مجازر في جباليا... والقاهرة تسعى لإحياء وقف النار
في اليوم العاشر من حملته الدامية الهادفة لتهجير سكان شمال غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 مجازر جديدة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وصل منها للمستشفيات 62 شهيداً، و220 مصاباً، في وقت زار رئيس جهاز الشاباك رونان بار مصر سراً والتقى مدير المخابرات عباس كامل، لمناقشة سبل إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار المتواصل منذ 374 يوماً وأزمتي محور فيلادلفيا ومعبر رفح.
ومع نفاد المواد الغذائية والمياه بشكل شبه كامل من جباليا، استهدف الاحتلال بقذائف المدفعية تجمعاً، أغلبيته من النساء والمسنين، أمام مركز لتوزيع دقيق تابع لوكالة الأونروا في المخيم، ما أسفر عن مقتل 10 وإصابة العشرات.
ويرزح مئات آلاف الفلسطينيين ممن بقوا في شمال القطاع تحت الحصار العسكري والقصف، ضمن مشروع حكومة بنيامين نتنياهو المعروف باسم «خطة الجنرالات» لتهجير سكان شمال غزة، والتي يستخدم فيها الجيش الإسرائيلي الأسلحة الفتاكة للضغط على السكان ودفعهم للمغادرة.
وفي وسط القطاع، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرتين جديدتين الأولى شهدت قصف مدرسة المفتي بمخيم النصيرات، مما أسفر عن سقوط 20 قتيلاً على الأقل، وإصابة أكثر من 80 نازحاً، بعد أقل من ساعتين من القصف للمرة السابعة على التوالي لخيام النازحين بمحيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، مما أدى إلى مقتل العشرات منهم، بحسب مكتب الإعلام الحكومي بغزة.
وبسبب الظلام الدامس الذي يحل على كل مناطق قطاع غزة في ظل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من عام، اضطر العاملون في فرق الإنقاذ إلى استخدام اضاءة السيارات والهواتف النقالة للبحث عن الضحايا من أجل انتشالهم، بحسب جهاز الدفاع المدني، الذي أوضح أن «الاحتلال يستهدف كل شيء متحرك، خصوصاً بمنطقة جباليا المحاصرة كلياً».
سياسياً، أفات صحيفة «هآرتس» وموقعا «والاه» العبري، و«أكسيوس» الأميركي بأن رئيس «الشاباك» التقى رئيس المخابرات المصرية لبحث قضايا، بينها الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات بشأن صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس.
وأشارت الصحيفة والموقع إلى أن زيارة رونان بار هي الأولى إلى القاهرة منذ قيامه في 22 أغسطس الماضي برحلة مماثلة مع رئيس الموساد دافيد برنياع للقاهرة، لمناقشة نشر قوات إسرائيلية على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وإعادة فتح معبر رفح باعتبار ذلك جزءاً من صفقة محتملة.
بدوره، أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي بأن بار ناقش خلال زيارته السرية مع كامل، أمس الأول، محادثات تناولت، من بين أمور أخرى، الجمود في المفاوضات بشأن صفقة الرهائن، ووقف إطلاق النار في غزة، وإعادة التواصل مع زعيم حماس يحيى السنوار، ونشر قوات الجيش الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا، وإعادة فتح معبر رفح كجزء من صفقة محتملة للرهائن.
وأشار «أكسيوس» إلى أن محادثات الأسابيع الأخيرة، لم تسفر عن أي اختراق، بل أدت إلى نشوء أزمة حادة بين إسرائيل ومصر، تفاقمت حدتها مع مرور الأسابيع.
وتسعى دول الوساطة لإبرام وقف لإطلاق النار في القطاع، وتبادل الرهائن الإسرائيليين، وسجناء فلسطينيين في إسرائيل. وباستثناء هدنة لأسبوع في أواخر نوفمبر، لم يتم التوصل إلى أي تفاهم مع تمسّك كل من طرفي النزاع بمطالبه.