قمة روحية تدعو لانتخاب رئيس للجمهورية والعودة إلى الدولة ووقف الحرب
عقدت في مقر البطريركية المارونية في بكركي، اليوم ، قمة روحية إسلامية – مسيحية دعا إليها البطريرك بشارة الراعي، في وقت يتصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان، ويرتفع منسوب التوترات الطائفية، على وقع أزمة النزوح والخلافات السياسية.
وشارك في القمة إلى جانب البطريرك الراعي، مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وشيخ العقل لطائفة الموحِّدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى وبطريرك الروم الأرثوذكس يوحنّا العاشر اليازجي.
ورغم التباينات التي ظهرت بين سطور الكلمات التي ألقيت، شددت القمة في بيانها الختامي، على أنّ «العدوان الإسرائيلي الهمجي على لبنان يطال كل لبنان وينال من كرامة وعزة كل اللبنانيين»، مشددة على أنّ «الحلول لن تكون، ويجب ألاّ تكون، إلاّ عبر الحلول الوطنية الجامعة التي ترتكز على التمسّك بالدستور اللبناني واتفاق الطائف وبالدولة اللبنانية وسلطتها الواحدة وبقرارها الحر وبدورها المسؤول في حماية الوطن والسيادة الوطنية ومسؤولياتها تُجاه شعبها وضمانة أمنه واستقراره وازدهاره».
وأشار البيان إلى أن «الوقت ليس وقتاً للجدل العقيم، والزمن ليس زمن المطالب والمكاسب... الوقت والزمن هما لإثبات جدارتنا بأن نكون لبنانيين موحدين لأنّ الكيان اللبناني بات معرَّضاً للمخاطر والضياع».
وحثّ البيان على «الشروع في انتخاب رئيس للجمهورية، يحظى بثقة جميع اللبنانيين وذلك تقيّداً بأحكام الدستور، وبأكبر قدر ممكن من التفاهم والتوافق، بإرادة لبنانية جامعة وعملاً بروح الميثاق الوطني وتغليباً للمصلحة الوطنية وتجاوزاً للمصالح الخارجية».
وطالب البيان بالشروع فوراً في تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701 كاملاً، ونشر الجيش في منطقة جنوب الليطاني، وأكد ضرورة احتضان اللبنانيين بعضهم لبعضهم الآخر.
ودعا البيان مجلس الأمن الدولي إلى «الانعقاد فوراً، ودون تلكؤ لاتخاذ القرار الحاسم لوقف إطلاق النار، ولإيقاف هذه المجزرة الإنسانية التي ترتكب بحق لبنان الذي يشكّل نموذجاً رائعاً في هذا الشرق».
كما توجه البيان بالشكر للدول العربية الشقيقة والدول الصديقة على مبادراتها الطيبة تُجاه لبنان، وتقديمها الدعم السياسي والعون المادي والطبي والغذائي ووجه الشكر لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) «مثمناً تمسكها بالبقاء في مواقعها».