أكد مساعد المدير العام بمجموعة الموارد البشرية في بنك بوبيان عبدالعزيز الرومي حرص البنك على تطبيق مفهوم Learning Organization Culture، وغرس ثقافة التعلم المستمر واتخاذه منهجاً مميزاً للنجاح المؤسسي، مشددا على نجاح هذا المنهج في صنع التميز ونشر التطوير بين جميع أفراد المؤسسة، من خلال تبني أفضل الممارسات والعمل على التغيير وتعزيز التواصل بينهم، اعتمادا على الأدوات والإمكانيات اللازمة لإحداث فارق ملحوظ على مستوى تطوير وتحسين الأداء.
جاء ذلك خلال مشاركة الرومي في محاضرة وحلقة نقاشية في منتدى التعلم والتطوير «رحلة إلى المؤسسة دائمة التعلم»، الذي نظمته مؤخراً شركة نفط الكويت تحت إشراف مدير مجموعة التدريب والتطوير وليد الربيعان، وبحضور كل من الرئيس التنفيذي للعمليات في البنك عبدالله المحري، ورئيس مجموعة البيانات في البنك عبدالله النصف، وأمين مجلس الإدارة التأسيسي لجامعة عبدالله السالم د. عادل الحسينان.
وخلال المحاضرة ركز الرومي على أن مفهوم «المؤسسة دائمة التعلم» بات ركناً أساسياً من الثقافة التنظيمية للمؤسسات كونه قائما على تعزيز مبدأ التعلم المستمر والتطوير والنمو الشخصي وخلق واكتساب المعرفة الجديدة على كل المستويات، بما يعزز شعور الثقة والرضا الوظيفي لخلق بيئة عمل استثنائية لدى الموظفين.
وأوضح أن المؤسسة دائمة التعلم – كما تناولها المحاضر ومدير مدرسة التعلم التنظيمي بمدرسة سلون للإدارة بيتر سيينج – تسير وفق مجموعة من السمات والأبعاد، مثل الإتقان الشخصي والتعلم الجماعي والتفكير المنظم والرؤية المشتركة والنماذج الذهنية، والتي من خلالها يمكن اكتساب أفكار جديدة، ومن ثم يتم نقل وتبادل هذه الأفكار إلى كل أقسام وإدارات المؤسسة وموظفيها، بما يعزز تغيير السلوك التنظيمي، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى قياس نتائج التغيير بصورة إيجابية ملموسة.
وأشار إلى حتمية التغيير نحو تطبيق نموذج «المؤسسة دائمة التعلم الجديدة»، الذي من شأنه ضمان استمرارية التميز والالتزام بتطبيق أهم ركائزها وتبني خصائصها، لاسيما أن التطبيق الناجح لهذا النموذج لا يشترط حجم المؤسسة أو مجالها أو عدد موظفيها أو حتى قدراتها المالية، لكن الأمر يتطلب تقنية خاصة قائمة توفير مقومات التحفيز الوظيفي اللازم لتنمية وتطوير القدرات القيادية على المستوى الشخصي، والتي بدورها ستقوم بالمساعدة على تطوير قدرات فرق العمل ومن ثم منظمة العمل ككل.
Boubyan Business School
وحول تجربة بنك بوبيان في تطبيق نموذج المؤسسة دائمة التعلم أو التعلم المستمر، أضاف الرومي أن «بوبيان» انفرد بإطلاق مشروع رائد وابتكاري كانت له بصمة واضحة في هذا التوجه وهو Boubyan Business School الأول من نوعه على مستوى الكويت والمنطقة، وهو بمنزلة مظلة ينطوي تحتها العديد من التخصصات والأكاديميات التي تهتم بكل شريحة من الموظفين، حيث يضم خمس أكاديميات أساسية، تختص الأولى بالتكنولوجيا، والثانية بالتخصصات الفنية في العمل المصرفي، في حين تختص الثالثة بالخدمات المصرفية الشخصية، والرابعة بإدارة الثروات، والأخيرة بالقيادة والإدارة.
شراكات تدريبية
وأوضح الرومي أن شراكات بوبيان التدريبية وتعاونه مع كبرى الجامعات والمؤسسات التعليمية المرموقة عالمياً إنما يجسد استراتيجيته الرامية إلى الارتقاء بكوادره البشرية، والاستثمار في رأس المال البشري يعتبر من أبرز ركائز النجاح التي يرتكز عليها مسار الشمول الوظيفي، مشيراً إلى أن ما توفره منظومة بوبيان التدريبية من أكاديميات وبرامج ودورات تأتي ضمن خطة تدريب متكاملة وفق معايير علمية ومنهجية بالتعاون مع أفضل الخبراء والمدربين لتلبية احتياجاتهم وتعزيز كفاءاتهم ومهاراتهم القيادية.
وأضاف: «أدركنا تماماً أن إنشاء بيئة تعلم مستمر يأتي من خلال شراكات استراتيجية مع مؤسسات وجامعات ومعاهد تدريبية على المستويين المحلي والدولي، للتعرف على مختلف أنواع المعرفة وتبادل الخبرات المعنية بالمهارات المستقبلية والمتماشية مع متطلبات موظفينا في المرحلة القادمة، لينعكس ذلك وبصورة رئيسية على نموذج قيادة التدريب والتطوير في بنك بوبيان وصياغته على نحو يتوافق مع استراتيجية العمل، لتطوير القيادة ونشر ثقافة الإبداع والابتكار فيما بين موظفي البنك»، مؤكداً أن بنك بوبيان يزخر بخبرات وكفاءات بشرية مميزة على كل الصعد، كما يسخر كل الإمكانات اللازمة للتعلم والنمو والتطوير لكوادره البشرية.
تعزيز النمو الداخلي وتحسين الأداء
وخلال مشاركته في الحلقة النقاشية، سلط الرومي الضوء على بيئة العمل الداخلية في «بوبيان»، القائمة على تفعيل مبدأ «الباب المفتوح» أو بمعنى آخر التواصل المباشر مع المديرين، بما يساعد على الفهم الصحيح لشخصية كل موظف، ومن ثم استخراج أفضل طاقاته ومهاراته لتوظيفها في الاتجاه العملي الصحيح، بما يضمن النمو المتصاعد وتحسين الأداء داخلياً.