هي ليست الخسارة الأولى التي مُني بها منتخبنا الوطني لكرة القدم أمام شقيقه العماني يوم الخميس الماضي، وتأكيداً لن تكون الأخيرة، وإن كنا نتمنى عكس ذلك وأن تنتهي كل مباريات «الأزرق» بالفوز، لكنها سُنة الرياضة، يوم لك ويوم وربما أيام عليك، وهو الحال لكل المنتخبات والفرق على مستوى العالم وعلى مر التاريخ، فوز وخسارة، لذلك لا وقت للهجوم والانتقاد وسنّ السكاكين للتقطيع، فنحن لازلنا في منتصف الطريق، ولازالت الفرصة قائمة للتقدم في التصفيات النهائية لكأس العالم 2026.
ندرك تماماً أن هناك أخطاء وتقصيراً ومشاكل، لكن اختيار الوقت المناسب لفتح هذه الملفات لم يَحِن، لأن الفريق لازال في خضم معركة التنافس لكسب بطاقة التأهل أو على الأقل خطف مقعد مؤهل للدور الإقصائي باحتلال أحد المركزين الثالث والرابع في مجموعة وطريق كنا نعرف من البداية مدى صعوبته في ظل الإمكانيات المتاحة والقدرات المفقودة لدينا، لذلك المطلوب أن نقف خلف لاعبينا وأبنائنا انتظاراً لما ستسفر عنه، على الأقل، نتيجة مباراتنا أمام الشقيق الفلسطيني اليوم، ثم بعد ذلك سيكون لدينا الوقت الكافي لفتح كل الملفات ومناقشتها، ووضع يدنا على الجرح الذي نتمنى صادقين ألا يظل ينزف.
في بداية المشوار وفي يوم انطلاق مشوار التصفيات الوعر كتبتُ ووجهتُ نداءً ورسالة إلى لاعبي المنتخب الوطني وطالبتهم بعدم الالتفات للمحبطين ولا فاقدي الأمل، واليوم أعيد ذات النداء والرسالة، لنؤكد من خلالها ثقتنا التامة بهم كرجال يُعتمَد عليهم بحماسهم ووطنيتهم، وأنهم يستطيعون أن يعيدوا لنا الأمل لتحقيق حلم طال انتظاره، وكما قلنا سابقاً نكرر اليوم: «الأمر بأيديكم وبين أقدامكم ودعوا الملعب و(الملعب) فقط يكون الفيصل بينكم وبين خصومكم، وتذكروا أننا ننتظر منكم الكثير فلا تبخلوا علينا ولا على أنفسكم، وتذكروا أن مَن ستشاهدونهم يشجعونكم في المدرجات هم عينة لمجتمع عريض بكل أطيافه وتوجهاته، وشارع اجتماعي ورياضي يتسمّر وراء الشاشات انتظاراً لعطاءاتكم اليوم» فنرجوكم لا تخذلونا وتخذلوهم.
بنلتي
في 21 سبتمبر 1980 خسر منتخب الكويت على استاد صباح السالم أمام كوريا الجنوبية في منتصف مشوار المجموعة بكأس آسيا، قبل أن يثأر في المباراة النهائية، ويحقق الفوز بذات النتيجة، ويفوز بالكأس كأول فريق عربي ينجح في ذلك، وفي 18 أكتوبر 1981 خسر ذات المنتخب في ثاني مبارياته في مشوار تصفيات كأس العالم 1982 بثلاثة أهداف نظيفة أمام الصين في ملعب العمال بالعاصمة بكين، قبل أن يعتلي قمة مجموعته ويتأهل للمونديال كأول فريق عربي من آسيا... لسنا بواقع مقارنة لأن بعض المرجفين سيخرجون رفضاً لها، ولكنها وقائع تساعدنا على تشجيع مَن يمثلنا اليوم كي يستفيد من التجارب «ولا حتى هذي حرام عليهم».