الأرجنتين وكرواتيا صراع المهارات والروح القتالية
يتواجهان اليوم في الدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022
مواجهة من العيار الثقيل تجمع منتخبي الأرجنتين المتخم باللاعبين المهاريين وفي مقدمتهم ليونيل ميسي، وكرواتيا المكتظة باللاعبين القتاليين بقيادة لوكا مودريتش.
يسعى المنتخبان الأرجنتيني والكرواتي إلى تحقيق غايتهما ببلوغ المباراة النهائية لمونديال قطر 2022، وذلك عندما يلتقيان اليوم على استاد لوسيل في نصف نهائي المسابقة.
وسيكون «راقصو التانغو» أمام فرصة لكسر احتكار «القارة العجوز» للقب منذ 2006، إذ هيمنت المنتخبات الأوروبية على النسخ الأربع الماضية بتتويج إيطاليا في 2006، وإسبانيا بـ 2010، وألمانيا في 2014، وفرنسا بـ 2018، والتي لا تزال تمتلك فرصة الدفاع عن لقبها عندما تواجه منتخب المغرب (أسود الأطلس) في نصف النهائي غداً.
وتبدو الكفة متساوية قبل مواجهة اليوم، إذ يقدم المنتخب الأرجنتيني مستويات ونتائج منطقية وضعته على رأس المرشحين للفوز بالبطولة قبل بدايتها، وقد وصل إلى نصف النهائي بعد أن أطاح منتخباً أوروبياً كبيراً (هولندا) بركلات الترجيح في ربع النهائي، بينما أثبتت كرواتيا أنها من الكبار بعد أن كانت طرفاً في نهائي مونديال النسخة الماضية، لتعود وتبلغ نصف نهائي مونديال الدوحة بعد إطاحتها العملاق البرازيلي في ربع النهائي.
لذا تبقى جميع الاحتمالات متاحة في مواجهة اليوم، والتي غالباً ما تحسمها التفاصيل الصغيرة، كما هي مباريات خروج المغلوب التي تجمع بين الفرق المتقاربة في المستوى.
وفي تفاصيل الخبر:
يقف المنتخب الكرواتي «الشجّاع» وقائده المخضرم لوكا مودريتش بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وفرصته الأخيرة، لمنح بلادها لقبها الأول منذ 1986، حين يتواجهان اليوم على ملعب لوسيل في نصف نهائي مونديال 2022.
عندما دخلت كرواتيا نهائيات النسخة الثانية والعشرين كانت خارج الحسابات، لاسيما أن معظم نجومها الذين قادوها لنهائي عام 2018 تقدموا في العمر، وعلى رأسهم القائد مودريتش «37 عاماً».
لكن رجال المدرب زلاتكو داليتش خالفوا التوقعات وقادوا البلاد إلى نصف النهائي الثالث في 6 مشاركات بعدما عرفوا كيف يديرون مباراتي ثمن وربع النهائي بروح قتالية عالية سمحت لهم بتعويض تخلفهم أمام اليابان ثم أمام البرازيل في الوقت الإضافي، قبل أن يحسموا الأمور بركلات الترجيح بفضل الحارس المتألق دومينيك ليفاكوفيتش.
طريق التأهل
فبعد مشوار «هادئ» إلى حد كبير في دور المجموعات، حيث تأهل رجال داليتش في المركز الثاني ضمن منافسات المجموعة السادسة خلف المغرب بتعادلين وانتصار، جاء دور ليفاكوفيتش ليفرض نفسه بطلاً في الدور ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح.
صد ابن الـ 27 عاماً ثلاث ركلات ترجيحية للمنتخب الآسيوي الذي سطر إنجازين في دور المجموعات بفوزه على البطلين السابقين المنتخبين الألماني والإسباني بنتيجة واحدة 2-1، وحرمه من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
ووقعت كرواتيا «الهَرِمة» على البرازيل في ربع النهائي، فرأى كثر أنها مباراة في متناول نيمار ورفاقه.
لكن لاعبي داليتش عرفوا كيف يتعاملون مع الضغط ونجحوا في جر «سيليساو» الى ركلات الترجيح، مانحين حارس دينامو زغرب فرصة جديدة للعب دور البطل، فكان على الموعد منذ الركلة الترجيحية الأولى التي نفذها نجم ريال مدريد الإسباني رودريغو.
وهذه الركلة الترجيحية الضائعة تركت أثرها الكبير على لاعبي المدرب تيتي، موازاة مع نجاح الكروات في تنفيذ ركلاتهم الترجيحية الأربع الأولى، فوصل قلب دفاع باريس سان جرمان ماركينيوس وهو تحت ضغط كبير، إدراكاً منه أن عليه التسجيل وإلا فسينتهي الحلم بلقب أول منذ 2002 وسادس في تاريخ العملاق الأميركي الجنوبي.
لكن الرهبة التي خلفّها ليفاكوفيتش بدت جلية تماماً على عيني المدافع البرازيلي الذي حطم آمال بلاده بمواصلة الحلم بعدما سدد في القائم الأيسر، مطلقاً فرحة كرواتية مجنونة، فيما غرق زملاؤه والجماهير البرازيلي بالدموع.
وللأرجنتين سلاحها أيضاً
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم الثلاثاء هل سينضم ميسي الى صديقه العزيز وزميله في سان جرمان نيمار؟
المهمة الكرواتية لن تكون سهلة بالتأكيد، إذ إن جر فريق المدرب ليونيل سكالوني الى ركلات الترجيح قد لا تثمر لأن أبطال العالم مرتين يملكون في صفوفهم سلاحاً مماثلاً بشخص إميليانو مارتينيس الذي كان بطل التأهل لدور الأربعة بصده ركلتين ترجيحيتين للمنتخب الهولندي في انجاز كبير ضد فريق كان مستعداً لما يعتبر ركلات الحظ من خلال الاعتماد على التكنولوجيا والعلم.
وبالنسبة ميسي الذي أظهر أمام هولندا غضباً غير مألوف في مسيرة ابن الـ 35 عاماً ما يؤكد حجم اندفاعه لتحقيق حلم منح الأرجنتين لقبها الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها.
سيناريو 2018 بعيد المنال
ويعود الطرفان بالذاكرة الى مونديال 2018 حين تواجها في دور المجموعات، ووقتها حققت كرواتيا فوزاً بعيد المنال تماماً في النسخة الحالية، إذ اكتسحت العملاق الأميركي الجنوبي بثلاثية نظيفة سجلها أنتي ريبيتش ومودريتش وإيفان راكيتيتش.
وفي حينها، تصدرت كرواتيا المجموعة بتسع نقاط كاملة، واضطر ميسي ورفاقه الى الانتظار حتى الجولة الختامية لحسم تأهلهم بالفوز على نيجيريا 2-1.
وفي هذه النسخة، انتظر الأرجنتينيون أيضاً حتى الجولة الأخيرة لحسم التأهل بعد السقوط الصادم افتتاحاً أمام السعودية (1-2).
وعندما وصلت كرواتيا الى نصف النهائي عام 1998 في مشاركتها المونديالية الأولى بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا، مرت أيضاً بالأرجنتين، لكن النتيجة كانت حينها لمصلحة «ألبيسيليتسي» بهدف سجله إيكتور بينيدا في دور المجموعات.
ميسي ومودريتش
لكن موقعة الثلاثاء في لوسيل ترتدي أهمية أكبر بكثير بالنسبة للمنتخبين، لأن بطاقة النهائي على المحك حيث يسعى ميسي الى تكرار سيناريو 2014 حين قاد بلاده الى المباراة الختامية للمرة الخامسة في تاريخها بعد 1930 و1978 و1986 و1990، على أمل أن ينجح في تعويض ما فاته قبل ثمانية أعوام حين سقط أمام الألمان صفر-1.
وعلى غرار ميسي الذي يخوض على الأرجح النهائيات الأخيرة، يمني مودريتش النفس بأن تكون مشاركته المونديالية الأخيرة مماثلة لعام 2018 حين وصل ببلاده الى النهائي قبل الخسارة أمام فرنسا 2-4.
داليتش بين العشق المطلق والتشهير
كسب مدرّب كرواتيا زلاتكو داليتش الاحترام له ولفريقه، بعد قيادته منتخب «المتوهجين» إلى وصافة مونديال 2018، ثم بلوغ نصف نهائي نسخة قطر 2022 على حساب البرازيل المرشّحة بقوّة لاحراز اللقب.
كان داليتش (56 عاماً) حلّ محل أنتي كاتشيتش في خريف 2017، غداة تعادل كرواتيا على أرضها مع أيسلندا (1-1)، وقبل يومين من مباراة حاسمة للتأهل لكأس العالم الروسي وبصفة المدرب المؤقت.
اختير لعدم وجود أي شخصية أفضل لمجموعة معتادة على الأسماء الرنانة امثال ميروسلاف بلاجيفيتش (كان داليتش مساعداً له في فارتكس فاراجدين لمدة عامين)، أو سلافن بيليتش أو نيكو كوفاتش.
داليتش عضو في الجالية البوسنية الكرواتية ومتعلق بالمنتخب الوطني. لا يملك في سيرته الذاتية سوى منصب مساعد مدرب الأشبال، العديد من الأندية الكرواتية الصغيرة، وتجربة وجيزة في ألبانيا ثم في الخليج مع الهلال السعودي والعين الإماراتي.
ولم تكن مسيرته كلاعب مبهرة أيضاً، لكنه كان يستعد لدخول معترك التدريب كما يتذكر زميله في صفوف فارتكس دافور فوغرينيتش «في كل مرة كنا نغادر الملعب، كان يدوّن ملاحظاته على دفتر بكل ما نقوم به خلال اليوم».
ويتمتع داليتش بقوة هائلة: إيمان لا يتزعزع في مصيره، ونجح في مونديال 2018، بفرض سلطته على اللاعبين والاتحاد والإعلام بطرد أحد نجوم «فاتريني» المهاجم نيكولا كالينيتش الذي رفض مشاركته كبديل في المباراة الأولى.
في المباراة التالية، تفوّق فريقه على الأرجنتين 3-0. كانت بداية قصة رائعة حتى خسر النهائي أمام فرنسا. بالإضافة إلى هذه الملحمة، بنى داليتش شعبيته.
عندما عاد المنتخب الكرواتي بعد أن حلّ وصيفاً لمونديال 2018، استقبله 500 ألف شخص في زغرب. لم يحدث هذا الأمر منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1994 في خضم حرب الاستقلال.
في عام 2020، عندما تراجعت نتائج المنتخب، تقول صحيفة «يوتارنيي ليست» إن المدرب انتقل من «العشق المطلق، إلى الدروس، عدم الثقة، النقد وحتى التشهير الكامل». لكن داليتش لم يغيّر نهجه وبدأ عملية التجديد الذي أصبح حتمياً بسبب التقاعد الدولي للمؤثرين المهاجم ماريو ماندزوكيتش ولاعب الوسط إيفان راكيتيتش أو حارس المرمى دانيال سوباشيتش.
بنى فريقه الجديد حول كبار السن (مودريتش، وديان لوفرين، وإيفان بيريشيتش)، اختار حارساً شاباً يدعى دومينيك ليفاكوفيتش، والمهاجمين نيكولا فلاشيتش وبرونو بتكوفيتش، والمدافع يوشكو غفارديول أحد اكتشافات البطولة الحالية.
وفي المؤتمر الصحافي رد دالتيش على انتقاد أسلوب لعب فريقه مقارنة بما قدّمه في 2018، وشدّد على أنه لا يرغب بتوقّف المشوار عند نصف النهائي. وقال داليتش «نحن من بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. هذا نجاح مذهل لكرواتيا لكننا نريد المزيد».
وتابع «نحن نلعب ضد منتخب أرجنتيني عظيم، فريق رائع بقيادة ليونيل ميسي. قمنا بتحليل خصمنا ونعرف كيف يلعبون، أين يريدون الذهاب بالمباراة. أنا متفائل بطبيعتي وأنا أثق في لاعبيّ. لديهم شخصية رائعة ولم يكن ليصلوا إلى نصف النهائي لولا ذلك».
ولدى سؤاله عما إذا كانت المباراة ضد الأرجنتين ستكون الأعظم في مسيرته، أجاب «بالنسبة لي، كانت مباراة نصف النهائي ضد إنكلترا (في 2018) الأعظم على الإطلاق والبرازيل تأتي في المركز الثاني (ربع نهائي النسخة الحالية)، هذه المباراة ستكون الثالثة».
وتابع «لتكرار هذا الإنجاز (الوصول الى النهائي) على المسرح العالمي، إذا فزنا على الأرجنتين فسيجعلها أعظم مباراة لكرواتيا في التاريخ».
واعتبر أن المنتخب الكرواتي جعل الوصول إلى النهائي «حلماً يتحقق لجميع البلدان الصغيرة. أعطينا هذه البلدان الحق في أن تكون لديها تلك الأحلام».
سكالوني: ستكون مباراة صعبة
رفض مدرب المنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني المقارنة بين الخسارة القاسية أمام كرواتيا في دور المجموعات عام 2018، والمواجهة المرتقبة اليوم بين الطرفين في نصف نهائي مونديال قطر.
ويعود الطرفان بالذاكرة اليوم (الثلاثاء) على ملعب لوسيل إلى مونديال 2018 حين تواجها في دور المجموعات، ووقتها حققت كرواتيا فوزاً بعيد المنال تماماً في النسخة الحالية، إذ اكتسحت العملاق الأميركي الجنوبي بثلاثية نظيفة سجلها أنتي ريبيتش ولوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش.
نقاط كاملة
في حينها، تصدّرت كرواتيا المجموعة بتسع نقاط كاملة في طريقها إلى النهائي الذي خسرته أمام فرنسا، واضطر ليونيل ميسي ورفاقه الى الانتظار حتى الجولة الختامية لحسم تأهلهم بالفوز على نيجيريا 2-1.
مباراة صعبة
وعشية اللقاء الذي سيكون إعادة أيضاً لمواجهة دور المجموعات عام 1998 (فازت الأرجنتين 1 - صفر) حين وصلت كرواتيا إلى نصف النهائي في مشاركتها المونديالية الأولى بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا، قال سكالوني: «نتوقع مباراة صعبة ضد فريق جيد حقاً. إنهم فريق بكل ما للكلمة من معنى. يلعبون كفريق وسيجعلون الأمور صعبة».
لدينا خبرة
لكن سكالوني رد على المقارنات مع المباريات السابقة بين الطرفين، وقال: «لا أعتقد أنه يمكننا الدخول في مقارنات مع كأس العالم السابقة، لكنني مقتنع بأنهم فريق جيد حقاً. ستكون مباراة صعبة».
وعن مقاربته لمواجهة اليوم، أكد سكالوني أنه «لن نغيّر الطريقة التي نفكر بها. الجميع يعلم انها مباراة في كرة القدم، ونقدم كل شيء على أرضية الملعب. في بعض الأحيان قد يكون الحظ الى جانبك وفي أحيان أخرى لا، إنها مباراة حاسمة لاسيما بالنسبة لشعبنا».
وعن قيادة ميسي في ما سيكون غالباً النهائيات العالمية الأخيرة له، قال سكالوني: «سنرى ما إذا كان سيواصل اللعب أم لا، وما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في الاستمتاع بمشاهدته يلعب كرة القدم».
وتابع «بلدنا بأكمله يدعمنا، لكن الطريق ما زال طويلاً. نحتاج الى التركيز بالكامل على مباراة نصف النهائي، ستكون مباراة صعبة».
ميسي الغاضب شخصية مختلفة
قد يرى كثيرون أن ما بدر عن ليونيل ميسي، بعد فوز الأرجنتين على هولندا، غير مألوف بالنسبة للاعب لطالما عُرِف برباطة جأشه في أصعب الظروف، لكن يمكن تفسير ما حصل، الجمعة، في ملعب لوسيل، بغضب قد يغذي تعطشه لمعانقة الكأس، بعدما أظهر «أرجنتينيته» أكثر من أي وقت مضى.
لطالما أُخِذ على ميسي أنه عجز لأعوام طويلة عن نقل تألقه على صعيد الأندية إلى المنتخب الوطني، لكنه نجح أخيراً في فك النحس الذي لازمه بإحراز لقبه الأول بألوان بلاده من خلال الفوز بكوبا أميركا 2021.
لكن، وكما حال جميع اللاعبين، تبقى كأس العالم الحلم الأسمى. وبما أنه في الخامسة والثلاثين من عُمره، دخل نجم باريس سان جرمان الفرنسي الحالي وبرشلونة الإسباني سابقاً، المونديال القطري عازماً أكثر من أي وقت مضى على نيل اللقب، الذي أفلت منه عام 2014، حين خسر ورفاقه النهائي أمام ألمانيا.
وبعد صدمة السقوط أمام السعودية (1-2) افتتاحاً، نجح ميسي في إعادة منتخب بلاده إلى الطريق الصحيح، وحمله إلى الدور ثُمن النهائي، وبعدها إلى ربع النهائي، حيث تواجهوا السبت مع المنتخب الهولندي.
وبدا فريق المدرب ليونيل سكالوني في طريقه لحسم تأهله، بعدما افتتح ناهويل مولينا التسجيل بتمريرة متقنة من ميسي، قبل أن يضيف الأخير الهدف الثاني من ركلة جزاء.
لكن الحياة عادت للهولنديين، بفضل البديل فاوت فيغهورست، الذي قلص الفارق (83) من كرة رأسية رائعة، ثم خطف هدف التعادل في الدقيقة 11 من الوقت بدل الضائع، إثر ركلة حرة ماكرة.
احتكم الفريقان بعدها إلى التمديد، وهناك بدأ التشنج والالتحامات في معركة فتح «فيفا» تحقيقاً فيها، بعدما شهدت بالمجمل 18 بطاقة صفراء طالت حتى الطاقمين التدريبيين واللاعبين الجالسين على مقاعد البدلاء، وبينهم نجم هولندا دنزل دامفريس، الذي نال بطاقة حمراء في الثواني الأخيرة.
وبعد انتهاء المعركة البدنية على أرضية الملعب، التي شهدت في النهاية فوزاً أرجنتينياً بركلات الترجيح، انتقلت المواجهات والاستفزازات إلى جانب الملعب، حيث توجه ميسي صوب دكة بدلاء هولندا، لمواجهة المدرب لويس فان غال، لأنه «قلل من احترامي»، وفق ما أفاد النجم الأرجنتيني.
«فان غال قلل من احترامي»
وقال ميسي: «أشعر أن فان غال قلل من احترامي، بعد الذي أدلى به قبل المباراة، كما أن بعض اللاعبين الهولنديين ثرثروا كثيراً خلال المباراة».
ويتحدث ميسي هنا عما قاله فان غال عشية المواجهة بشأن النجم الأرجنتيني الذي يفعل القليل من أجل الفريق عندما لا تكون الكرة بحوزته.
ورد ميسي، الجمعة: «يروّج فان غال بأنه يلعب كرة جميلة، ثم يضع مهاجمين في منطقة الجزاء، ويبدأ في لعب الكرات الطويلة باتجاههم».
ولم تنتهِ المناوشات والاستفزازات في أرضية الملعب، بل انتقلت إلى المنطقة الإعلامية المختلطة، حيث ظهر ميسي خلال مقابلة مع قناة «تي واي سي سبورتس» الأرجنتينية وهو يتوجه إلى لاعب هولندي ما بالقول: «إلى ماذا تنظر أيها الغبي؟ اذهب من هنا أيها الغبي. اذهب بعيداً»، وسط ذهول الصحافي الذي توجه للنجم الأرجنتيني، قائلاً: «هدئ من روعك ليو، هدئ من روعك».
وتبيَّن لاحقاً أن كلام ميسي موجَّه لفيغهورست، الذي بدا وكأنه يحاول الوصول إلى الأرجنتيني من أجل تبادل السلام معه، لكن الطريق لم يكن سالكاً بتاتاً، إذ انهال عليه الأرجنتينيون بالشتائم، وبينهم الهداف السابق سيرخيو أغويرو، الذي ظهر في فيديو وهو يتوجه للهولندي قائلاً بالإنكليزية: «اخرس، اخرس».
وعندما فسّر الهولندي العملاق ما كان يريده، بدا أن مهاجم إنتر الإيطالي لاوتارو مارتينيز، صاحب الركلة الترجيحية التي حسمت الفوز لبلاده، الأكثر دبلوماسية، وقام بتهدئة الهولندي، ومد يده له قبل أن يلحق به.
بالنسبة لميسي، «أظهرت الأرجنتين من مباراة إلى أخرى أنها تعرف كيف تلعب. لعبنا باندفاع ورغبة، وعرفنا كيف نتعامل مع اللحظات (المهمة) في المباراة».
الآن يتعيَّن على «البرغوث» التركيز مجدداً على أرض الملعب، وقيادة «التانغو» إلى المجد، وتحقيق اللقب الأهم في كرة القدم العالمية، لذا يجب تخطي عقبة كرواتيا أولاً، ثم انتظار المنافس في المباراة النهائية.
أورساتو حكماً لمواجهة الأرجنتين وكرواتيا
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس الأول إسناد مواجهة نصف النهائي الأولى في مونديال 2022 بقطر اليوم، بين الأرجنتين وكرواتيا، إلى الحكم الإيطالي دانييلي أورساتو.
وأدار الحكم المولود في فيتشينزا المباراة الافتتاحية للمونديال بين قطر والإكوادور (0-2)، وكذلك الأرجنتين والمكسيك (2-0) في دور المجموعات، وسيعاون صاحب الـ47 عاما في إدارة اللقاء، الذي يحتضنه ملعب لوسيل، مواطنيه تشيرو كاربوني وأليساندرو جيالاتيني، بينما سيكون الإماراتي محمد عبدالله حكما رابعا.
بيتكوفيتش: تركيزنا لا يقتصر على ليو
ذكر لاعب المنتخب الكرواتي برونو بيتكوفيتش أنه لا يعتقد أن فريقه سيجهز خطة خاصة لإيقاف الأرجنتيني ليونيل ميسي في نصف نهائي مونديال قطر 2022.
وقال اللاعب صاحب هدف التعادل أمام البرازيل في ربع النهائي: «ليست لدينا خطة أو فكرة فردية عن كيفية إيقاف ميسي. لن نصب تركيزنا على لاعب واحد فقط. لا أؤمن بأن خطتنا ستقوم على إيقاف شخص واحد. تمتلك الأرجنتين لاعبين جيدين جدا».
وأشار إلى أن السر وراء التفوق في ركلات الترجيح على اليابان في ثمن النهائي والبرازيل في ربع النهائي هو التحلي بالهدوء، متابعا: «يجيد كثيرون تسديد ركلات الترجيح، لكن السر في الهدوء وتحمل الضغط. لدينا أيضا حارسنا وهو شخص يمكنك أن تثق به دائما ويسهل لك حياتك».
واعترف مهاجم دينامو زغرب من ناحية أخرى بأن الهدف الذي سجله بالبرازيل هو «الأهم» في مسيرته، مضيفا: «الآن وبعد مرور بعض الوقت، أدرك معناه. لا أعرف ما إذا كنت سأقدر على معادلة هذا الشعور. أتمنى اختباره في نصف النهائي وربما ما بعده».
يورانوفيتش: سر نجاحنا التماسك والوحدة
أكد المدافع الكرواتي يوسيب يورانوفيتش، أن منتخب بلاده «عليه ألا يخشى أي فريق» قبل مواجهة الأرجنتين في المربع الذهبي لمونديال قطر 2022.
وقال في مؤتمر صحفي: السر في نجاحنا هو التماسك والوحدة، لسنا نلعب فقط كفريق، نلعب كعائلة، متحمسون للغاية لجعل بلادنا فخورة.
وكان يورانوفيتش أكد قوة وصلابة خط وسط المنتخب الكرواتي، وقال في هذا الصدد: نؤمن بأنفسنا، بإمكاني القول إننا نملك أفضل لاعبي وسط على الإطلاق.
مواجهة خاصة للحارسين ليفاكوفيتش ومارتينيز
بعدما كانا بطلي تأهل بلديهما للدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022، ستكون الأنظار شاخصة الثلاثاء في ملعب لوسيل على المواجهة المرتقبة بين الحارسين الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، والكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش، لاسيما إذا وصلت المواجهة لركلات الترجيح.
كان الجميع ينتظر أن يكون لوكا مودريتش النجم المطلق للمنتخب الكرواتي في مونديال قطر، فجاءت المساندة من الحارس المغمور ليفاكوفيتش الذي خطف الأضواء من الجميع.
وفرض ليفاكوفيتش نفسه بطلاً في ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح، حيث صد ابن الـ27 عاماً ثلاث ركلات للمنتخب الآسيوي، وحرمه من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
ثم جر لاعبو المدرب زلاتكو داليتش «السيليساو» الى ركلات الترجيح، فكان ليفاكوفيتش على الموعد منذ الركلة الترجيحية الأولى التي نفذها نجم ريال مدريد الإسباني رودريغو، وتصدى لها ببراعة، لتترك أثرها على لاعبي المدرب تيتي، وبدت الضربة التي خلفها الحارس جلية تماماً على عيني المدافع البرازيلي الذي حطم آمال بلاده بمواصلة الحلم بعدما سدد في القائم الأيسر.
وعندما كان ليفاكوفيتش شاباً، رأى بالحارس الإسباني إيكر كاسياس، بطل مونديال 2010، مثله الأعلى، من دون أن يحلم حتى بأن يكون على بعد خطوتين فقط من السير على خطى قائد ريال مدريد السابق والفوز باللقب العالمي.
وللأرجنتين «ديبو» مارتينيز
وتعول الأرجنتين بدورها على مارتينيز الذي رد بأفضل طريقة على ما وصفه «تعجرف» الهولنديين وتفاخرهم بأنهم قادرون على حسم المباراة في حال انتهاء وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل، من خلال صده ركلتين ترجيحيتين لرجال المدرب لويس فان خال.
وكان حارس أستون فيلا الإنكليزي البالغ من العمر 30 عاماً والملقب بـ«ديبو» تيمناً بشخصية كرتونية شهيرة في الأرجنتين «متأثراً. ما أفعله، أقوم به من أجل 45 مليوناً (أرجنتينياً) يمرون بأزمة اقتصادية سيئة».
ولم يحافظ الفوز على حلم ميسي بالحصول أخيراً على كأس العالم فحسب، بل جاء بعد ساعات فقط من خروج البرازيل من البطولة بركلات الترجيح أمام الكرواتيين.
في سن الخامسة والثلاثين، يعلم ميسي أنها ستكون كأس العالم الخامسة والأخيرة له.
ولكن كان من الممكن أن ينتهي كل شيء لولا مارتينيز الذي لعب أيضا دوراً رئيسياً في فوز الأرجنتين ببطولة «كوبا أميركا» 2021، ما أنهى فترة صيام عن الألقاب استمرت 28 عاماً في البطولة القارية. وأنقذ مارتينيز ثلاث محاولات في الفوز في نصف النهائي بركلات الترجيح على كولومبيا، قبل أن يتم اختياره أفضل حارس في البطولة، بعد أن حافظ على شباكه نظيفة في الفوز 1-0 على البرازيل المصيفة في المباراة النهائية.
وكشف ميسي بعد اللقاء المشحون الذي شهد 18 انذاراً ومشادات بالجملة بين المنتخبين «قلت له أنه كان وحشاً. كان ظاهرة».
كان الطريق طويلًا ومتعرجاً للوصول إلى القمة بالنسبة للاعب قضى 10 سنوات مع أرسنال الإنكليزي، قبل أن يجد أخيرا مكاناً له في صفوف استون فيلا.
وقضى مارتينيز وقته في أرسنال في الغالب على سبيل الإعارة في الدرجات الدنيا الإنكليزية، وبدا متجهاً نحو مسيرة هامشية، قبل أن يتعاقد معه استون فيلا مقابل 24.5 مليون دولار في سبتمبر 2020.
وأصبح حارس فيلا أساسياً، وبحلول نهاية ذلك الموسم ظهر كخيار أول للأرجنتين، حيث شارك لأول مرة بعد 10 سنوات من استدعائه لأول مرة.
(AFB,DPA,EFE)
وسيكون «راقصو التانغو» أمام فرصة لكسر احتكار «القارة العجوز» للقب منذ 2006، إذ هيمنت المنتخبات الأوروبية على النسخ الأربع الماضية بتتويج إيطاليا في 2006، وإسبانيا بـ 2010، وألمانيا في 2014، وفرنسا بـ 2018، والتي لا تزال تمتلك فرصة الدفاع عن لقبها عندما تواجه منتخب المغرب (أسود الأطلس) في نصف النهائي غداً.
وتبدو الكفة متساوية قبل مواجهة اليوم، إذ يقدم المنتخب الأرجنتيني مستويات ونتائج منطقية وضعته على رأس المرشحين للفوز بالبطولة قبل بدايتها، وقد وصل إلى نصف النهائي بعد أن أطاح منتخباً أوروبياً كبيراً (هولندا) بركلات الترجيح في ربع النهائي، بينما أثبتت كرواتيا أنها من الكبار بعد أن كانت طرفاً في نهائي مونديال النسخة الماضية، لتعود وتبلغ نصف نهائي مونديال الدوحة بعد إطاحتها العملاق البرازيلي في ربع النهائي.
لذا تبقى جميع الاحتمالات متاحة في مواجهة اليوم، والتي غالباً ما تحسمها التفاصيل الصغيرة، كما هي مباريات خروج المغلوب التي تجمع بين الفرق المتقاربة في المستوى.
وفي تفاصيل الخبر:
يقف المنتخب الكرواتي «الشجّاع» وقائده المخضرم لوكا مودريتش بين النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وفرصته الأخيرة، لمنح بلادها لقبها الأول منذ 1986، حين يتواجهان اليوم على ملعب لوسيل في نصف نهائي مونديال 2022.
عندما دخلت كرواتيا نهائيات النسخة الثانية والعشرين كانت خارج الحسابات، لاسيما أن معظم نجومها الذين قادوها لنهائي عام 2018 تقدموا في العمر، وعلى رأسهم القائد مودريتش «37 عاماً».
طريق التأهل
فبعد مشوار «هادئ» إلى حد كبير في دور المجموعات، حيث تأهل رجال داليتش في المركز الثاني ضمن منافسات المجموعة السادسة خلف المغرب بتعادلين وانتصار، جاء دور ليفاكوفيتش ليفرض نفسه بطلاً في الدور ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح.
صد ابن الـ 27 عاماً ثلاث ركلات ترجيحية للمنتخب الآسيوي الذي سطر إنجازين في دور المجموعات بفوزه على البطلين السابقين المنتخبين الألماني والإسباني بنتيجة واحدة 2-1، وحرمه من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
ووقعت كرواتيا «الهَرِمة» على البرازيل في ربع النهائي، فرأى كثر أنها مباراة في متناول نيمار ورفاقه.
لكن لاعبي داليتش عرفوا كيف يتعاملون مع الضغط ونجحوا في جر «سيليساو» الى ركلات الترجيح، مانحين حارس دينامو زغرب فرصة جديدة للعب دور البطل، فكان على الموعد منذ الركلة الترجيحية الأولى التي نفذها نجم ريال مدريد الإسباني رودريغو.
وهذه الركلة الترجيحية الضائعة تركت أثرها الكبير على لاعبي المدرب تيتي، موازاة مع نجاح الكروات في تنفيذ ركلاتهم الترجيحية الأربع الأولى، فوصل قلب دفاع باريس سان جرمان ماركينيوس وهو تحت ضغط كبير، إدراكاً منه أن عليه التسجيل وإلا فسينتهي الحلم بلقب أول منذ 2002 وسادس في تاريخ العملاق الأميركي الجنوبي.
لكن الرهبة التي خلفّها ليفاكوفيتش بدت جلية تماماً على عيني المدافع البرازيلي الذي حطم آمال بلاده بمواصلة الحلم بعدما سدد في القائم الأيسر، مطلقاً فرحة كرواتية مجنونة، فيما غرق زملاؤه والجماهير البرازيلي بالدموع.
وللأرجنتين سلاحها أيضاً
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم الثلاثاء هل سينضم ميسي الى صديقه العزيز وزميله في سان جرمان نيمار؟
المهمة الكرواتية لن تكون سهلة بالتأكيد، إذ إن جر فريق المدرب ليونيل سكالوني الى ركلات الترجيح قد لا تثمر لأن أبطال العالم مرتين يملكون في صفوفهم سلاحاً مماثلاً بشخص إميليانو مارتينيس الذي كان بطل التأهل لدور الأربعة بصده ركلتين ترجيحيتين للمنتخب الهولندي في انجاز كبير ضد فريق كان مستعداً لما يعتبر ركلات الحظ من خلال الاعتماد على التكنولوجيا والعلم.
وبالنسبة ميسي الذي أظهر أمام هولندا غضباً غير مألوف في مسيرة ابن الـ 35 عاماً ما يؤكد حجم اندفاعه لتحقيق حلم منح الأرجنتين لقبها الأول منذ 1986 والثالث في تاريخها.
سيناريو 2018 بعيد المنال
ويعود الطرفان بالذاكرة الى مونديال 2018 حين تواجها في دور المجموعات، ووقتها حققت كرواتيا فوزاً بعيد المنال تماماً في النسخة الحالية، إذ اكتسحت العملاق الأميركي الجنوبي بثلاثية نظيفة سجلها أنتي ريبيتش ومودريتش وإيفان راكيتيتش.
وفي حينها، تصدرت كرواتيا المجموعة بتسع نقاط كاملة، واضطر ميسي ورفاقه الى الانتظار حتى الجولة الختامية لحسم تأهلهم بالفوز على نيجيريا 2-1.
وفي هذه النسخة، انتظر الأرجنتينيون أيضاً حتى الجولة الأخيرة لحسم التأهل بعد السقوط الصادم افتتاحاً أمام السعودية (1-2).
وعندما وصلت كرواتيا الى نصف النهائي عام 1998 في مشاركتها المونديالية الأولى بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا، مرت أيضاً بالأرجنتين، لكن النتيجة كانت حينها لمصلحة «ألبيسيليتسي» بهدف سجله إيكتور بينيدا في دور المجموعات.
ميسي ومودريتش
لكن موقعة الثلاثاء في لوسيل ترتدي أهمية أكبر بكثير بالنسبة للمنتخبين، لأن بطاقة النهائي على المحك حيث يسعى ميسي الى تكرار سيناريو 2014 حين قاد بلاده الى المباراة الختامية للمرة الخامسة في تاريخها بعد 1930 و1978 و1986 و1990، على أمل أن ينجح في تعويض ما فاته قبل ثمانية أعوام حين سقط أمام الألمان صفر-1.
وعلى غرار ميسي الذي يخوض على الأرجح النهائيات الأخيرة، يمني مودريتش النفس بأن تكون مشاركته المونديالية الأخيرة مماثلة لعام 2018 حين وصل ببلاده الى النهائي قبل الخسارة أمام فرنسا 2-4.
داليتش بين العشق المطلق والتشهير
كسب مدرّب كرواتيا زلاتكو داليتش الاحترام له ولفريقه، بعد قيادته منتخب «المتوهجين» إلى وصافة مونديال 2018، ثم بلوغ نصف نهائي نسخة قطر 2022 على حساب البرازيل المرشّحة بقوّة لاحراز اللقب.
اختير لعدم وجود أي شخصية أفضل لمجموعة معتادة على الأسماء الرنانة امثال ميروسلاف بلاجيفيتش (كان داليتش مساعداً له في فارتكس فاراجدين لمدة عامين)، أو سلافن بيليتش أو نيكو كوفاتش.
داليتش عضو في الجالية البوسنية الكرواتية ومتعلق بالمنتخب الوطني. لا يملك في سيرته الذاتية سوى منصب مساعد مدرب الأشبال، العديد من الأندية الكرواتية الصغيرة، وتجربة وجيزة في ألبانيا ثم في الخليج مع الهلال السعودي والعين الإماراتي.
ولم تكن مسيرته كلاعب مبهرة أيضاً، لكنه كان يستعد لدخول معترك التدريب كما يتذكر زميله في صفوف فارتكس دافور فوغرينيتش «في كل مرة كنا نغادر الملعب، كان يدوّن ملاحظاته على دفتر بكل ما نقوم به خلال اليوم».
ويتمتع داليتش بقوة هائلة: إيمان لا يتزعزع في مصيره، ونجح في مونديال 2018، بفرض سلطته على اللاعبين والاتحاد والإعلام بطرد أحد نجوم «فاتريني» المهاجم نيكولا كالينيتش الذي رفض مشاركته كبديل في المباراة الأولى.
في المباراة التالية، تفوّق فريقه على الأرجنتين 3-0. كانت بداية قصة رائعة حتى خسر النهائي أمام فرنسا. بالإضافة إلى هذه الملحمة، بنى داليتش شعبيته.
عندما عاد المنتخب الكرواتي بعد أن حلّ وصيفاً لمونديال 2018، استقبله 500 ألف شخص في زغرب. لم يحدث هذا الأمر منذ زيارة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1994 في خضم حرب الاستقلال.
في عام 2020، عندما تراجعت نتائج المنتخب، تقول صحيفة «يوتارنيي ليست» إن المدرب انتقل من «العشق المطلق، إلى الدروس، عدم الثقة، النقد وحتى التشهير الكامل». لكن داليتش لم يغيّر نهجه وبدأ عملية التجديد الذي أصبح حتمياً بسبب التقاعد الدولي للمؤثرين المهاجم ماريو ماندزوكيتش ولاعب الوسط إيفان راكيتيتش أو حارس المرمى دانيال سوباشيتش.
بنى فريقه الجديد حول كبار السن (مودريتش، وديان لوفرين، وإيفان بيريشيتش)، اختار حارساً شاباً يدعى دومينيك ليفاكوفيتش، والمهاجمين نيكولا فلاشيتش وبرونو بتكوفيتش، والمدافع يوشكو غفارديول أحد اكتشافات البطولة الحالية.
وفي المؤتمر الصحافي رد دالتيش على انتقاد أسلوب لعب فريقه مقارنة بما قدّمه في 2018، وشدّد على أنه لا يرغب بتوقّف المشوار عند نصف النهائي. وقال داليتش «نحن من بين أفضل أربعة منتخبات في العالم. هذا نجاح مذهل لكرواتيا لكننا نريد المزيد».
وتابع «نحن نلعب ضد منتخب أرجنتيني عظيم، فريق رائع بقيادة ليونيل ميسي. قمنا بتحليل خصمنا ونعرف كيف يلعبون، أين يريدون الذهاب بالمباراة. أنا متفائل بطبيعتي وأنا أثق في لاعبيّ. لديهم شخصية رائعة ولم يكن ليصلوا إلى نصف النهائي لولا ذلك».
ولدى سؤاله عما إذا كانت المباراة ضد الأرجنتين ستكون الأعظم في مسيرته، أجاب «بالنسبة لي، كانت مباراة نصف النهائي ضد إنكلترا (في 2018) الأعظم على الإطلاق والبرازيل تأتي في المركز الثاني (ربع نهائي النسخة الحالية)، هذه المباراة ستكون الثالثة».
وتابع «لتكرار هذا الإنجاز (الوصول الى النهائي) على المسرح العالمي، إذا فزنا على الأرجنتين فسيجعلها أعظم مباراة لكرواتيا في التاريخ».
واعتبر أن المنتخب الكرواتي جعل الوصول إلى النهائي «حلماً يتحقق لجميع البلدان الصغيرة. أعطينا هذه البلدان الحق في أن تكون لديها تلك الأحلام».
سكالوني: ستكون مباراة صعبة
رفض مدرب المنتخب الأرجنتيني ليونيل سكالوني المقارنة بين الخسارة القاسية أمام كرواتيا في دور المجموعات عام 2018، والمواجهة المرتقبة اليوم بين الطرفين في نصف نهائي مونديال قطر.
نقاط كاملة
في حينها، تصدّرت كرواتيا المجموعة بتسع نقاط كاملة في طريقها إلى النهائي الذي خسرته أمام فرنسا، واضطر ليونيل ميسي ورفاقه الى الانتظار حتى الجولة الختامية لحسم تأهلهم بالفوز على نيجيريا 2-1.
مباراة صعبة
وعشية اللقاء الذي سيكون إعادة أيضاً لمواجهة دور المجموعات عام 1998 (فازت الأرجنتين 1 - صفر) حين وصلت كرواتيا إلى نصف النهائي في مشاركتها المونديالية الأولى بعد الاستقلال عن يوغوسلافيا، قال سكالوني: «نتوقع مباراة صعبة ضد فريق جيد حقاً. إنهم فريق بكل ما للكلمة من معنى. يلعبون كفريق وسيجعلون الأمور صعبة».
لدينا خبرة
لكن سكالوني رد على المقارنات مع المباريات السابقة بين الطرفين، وقال: «لا أعتقد أنه يمكننا الدخول في مقارنات مع كأس العالم السابقة، لكنني مقتنع بأنهم فريق جيد حقاً. ستكون مباراة صعبة».
وعن مقاربته لمواجهة اليوم، أكد سكالوني أنه «لن نغيّر الطريقة التي نفكر بها. الجميع يعلم انها مباراة في كرة القدم، ونقدم كل شيء على أرضية الملعب. في بعض الأحيان قد يكون الحظ الى جانبك وفي أحيان أخرى لا، إنها مباراة حاسمة لاسيما بالنسبة لشعبنا».
وعن قيادة ميسي في ما سيكون غالباً النهائيات العالمية الأخيرة له، قال سكالوني: «سنرى ما إذا كان سيواصل اللعب أم لا، وما إذا كان بإمكاننا الاستمرار في الاستمتاع بمشاهدته يلعب كرة القدم».
وتابع «بلدنا بأكمله يدعمنا، لكن الطريق ما زال طويلاً. نحتاج الى التركيز بالكامل على مباراة نصف النهائي، ستكون مباراة صعبة».
ميسي الغاضب شخصية مختلفة
قد يرى كثيرون أن ما بدر عن ليونيل ميسي، بعد فوز الأرجنتين على هولندا، غير مألوف بالنسبة للاعب لطالما عُرِف برباطة جأشه في أصعب الظروف، لكن يمكن تفسير ما حصل، الجمعة، في ملعب لوسيل، بغضب قد يغذي تعطشه لمعانقة الكأس، بعدما أظهر «أرجنتينيته» أكثر من أي وقت مضى.
لكن، وكما حال جميع اللاعبين، تبقى كأس العالم الحلم الأسمى. وبما أنه في الخامسة والثلاثين من عُمره، دخل نجم باريس سان جرمان الفرنسي الحالي وبرشلونة الإسباني سابقاً، المونديال القطري عازماً أكثر من أي وقت مضى على نيل اللقب، الذي أفلت منه عام 2014، حين خسر ورفاقه النهائي أمام ألمانيا.
وبعد صدمة السقوط أمام السعودية (1-2) افتتاحاً، نجح ميسي في إعادة منتخب بلاده إلى الطريق الصحيح، وحمله إلى الدور ثُمن النهائي، وبعدها إلى ربع النهائي، حيث تواجهوا السبت مع المنتخب الهولندي.
وبدا فريق المدرب ليونيل سكالوني في طريقه لحسم تأهله، بعدما افتتح ناهويل مولينا التسجيل بتمريرة متقنة من ميسي، قبل أن يضيف الأخير الهدف الثاني من ركلة جزاء.
لكن الحياة عادت للهولنديين، بفضل البديل فاوت فيغهورست، الذي قلص الفارق (83) من كرة رأسية رائعة، ثم خطف هدف التعادل في الدقيقة 11 من الوقت بدل الضائع، إثر ركلة حرة ماكرة.
احتكم الفريقان بعدها إلى التمديد، وهناك بدأ التشنج والالتحامات في معركة فتح «فيفا» تحقيقاً فيها، بعدما شهدت بالمجمل 18 بطاقة صفراء طالت حتى الطاقمين التدريبيين واللاعبين الجالسين على مقاعد البدلاء، وبينهم نجم هولندا دنزل دامفريس، الذي نال بطاقة حمراء في الثواني الأخيرة.
وبعد انتهاء المعركة البدنية على أرضية الملعب، التي شهدت في النهاية فوزاً أرجنتينياً بركلات الترجيح، انتقلت المواجهات والاستفزازات إلى جانب الملعب، حيث توجه ميسي صوب دكة بدلاء هولندا، لمواجهة المدرب لويس فان غال، لأنه «قلل من احترامي»، وفق ما أفاد النجم الأرجنتيني.
«فان غال قلل من احترامي»
وقال ميسي: «أشعر أن فان غال قلل من احترامي، بعد الذي أدلى به قبل المباراة، كما أن بعض اللاعبين الهولنديين ثرثروا كثيراً خلال المباراة».
ويتحدث ميسي هنا عما قاله فان غال عشية المواجهة بشأن النجم الأرجنتيني الذي يفعل القليل من أجل الفريق عندما لا تكون الكرة بحوزته.
ورد ميسي، الجمعة: «يروّج فان غال بأنه يلعب كرة جميلة، ثم يضع مهاجمين في منطقة الجزاء، ويبدأ في لعب الكرات الطويلة باتجاههم».
ولم تنتهِ المناوشات والاستفزازات في أرضية الملعب، بل انتقلت إلى المنطقة الإعلامية المختلطة، حيث ظهر ميسي خلال مقابلة مع قناة «تي واي سي سبورتس» الأرجنتينية وهو يتوجه إلى لاعب هولندي ما بالقول: «إلى ماذا تنظر أيها الغبي؟ اذهب من هنا أيها الغبي. اذهب بعيداً»، وسط ذهول الصحافي الذي توجه للنجم الأرجنتيني، قائلاً: «هدئ من روعك ليو، هدئ من روعك».
وتبيَّن لاحقاً أن كلام ميسي موجَّه لفيغهورست، الذي بدا وكأنه يحاول الوصول إلى الأرجنتيني من أجل تبادل السلام معه، لكن الطريق لم يكن سالكاً بتاتاً، إذ انهال عليه الأرجنتينيون بالشتائم، وبينهم الهداف السابق سيرخيو أغويرو، الذي ظهر في فيديو وهو يتوجه للهولندي قائلاً بالإنكليزية: «اخرس، اخرس».
وعندما فسّر الهولندي العملاق ما كان يريده، بدا أن مهاجم إنتر الإيطالي لاوتارو مارتينيز، صاحب الركلة الترجيحية التي حسمت الفوز لبلاده، الأكثر دبلوماسية، وقام بتهدئة الهولندي، ومد يده له قبل أن يلحق به.
بالنسبة لميسي، «أظهرت الأرجنتين من مباراة إلى أخرى أنها تعرف كيف تلعب. لعبنا باندفاع ورغبة، وعرفنا كيف نتعامل مع اللحظات (المهمة) في المباراة».
الآن يتعيَّن على «البرغوث» التركيز مجدداً على أرض الملعب، وقيادة «التانغو» إلى المجد، وتحقيق اللقب الأهم في كرة القدم العالمية، لذا يجب تخطي عقبة كرواتيا أولاً، ثم انتظار المنافس في المباراة النهائية.
أورساتو حكماً لمواجهة الأرجنتين وكرواتيا
قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمس الأول إسناد مواجهة نصف النهائي الأولى في مونديال 2022 بقطر اليوم، بين الأرجنتين وكرواتيا، إلى الحكم الإيطالي دانييلي أورساتو.
بيتكوفيتش: تركيزنا لا يقتصر على ليو
ذكر لاعب المنتخب الكرواتي برونو بيتكوفيتش أنه لا يعتقد أن فريقه سيجهز خطة خاصة لإيقاف الأرجنتيني ليونيل ميسي في نصف نهائي مونديال قطر 2022.
وأشار إلى أن السر وراء التفوق في ركلات الترجيح على اليابان في ثمن النهائي والبرازيل في ربع النهائي هو التحلي بالهدوء، متابعا: «يجيد كثيرون تسديد ركلات الترجيح، لكن السر في الهدوء وتحمل الضغط. لدينا أيضا حارسنا وهو شخص يمكنك أن تثق به دائما ويسهل لك حياتك».
واعترف مهاجم دينامو زغرب من ناحية أخرى بأن الهدف الذي سجله بالبرازيل هو «الأهم» في مسيرته، مضيفا: «الآن وبعد مرور بعض الوقت، أدرك معناه. لا أعرف ما إذا كنت سأقدر على معادلة هذا الشعور. أتمنى اختباره في نصف النهائي وربما ما بعده».
يورانوفيتش: سر نجاحنا التماسك والوحدة
أكد المدافع الكرواتي يوسيب يورانوفيتش، أن منتخب بلاده «عليه ألا يخشى أي فريق» قبل مواجهة الأرجنتين في المربع الذهبي لمونديال قطر 2022.
وقال في مؤتمر صحفي: السر في نجاحنا هو التماسك والوحدة، لسنا نلعب فقط كفريق، نلعب كعائلة، متحمسون للغاية لجعل بلادنا فخورة.
وكان يورانوفيتش أكد قوة وصلابة خط وسط المنتخب الكرواتي، وقال في هذا الصدد: نؤمن بأنفسنا، بإمكاني القول إننا نملك أفضل لاعبي وسط على الإطلاق.
بعدما كانا بطلي تأهل بلديهما للدور نصف النهائي لمونديال قطر 2022، ستكون الأنظار شاخصة الثلاثاء في ملعب لوسيل على المواجهة المرتقبة بين الحارسين الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز، والكرواتي دومينيك ليفاكوفيتش، لاسيما إذا وصلت المواجهة لركلات الترجيح.
كان الجميع ينتظر أن يكون لوكا مودريتش النجم المطلق للمنتخب الكرواتي في مونديال قطر، فجاءت المساندة من الحارس المغمور ليفاكوفيتش الذي خطف الأضواء من الجميع.
وفرض ليفاكوفيتش نفسه بطلاً في ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح، حيث صد ابن الـ27 عاماً ثلاث ركلات للمنتخب الآسيوي، وحرمه من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
ثم جر لاعبو المدرب زلاتكو داليتش «السيليساو» الى ركلات الترجيح، فكان ليفاكوفيتش على الموعد منذ الركلة الترجيحية الأولى التي نفذها نجم ريال مدريد الإسباني رودريغو، وتصدى لها ببراعة، لتترك أثرها على لاعبي المدرب تيتي، وبدت الضربة التي خلفها الحارس جلية تماماً على عيني المدافع البرازيلي الذي حطم آمال بلاده بمواصلة الحلم بعدما سدد في القائم الأيسر.
وعندما كان ليفاكوفيتش شاباً، رأى بالحارس الإسباني إيكر كاسياس، بطل مونديال 2010، مثله الأعلى، من دون أن يحلم حتى بأن يكون على بعد خطوتين فقط من السير على خطى قائد ريال مدريد السابق والفوز باللقب العالمي.
وللأرجنتين «ديبو» مارتينيز
وتعول الأرجنتين بدورها على مارتينيز الذي رد بأفضل طريقة على ما وصفه «تعجرف» الهولنديين وتفاخرهم بأنهم قادرون على حسم المباراة في حال انتهاء وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل، من خلال صده ركلتين ترجيحيتين لرجال المدرب لويس فان خال.
وكان حارس أستون فيلا الإنكليزي البالغ من العمر 30 عاماً والملقب بـ«ديبو» تيمناً بشخصية كرتونية شهيرة في الأرجنتين «متأثراً. ما أفعله، أقوم به من أجل 45 مليوناً (أرجنتينياً) يمرون بأزمة اقتصادية سيئة».
ولم يحافظ الفوز على حلم ميسي بالحصول أخيراً على كأس العالم فحسب، بل جاء بعد ساعات فقط من خروج البرازيل من البطولة بركلات الترجيح أمام الكرواتيين.
في سن الخامسة والثلاثين، يعلم ميسي أنها ستكون كأس العالم الخامسة والأخيرة له.
ولكن كان من الممكن أن ينتهي كل شيء لولا مارتينيز الذي لعب أيضا دوراً رئيسياً في فوز الأرجنتين ببطولة «كوبا أميركا» 2021، ما أنهى فترة صيام عن الألقاب استمرت 28 عاماً في البطولة القارية. وأنقذ مارتينيز ثلاث محاولات في الفوز في نصف النهائي بركلات الترجيح على كولومبيا، قبل أن يتم اختياره أفضل حارس في البطولة، بعد أن حافظ على شباكه نظيفة في الفوز 1-0 على البرازيل المصيفة في المباراة النهائية.
وكشف ميسي بعد اللقاء المشحون الذي شهد 18 انذاراً ومشادات بالجملة بين المنتخبين «قلت له أنه كان وحشاً. كان ظاهرة».
كان الطريق طويلًا ومتعرجاً للوصول إلى القمة بالنسبة للاعب قضى 10 سنوات مع أرسنال الإنكليزي، قبل أن يجد أخيرا مكاناً له في صفوف استون فيلا.
وقضى مارتينيز وقته في أرسنال في الغالب على سبيل الإعارة في الدرجات الدنيا الإنكليزية، وبدا متجهاً نحو مسيرة هامشية، قبل أن يتعاقد معه استون فيلا مقابل 24.5 مليون دولار في سبتمبر 2020.
وأصبح حارس فيلا أساسياً، وبحلول نهاية ذلك الموسم ظهر كخيار أول للأرجنتين، حيث شارك لأول مرة بعد 10 سنوات من استدعائه لأول مرة.
(AFB,DPA,EFE)