بينما تترقب المنطقة بقلق التهديدات الإسرائيلية بالرد على ضربة إيران البالستية التي شنتها ضد إسرائيل في الأول من أكتوبر الجاري، كشف وزير خارجية إيران عباس عراقجي عن تعليق المفاوضات غير المباشرة بين بلده والولايات المتحدة عبر مسقط، بسبب الظروف الإقليمية الحالية وغياب أي أرضية للتفاهم بشأن المستجدات.
وقال عراقجي، خلال وجوده في سلطنة عمان أمس، إن «مسقط تشكل دائماً عوناً كبيراً في حل مشاكل المنطقة»، مضيفاً أن السلطنة «قامت بدور الوساطة في المفاوضات غير المباشرة المعروفة بين حكومة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي وواشنطن قبل أن تتوقف».
ورداً على سؤال بشأن نقله رسالة خاصة للأميركيين خلال زيارته مسقط، نفى وزير الخارجية الإيراني قيامه بذلك، وأوضح أنه لم يتم إجراء أي اتصالات بهذا الشأن ولم يتم توجيه أي رسالة إلى الدول الأخرى، لافتاً إلى أن مناقشاته التي أجراها خلال جولته الإقليمية، التي استهلها من لبنان وسورية وشملت السعودية وقطر، تناولت توضيح رؤية طهران وطلب إيصال هذه المواقف إلى كل الأطراف.
واعتبر عراقجي أنه يجب على الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودول المنطقة أن تدرك أن بلاده لا تريد الحرب لكنها مستعدة لأي سيناريو.
وحذر الوزير الإيراني من أن المنطقة تشهد حالة من التأهب وربما تكون على حافة حرب واسعة النطاق، مشيراً إلى الدور المهم الذي تلعبه سلطنة عمان في حل العديد من الأزمات الإقليمية والدولية، ومعتبراً أن الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لمنع الأزمات الكبرى وتجنب تصعيد التوتر والحرب. وأجرى عراقجي، في مسقط التي وصل إليها قادماً من العراق استكمالاً لجولته الإقليمية، مباحثات مع نظيره العُماني بدر البوسعيدي وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبدالسلام.
وذكر وزير الخارجية الإيراني، عبر منصة «إنستغرام»، أن زياراته لدول المنطقة تمثل دبلوماسية إلى جانب الميدان لـ«حشد طاقات جميع دول المنطقة والمنظمات الدولية للتصدي لتهديدات ومغامرات الكيان الصهيوني العسكرية وجرائم الحرب في العدوان على لبنان وحرب غزة».
من جهتها، لفتت الخارجية العمانية، في بيان، إلى أن اللقاء تناول عدداً من القضايا والتحديات الراهنة في المنطقة، وخاصة حالة التصعيد الناجم عن استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان وغزة، فضلاً عن رفض إسرائيل الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن الوزيرين أكّدا مواصلة ودعم الجهود المبذولة لوقف التصعيد والتوتر في المنطقة عبر الحوار والوسائل السلمية وتسخير الدبلوماسية أداةً أساسية لحل الخلافات والصراعات.
كما أكد الجانبان التزامهما بتعزيز الشراكة الثنائية والجماعية في سبيل تطوير التعاون الرامي لاستدامة الأمن والاستقرار والنماء للمنطقة بأسرها.
تحذير ورضا
وغداة تحذير قائد القوات الجوفضائية في «الحرس الثوري» الإيراني أمير علي حاجي زاده، إسرائيل من أي خطوة خاطئة ضد أراضي الجمهورية الإسلامية، نقل عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله «أنا راضٍ عن الخطط الإسرائيلية المقترحة للرد على هجوم إيران» البالستي.
ويشير رضا الوزير الإسرائيلي اليميني المتطرف عن الخطط التي تناقشها حكومة بنيامين نتنياهو بشأن الانتقام إلى «ضربة قوية» أكدت مصادر أميركية أنها ستشمل المواقع العسكرية الحساسة وأصولاً نفطية إيرانية رغم التهديدات التي تطلقها طهران والجماعات المتحالفة معها بأنها ستشمل حرب طاقة إقليمية وعالمية.
ورغم التباين بين إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن ونتنياهو حول استهداف منشآت النفط الإيرانية، قررت الولايات المتحدة توفير حماية للدولة العبرية عبر نشر منظومات الدفاع الجوي المضادة للصواريخ البالستية «ثاد» في خطوة تهدف لحماية المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية من أي رد إيراني على الضربة الإسرائيلية المرتقبة، خاصة بعد عجز منظومتي «حيتس - 2» و«حيتس - 3» عن اعتراض بعض الصواريخ الإيرانية الأخيرة.
في هذه الأثناء، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية اغتيال نائب قائد «الحرس الثوري» اللواء عباس نيلفروشان بصحبة الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله في بيروت بأنه عمل غير قانوني، مؤكدة أن طهران ستستخدم كل قدراتها لمحاسبة إسرائيل على هذه الجريمة، فيما قدمت النيابة العامة الإسرائيلية لوائح اتهام ضد إسرائيلي وزوجته نسبت إليهما تهمة التخابر مع الاستخبارات الإيرانية، ومحاولة تنفيذ «عملية اغتيال».
وجاء في بيان لـ «الشاباك» والشرطة الإسرائيلية أنه تم الكشف عن خلية تابعة لجهات استخباراتية إيرانية تضم فكتورسون وزوجته وشخصا ثالثاً، وسعت لتجنيد مواطنين في إسرائيل لتنفيذ مهام تخريبية.
إلى ذلك، طالب رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسن الاتحاد الأوروبي بتصنيف «الحرس الثوري» الإيراني منظمة إرهابية، بعد هجمات عدة على أهداف إسرائيلية في السويد تُلقي استوكهولم باللوم فيها على طهران، فيما فرض التكتل الأوروبي وبريطانيا عقوبات على 7 أفراد و7 كيانات على صلة بنقل صواريخ بالستية إيرانية إلى روسيا.
ومن بين من استهدفتهم العقوبات 3 شركات طيران إيرانية، «إيران إير» و«ماهان إير» و«ساها إيرلاينز» بالإضافة إلى شركتين لوجستيتين ونائب وزير الدفاع الإيراني.
كما أعلنت لندن إدراج 9 عناصر في نظام العقوبات على إيران.
وتفصيلاً، اعتمد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي عقوبات إيران في اجتماعهم، أمس، لمناقشة التصعيد في الشرق الأوسط، واتخاذ تدابير جديدة لدعم أوكرانيا ضد روسيا.
وفي الاجتماع الذي عقده وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، كان دور إيران وجماعاتها الوكيلة، وخاصة «حزب الله» في لبنان و«حماس» في غزة، محوراً رئيسياً للنقاش.
وأمس الأول، اتهم وزير الخارجية الإيراني، «الاتحاد الأوروبي»، بأنه يتذرع بتهمة نقل صواريخ بالستية إلى روسيا لفرض عقوبات على بلده بهدف إرضاء إسرائيل.