ناشدناكم ورجوناكم وعلَّقنا عليكم الآمال، بألا تخذلونا، وأن تبذلوا ما تستطيعون لإعادة الأمل لجماهير الكرة الكويتية المتعطشة لفرحة وبسمة، إلا أنكم - للأسف الشديد - خيَّبتم الظن بكم، فلم تكونوا على الموعد، أو تقدموا ما يشفع لكم ولنا دفاعنا عنكم، ومحاولة حمايتكم من النقد والهجوم، فكُنَّا على موعدٍ مع يوم آخر للفشل باستغلال الفرصة والاستفادة من أخطاء الآخرين، بل كُنَّا نحن مَنْ يرتكب الأخطاء ويهدي النتائج الإيجابية لهم، ويجعلهم يخرجون فرحين بما لم يحلموا به.
حاولنا ألا نكون قساة، وأن نشكِّل خط دفاع نحمي من خلاله اللاعبين والمنتخب من الهجوم المبرَّر في دوافعه، وغير المقبول في توقيته، لا لشيء إلا لإيماننا بأن الفريق لايزال في معمعة التصفيات، وفي منتصف مشوار نعتقد أنه بالإمكان أن ينهيه بطريقة مقبولة متى ما توافرت له الإمكانات وسهلت له السبل، إلا أننا - ومع الأسف - ها نحن نجد أنفسنا مضطرين لفتح ملف المصارحة والمكاشفة مبكراً بوجه مَنْ سيتولى مسؤولية الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وبالتبعية المنتخب، في الأيام القادمة، لعل وعسى أن نلحق ما يمكن اللحاق به، وكسبه قبل فوات الأوان، وحتى لا نبكي بعد ذلك - دون فائدة - على اللبن المسكوب.
وحتى نكون واقعيين مع أنفسنا والآخرين يجب أن نعترف بأننا، و«أعني في الكويت»، لا نمتلك من القدرات الفنية في الوقت الحالي ما يمنحنا إمكانية التفوق على الآخرين بشكل فارق، وبمعنى أصح «هذا حد يوشنا»، لكن هذا أيضاً لا يعني الاستسلام للأمر الواقع، بل يجب أن يدفعنا للعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه، والبحث عن مَوَاطِن الخلل الذي يعانيه منتخبنا في مشوار هذه التصفيات، ولعل الأبرز والأهم هو التهيئة النفسية والدور الإداري الـ «مفقود مفقود مفقود يا ولدي» بشكل واضح وجلي، إلى جانب القراءة الفنية الرديئة للمدرب الأرجنتيني بيتزي، والذي وللمرة الثانية يفشل في التعامل مع خصم منقوص لمدة طويلة في المباراة، بل ويكون الطرف الأضعف في المواجهة.
المشوار لايزال طويلاً، وفيه من الأمل الكثير، لاسيما أن منتخبنا الأزرق سيحظى بفرصة اللعب على أرضه وبين جماهيره في 4 مباريات من 6 متبقية في المجموعة، وهو ما قد يعطينا الأمل بأفضلية إذا ما استغلت بالشكل الأمثل لخطف أحد المركزين الثالث أو الرابع والتأهل للملحق القاري، واللعب على آخر مقعدين مباشرين، بعد تأهل أول وثاني كل مجموعة من المجموعات الثلاث بشكل مباشر للنهائيات في 2026، بشرط أن نبتعد عن المجاملات، وأن نعمل، وبشكل جدي، على تلافي الأخطاء، والتخلص من كل مَنْ هو غير مفيد في الوقت الحالي، فالكويت والمنتخب أبقى وأهم.
بنلتي
يحق لكائن من كان أن يغضب ويحزن ويعبِّر عمَّا بصدره من ألم على حال منتخب كان في يوم من الأيام مجرَّد ذكر اسمه يُرعب الآخرين، لكن أن يتحوَّل الأمر بوسائل «التقاطع» الاجتماعي إلى حفلة تُستخدم فيها كل مفردات الردح والقدح والتنمُّر على اللاعبين، فهذا أمر مرفوض، ولا يمكن القبول به، فهناك فرق شاسع بين النقد والتجريح، و«اللي ما ترضاه على نفسك ترى الآخرين ما يرضونه عليهم».