«تحية إلى لبنان» من قلب الكويت في منصة الفن المعاصر
معرض تشكيلي يسلط الضوء على الوضع الكارثي للقضية اللبنانية
افتتحت منصة كاب للفن المعاصر معرضاً تشكيلياً بعنوان «تحية إلى لبنان»، في مبادرة لجمع التبرعات ودعم لبنان في أزمته الإنسانية، بحضور مؤسس المنصة عامر الهنيدي، والشيخة انتصار العلي، والقائم بأعمال السفارة اللبنانية لدى البلاد أحمد عرفة، والسفير الفلسطيني رامي طهبوب، وعميد السلك الدبلوماسي سفير طاجيكستان زبيد الله زبيدوف، وممثلة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الكويت نسرين الربيعان، وبمشاركة مجلس الأعمال اللبناني في الكويت ومجلس السيدات اللبنانيات في الكويت، وبحضور دبلوماسي وجماهيري كبير.
انتصار العلي: لبنان أول من ندد بالغزو العراقي الغاشم على الكويت ويحتاج منا إلى الدعم في أزمته
وجاء معرض «تحية إلى لبنان» للاحتفاء بالجمال والإبداع اللبناني، في محاولة لتسليط الضوء على الأزمة الإنسانية الناجمة عن الأعمال العدائية والغارات الإسرائيلية العنيفة على لبنان والمستمرة منذ أسابيع، والتي أحدثت نتائج كارثية على المستوى الإنساني في بلد كان أصلا يعاني من أزمة اقتصادية وسياسية.
دور الفن
وصرحت الشيخة انتصار العلي: «أتشرف بوجودي بين أجنحة المعرض لدعم لبنان في أزمته الإنسانية، ومساعدة الشعب اللبناني في مواجهة هذه الكارثة، وأشكر عامر الهنيدي والقائمين على مجلس الأعمال اللبناني بالكويت لتعاونهم في تنظيم هذا المعرض باستخدام الفن لنشر الوعي وتجميع التبرعات للشعب اللبناني، فالفن قادر على توصيل الرسالة ونشر المعلومة والوعي أكثر من غيره من الوسائل، ولذلك فإن الإقبال اليوم كبير ولكن الأهم هو جمع أكبر كم من التبرعات لسرعة إنقاذ لبنان، من خلال منصة الفن المعاصر التي تساهم في نقل التبرعات إلى لبنان، وهو أمر ليس غريبا على الكويت التي تقوم بواجبها الإنساني تجاه المنكوبين في كل دول العالم، وخصوصاً بلد شقيق وحبيب مثل لبنان، الذي كان أول الدول المنددة بالغزو العراقي الغاشم على الكويت».
دعوة للسلام
من ناحيته، قال زبيدوف: «واجبنا في كل العالم دعم لبنان كدولة تقع تحت وطأة الصراع والحرب والعدوان، ويأتي معرض تحية إلى لبنان فرصة لنظهر جميعا هذا الدعم حكومات وأفرادا، ورفض الوضع الكارثي الذي يحاول تدمير هذا البلد الذي يعد عروس المنطقة، كما يعد المعرض دعوة للسلام واستخدام الفن كأسلوب سلمي لإظهار الرفض للعدوان والدعم للبنان».
الربيعان: المعرض يعبر عن أصالة الشعب اللبناني وثقافته ويعد منصة دعم لكل لبناني
وشدد على دور الفنانين والمثقفين في أوقات الأزمات، «لأنهم الأقدر على التعبير والوصول إلى جميع أنحاء العالم بأعمالهم، وتوصيل رسائلهم المؤثرة من دون أن تعوقهم أي حدود لغوية أو ثقافية أو سياسية أو جغرافية، ولذلك يعد الفن سلاحا سلميا قوي التأثير».
منصة دعم
من جانبها، شكرت الربيعان «منصة كاب للفن المعاصر» لتعاونها مع «مجلس الأعمال اللبناني في الكويت» و«مجلس السيدات اللبنانيات في الكويت»، في تجسيد للتضامن والتكاتف بين الشعوب، «خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان الحبيب»، مشيرة إلى «التحديات التي يواجهها لبنان، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، والتي نزحت بسببها أسر بأكملها فيهم النساء والأطفال وكبار السن»، مؤكدة دور المجتمع الدولي لدعم من يعيشون أوضاعا إنسانية حرجة.
وأضافت أن «المعرض يعبر عن أصالة الشعب اللبناني وثقافته، وهو بنفس الوقت منصة دعم لكل لبناني فقد الأمان والمأوى، ووسيلة للتعبير عن التضامن مع لبنان»، موضحة أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بالتعاون مع جمعية تنمية الخيرية، أطلقت حملة جمع تبرعات لتأمين المأوى ومواد إغاثية طارئة، وأعربت عن امتنانها لكل من يساهم في هذا الجهد النبيل ودعم الحملة، سواء من خلال المساهمات الفردية أو دعم القطاع الخاص.
زبيد الله زبيدوف: واجبنا في كل العالم دعم لبنان كدولة تقع تحت وطأة الصراع والحرب والعدوان
وتوجهت بالشكر إلى مؤسس «كاب» عامر الهنيدي على دعمه السخي للحملة وضمها للمعرض، لافتة إلى أن مساهمته القيمة تعزز جهود المفوضية وتساهم في تحقيق أهداف إنسانية تجاه العائلات النازحة في هذه الأوقات الصعبة، كما شكرت مجلس الأعمال اللبناني في الكويت ومجلس السيدات اللبنانيات في الكويت على جهودهم الكبيرة في تنظيم هذا الحدث، الذي يمثل رمزا للتضامن والإنسانية، وجمعية تنمية الخيرية على دورها الفاعل في إنشاء هذه الحملة الإنسانية.
في المقابل، ثمنت مديرة العلاقات الخارجية في مفوضية اللاجئين بالكويت لولوة التركيت المجهود الإبداعي للمفوضية، بالتعاون مع مجلس الأعمال اللبناني ومجلس السيدات اللبنانيات وجمعية تنمية الخيرية، مؤكدة أن العطاء الإنساني سمة أساسية في الكويت، والتي تتضح مع كل أزمة، والفن رسالة ولذلك فهو الأقدر على توصيل صوت وصرخة لبنان لكل العالم، فهو ليس مجرد لوحة جمالية أو أداة للتعبير بل انعكاس للمشهد بصورة إبداعية مختصرة وقوية وراسخة في الزهن والوجدان، ولذلك فإن المفوضية تستعين بالفن في عدة مناسبات لتوصيل رسائل قوية ومؤثرة.
تبرعات عينية
إلى ذلك، أوضح الهنيدي أن منصة كاب للفن المعاصر تقدم في معرض تحية إلى لبنان، الذي تم افتتاحه أمس الأول، ويستمر أسبوعين، مجموعة كبيرة من الأعمال الخاصة بها، والتي تتجاوز 120 عملا لـ60 فنانا لبنانيا، والتي تم تجميعها على مدى سنوات كملكية للمنصة، ويتم عرضها خلال المعرض في 3 أجنحة متجاورة، أحدها عن السياسة في لبنان، والثاني عن جمال هذا البلد الساحر، والثالث فوتوغرافيا، كمبادرة لدعم القضية اللبنانية في الأزمة الكارثية والهمجية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم على لبنان.
علي خليل: نشكر الكويت المعروفة عالمياً بمواقفها الإنسانية الراسخة
وأضاف أن الفن الذي يعد رسالة منصة الفن المعاصر، هو القادر على تجميع الناس من جميع الفئات على هدف واحد، وهو الجمال والسلام والحب والإنسانية، فاللوحات ليست مخصصة للبيع ولكنها وسيلة لتسليط الضوء ودعوة المجتمع المدني للتفاعل والتبرع العيني كالملابس والبطانيات والأدوية والأغراض المنزلية وغيرها للمنكوبين في لبنان، حيث تقوم منصة الفن المعاصر بجمع التبرعات والتكفل بتوصيلها إلى الجهات المعنية المعترف بها في لبنان، كالصليب الأحمر وغيرها، كمبادرة من المنصة وترسيخا لدور الفن الذي يظهر بقوة في الأزمات، باعتباره أهم رسائل وأهداف الفن.
المجتمع المدني
بدوره، قال رئيس مجلس الاعمال اللبناني في الكويت علي خليل إن المبادرة تعكس شعور المجتمع المدني والمواطن الكويتي واللبناني وجميع الجاليات على أرض الكويت لدعم القضية اللبنانية التي تعيش أزمة كارثية، كما نشكر الحكومة الكويتية على مبادراتها المستمرة لدعم لبنان، وهو أمر ليس جديدا على الكويت المعروفة عالميا بمواقفها الإنسانية الراسخة، كما نشكر سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد والحكومة والشعب الكويتي على مواقفهم النبيلة والإنسانية من القضية.