«أهلاً بنهاية زمن النقود الرخيصة... المستثمرون يجدون أنفسهم في عالم جديد وعليهم أن يتأقلموا ويضعوا قواعد جديدة لهذه التغيرات... الألم شديد في الأسواق المالية فلم تعد السندات التي تصدرها الدولة الأميركية تمثل درعاً واقية لتقلبات الأسهم... الخزانة العامة تشهد أسوأ فترة لها منذ عام 1948...»، كانت تلك عبارات مجتزأة من مقال افتتاحي لمجلة الإيكونوميست الرصينة.
محلياً، نشرت هذه الجريدة هذا الخبر المتوقع «أكدت الهيئة العامة تأثر الصندوق السيادي الكويتي... (أسباب الحرب الأوكرانية وغيرها)، مشيرة إلى انخفاض أداء الصندوق من بداية السنة المالية الحالية». أيضاً أسعار النفط انخفضت لأكثر من ثلاثة دولارات في الأيام القليلة الماضية، وقد تصل (أو ربما وصلت) إلى سعر التعادل في الميزانية...
يا الله تخلف... ماذا تملك هذه الدولة من مقومات الوجود الاقتصادي غير بايب النفط، وصندوقها السيادي الذي لا نعرف كيف يدار؟ وأي الكفاءات والوساطات والمحسوبيات في تعيين جماعته...؟ هم أبخص دائماً... ربما نسينا بعضاً من مقومات الاستدامة المالية، مثل ونتر لاند القادمة التي ستبتلع كل الأماكن السياحية في دول الخليج، والتي تتسابق بدورها على الانفتاحات الاستثمارية والسياحية، بينما هنا في دولة المجلس النيابي الوحيد بالمنطقة الجماعة غارقون في هموم شعار «انت مو مثلي»، وشجرة الكريسماس في المولات، ولباس المرأة في الأسواق... وتوفير معاشات لربات البيوت، ليس اهتماماً بالمرأة فذلك آخر همومهم، وإنما القصد ديمومة بقائها في المنزل لتكون الست أمينة في خدمة «سي السيد» حسب ثلاثية نجيب محفوظ.
الحكومة التي تسير في ظلال مرضاة نواب النخب الفكرية العميقة للمجلس لا نسمع منها شيئاً غير الزيارات التفقدية لمعالي وزير الداخلية، وتأكيده لهويتنا العربية والإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا، والحمد لله... لدينا صوت في المجلس وصداه في الحكومة.
ماذا عن قضايا الأوضاع الاقتصادية الخطيرة التي يمر بها العالم؟ ماذا عن 100 ألف خريج في تخصصات معظمها لا تلبي احتياجات السوق سوف يتقدمون للعمل خلال السنوات الأربع القادمة في وظائف حكومية لن تستوعب أكثر من 24 ألفاً منهم؟ (شكراً للنائب عبدالوهاب العيسى على السؤال البرلماني وللوزير الشيتان على إجابته الصريحة).
ماذا عن سباق الاقتراحات البرلمانية بالمزيد من الإنفاق المالي دون مردود اقتصادي غير المزيد والمزيد من الاستهلاك...؟ هل فكر أحد في المجلسين البرلماني والحكومي ما العمل للغد؟ هل هناك من يقلق عند الفريقين النائمين في العسل...؟ لا إجابة غير الصمت.