفس 1-0 في مورسيا، ووضع كريستيانو رونالدو البرتغال على مشارف ربع النهائي بقيادتها إلى الفوز الثالث توالياً في المجموعة الأولى، وكان على حساب مضيفتها بولندا 3-1 في وارسو في الجولة الثالثة من المستوى الأول لمسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.
وفي المجموعة الأولى أيضاً، عززت كرواتيا آمالها في بلوغ ربع النهائي عندما قلبت الطاولة على ضيفتها اسكتلندا بفوز 2-1.
في المباراة الأولى، تدين إسبانيا، حاملة اللقب وبطلة كأس أوروبا، بفوزها والنقاط الثلاث إلى لاعب وسط ريال سوسييداد مارتن زوبيمندي، الذي سجل هدف اللقاء الوحيد مفتتحاً رصيده التهديفي في مباراته الـ 13 بقميص منتخب بلاده (79).
وتقدم منتخب «لا روخا» إلى صدارة المجموعة برصيد 7 نقاط بفارق نقطة عن الدنمارك المتصدرة السابقة، التي مُنيت بخسارتها الأولى بعد فوزين متتاليين.
وخاضت إسبانيا، التي سقطت في فخ التعادل السلبي أمام صربيا في مستهل مبارياتها قبل أن تسحق سويسرا 4-1 في الثانية، أول مباراة على أرضها بعد إحرازها لقب كأس أوروبا للمرة الرابعة في تاريخها هذا الصيف في ألمانيا.
وافتقد مدربها لويس دي لا فوينتي إلى الكثير من كوادره الأساسية أبرزهم داني أولمو ورودري وداني كارفاخال وفيران توريس للإصابة، وروبان لو نورماند الموقوف.
بدوره، غاب عن تشكيلة المدرب مورتن فيخورست، الذي خلف كاسبر هيولماند بعد الخروج من ثمن النهائي أمام ألمانيا في كأس أوروبا، لاعبون عدة أبرزهم كريستيان نورغارد ويواكيم أندرسن.
وفي المجموعة ذاتها، رفعت صربيا رصيدها في المركز الثالث إلى أربع نقاط بافتتاح غلتها من الانتصارات على حساب سويسرا متذيلة الترتيب 2-0 سجلهما نيكو إلفيدي (45+1 خطأ في مرمى منتخب بلاده) وألكسندر ميتروفيتش (61).
رونالدو يواصل هوايته التهديفية
وفي المباراة الثانية، وضع مهاجم النصر السعودي المخضرم رونالدو 39 عاماً البرتغال، بطلة النسخة الأولى، على مشارف ربع نهائي بقيادتها إلى فوزها الثالث تواليا وكان على حساب مضيفتها بولندا 3-1.
وحسمت البرتغال نتيجة المباراة في شوطها الأول بتسجيلها الهدفين عبر برناردو سيلفا (26) ورونالدو (37) الذي هز الشباك للمرة الثالثة توالياً في المسابقة هذا الموسم رافعاً رصيده إلى 11 هدفاً في مختلف المسابقات، وغلته الدولية إلى 133 في 213 مباراة وإلى 906 أهداف في مسيرته.
وسجل بيوتر جيلينسكي هدف الشرف لبولندا (78)، لكن مواطنه يان بدناريك أعاد الفارق إلى سابق عهده بتسجيله الهدف الثالث للضيوف بالخطأ في مرمى منتخب بلاده (88).
وعززت البرتغال موقعها في الصدارة بالعلامة الكاملة وبرصيد تسع نقاط بفارق ثلاث نقاط أمام كرواتيا، التي فضّت شراكة المركز الثاني مع بولندا بعدما رفعت رصيدها إلى ست نقاط بفوزها على اسكتلندا 2-1.
كرواتيا تعزز آمالها
وعززت كرواتيا، الوصيفة، حظوظها عندما قلبت تخلفها أمام ضيفتها اسكتلندا إلى فوز 2-1 في زغرب.
وكانت اسكتلندا البادئة بالتسجيل عبر راين كريستي (33)، وردت كرواتيا بهدفي إيغور ماتانوفيتش (36) وأندري كراماريتش (70).
وهو الفوز الثاني توالياً لكرواتيا بعد الأول على بولندا (1-0) مقابل خسارة واحدة كانت أمام البرتغال
(1-2)، فيما مُنيت اسكتلندا بخسارتها الثالثة توالياً وبقيت في المركز الأخير من دون رصيد.
وتقدمت اسكتلندا عندما توغل بن دوك داخل المنطقة ومرّر كرة عرضية أخطأ لوكا سوتشيتش في إبعادها فتهيأت أمام كريستي، الذي سددها من مسافة قريبة حاول المدافع دويي تشاليتا تشار إبعادها من على خط المرمى، لكنها اصطدمت بقدمه ودخلت المرمى (33).
وأدركت كرواتيا التعادل بتسديدة لماتانوفيتش من مسافة قريبة على يمين الحارس غوردون (36).
ومنح كراماريتش الفوز لكرواتيا برأسية من مسافة قريبة إثر كرة مرتدة من الحارس غوردون بعد تسديدة قوية «على الطاير» لسوتشيتش بيسراه بعد تمريرة عرضية من بيريشيتش.
كندوسن: سجلوا هدفهم بعد «خطأ هجومي»
ذكر مدرب منتخب الدنمارك لكرة القدم لارس كندوسن أن الهدف الذي سجلته إسبانيا في منتخبه (1-0) في مورسيا سبقه «خطأ هجومي»، مشيرا إلى أنه «عندما تلعب مع بطل أوروبا من الصعب فعل ما تريده بالملعب».
وقال كندوسن، في مؤتمر صحافي عقب الخسارة التي تعرض لها، إن الهدف الوحيد كان من الممكن إلغاؤه لما اعتبره خطأ هجوميا، مضيفا: «في تلك اللقطة شاهدنا عرقلة بالكتف على الكتف، وأعتقد أنها كانت خطأ سابقا للهدف، ولكن كان قرار الحكم بالاستمرار ويجب أن نتقبله».
دي لا فوينتي سعيد بالأداء والانتصار
ثمن لويس دي لا فوينتي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا لكرة القدم، تحقيق الانتصار مع تقديم أداء جيد في نفس الوقت، على الرغم من كثرة الغيابات، في مواجهة الدنمارك ضمن منافسات الجولة الثالثة من دوري الأمم الأوروبية، والتي انتهت بفوز «لاروخا» بهدف دون رد.
وقال دي لا فوينتي: «في الشوط الأول افتقرنا إلى القدرة على التعامل مع الكرة بعض الشيء وتحريكها بشكل أسرع أمام خصم جيد جدا ويصعب عليك الأمور، لكن في الشوط الثاني دخلنا بطريقة مختلفة، وقمنا بتمريرات بسرعة أكبر والتغييرات أعطتنا المزيد من الطاقة».
وقدر المدرب حقيقة أن الفريق قدم أداء جيدا، وحقق الفوز على الرغم من الغيابات العديدة نتيجة الإصابات، مبرزا المستوى الذي قدمه أولئك الذين لعبوا، وتحدث عن العديد من اللاعبين الذين استدعاهم، ومن بينهم مارتن زوبيميندي، بديل رودري هيرنانديز الغائب بسبب إصابة طويلة، والذي تألق وسجل هدف الفوز في مواجهة الدنمارك.
وعن صاحب الـ25 عاما، أبرز مدرب المنتخب أن «مارتن هو قيمة مؤكدة، إنه شاب يتميز بالهدوء ويعطيك كل ما تطلبه ويتمتع بموهبة رائعة، لم يسجل العديد من الأهداف ولكن معنا بدأ في تطوير نفسه، ونأمل أن يستمر على هذا المنوال. إنه ثاني أفضل لاعب بالعالم في مركزه».
وحول المهاجم ألفارو موراتا، قائد المنتخب، أكد أنه «كان متميزا وافتقد التهديف في الفرص التي أتيحت له، وكان ذلك بسبب تدخلات حارس مرمى المنافس»، مضيفا: «لقد قدم مباراة رائعة، إنه أحد أفضل اللاعبين في مركزه».
ميرينو يشيد بالدور القيادي لموراتا
أبدى ميكيل ميرينو، لاعب المنتخب الإسباني، سعادته باستمرار ألبارو موراتا (31 عاما) مع «لا روخا»، بعد الشكوك التي أثيرت حول استمراريته في كأس اليورو 2024، وأكد أن زميله عنصر «أساسي» داخل غرفة تبديل الملابس من خلال دوره كقائد.
وقال مورينو: «إنه فتى ساحر، ومهم جدا في غرفة خلع الملابس. لقد أظهر ذلك على مدار سنوات عديدة. هو المسؤول عن الإدلاء بتصريحات قبل المباريات، وتحفيز الناس، وكثيرا يكون صادقا ويخبرنا بمدى أهميتنا بالنسبة له وهو كذلك بالنسبة لنا، إنه أحد اللاعبين المخضرمين، والقائد الذي يجعل مهمتنا أسهل. نحن سعداء جدا لأنه لا يزال معنا»، وذلك في تصريحات عقب فوز إسبانيا على الدنمارك بهدف دون رد في مورسيا (إسبانيا) ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية.
وعاد ميرينو (28 عاما)، لاعب نادي أرسنال الإنكليزي، إلى المنتخب الإسباني بعد غيابه مؤخرا بسبب الإصابة، وأبرز فوز «لا روخا» المستحق على الدنمارك.
وأضاف: «هذا النوع من المباريات من الصعب جدا خوضه أمام فريق يلعب بطريق 5-4-1، مع صعوبة إيجاد المساحات. إنها مباريات تُحسم بالتفاصيل، لكن الفريق كان لديه الصبر والنضج لاختيار اللحظات المناسبة وفي النهاية جاء الهدف، الذي أظهر أنه على الرغم من كون الفريق يافعا، فإنه ناضج جدا».
وأضاف: «إذا كان هناك شيء جيد في هذا الفريق فهو أنه يضم العديد من اللاعبين رفيعي المستوى. الأساسيون والبدلاء وحتى أولئك الذين لم يأتوا. لدينا فريق مذهل، ونحن نعرف ذلك منذ فترة طويلة والعالم شاهد ذلك في كأس أمم أوروبا، عليك أن تفهم الأدوار وعندما يحين دورك في الخروج، تبذل قصارى جهدك».