رغم التهديد الأميركي الصريح لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو بوقف المساعدات العسكرية في حال لم يسجّل تحسّناً في تأمين دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، واصل جيش الاحتلال لليوم الثاني عشر حرب الإبادة والتجويع الهادفة لتهجير السكان من شمال القطاع، في وقت أعلنت وكالة «الأونروا» اقتراب عمليتها من الانهيار بسبب تزايد الظروف المعقدة.

ووسط القصف المتواصل وإطلاق النار وعمليات تفخيخ ونسف المنازل والمربعات السكنية، عمّق الاحتلال أزمة الجوع شمال غزة بإصراره على منع دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء وقطع جميع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والوقود عن المنطقة المحاصرة بشكل محكم منذ اجتياحه لها في 6 أكتوبر تحت ذريعة «منع حركة حماس من استعادة قوتها»، بينما يهدف لتهجير سكانها وفصلها عن بقية القطاع.

Ad

إلى ذلك، حذر مفوض «الأونروا» فيليب لازاريني، خلال مؤتمر صحافي في برلين أمس، من أن عمليات الوكالة في غزة تقترب من نقطة الانهيار بسبب تزايد الظروف المعقدة، مشيراً إلى خطر حقيقي باحتمال حدوث مجاعة أو سوء تغذية حاد مع اقتراب فصل الشتاء وضعف أجهزة المناعة لدى السكان.

ودعا تفاقم الوضع، وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن إلى تحذير إسرائيل من احتمال أن تتأثر المساعدات العسكرية في حال لم تسجّل تحسّناً في تأمين دخول المساعدات الإنسانية الى غزة.

وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر، إن بلينكن وأوستن «أكدا للحكومة الإسرائيلية في رسالة الأحد وجوب أن تجري تعديلات لنرى مجدداً ارتفاع مستوى المساعدات التي تدخل غزة، عن المستويات المتدنية جداً التي هي عليها اليوم».

وتطرقت الرسالة إلى أن القانون الأميركي ينصّ على أن «الجهات التي تتلقي المساعدات العسكرية الأميركية لا تقوم برفض أو إعاقة بشكل تعسفي تقديم المساعدات الإنسانية الأميركية».

ونقل موقع «أكسيوس» أمس عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن حكومة بنيامين نتنياهو تسلمت رسالة بلينكن وأوستن وتراجعها بدقة مع القيادة الأمنية.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أن حكومته تأخذ هذه الرسالة على محمل الجد، ومن المتوقع معالجة ما أثير فيها من مخاوف أميركية بشأن الأوضاع الإقليمية والتصعيد المحتمل بين إسرائيل وإيران.

وأكد المسؤول أن إسرائيل ستتعامل مع هذه المخاوف بجدية، في إشارة إلى استمرار التنسيق الأمني والدبلوماسي مع الولايات المتحدة، خصوصاً وسط التطورات الأخيرة في المنطقة.

وفي بريطانيا، دعا رئيس الوزراء كير ستارمر إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني في غزة، بالتعاون مع فرنسا والجزائر، مؤكداً أنه يدرس فرض عقوبات على وزيري المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش والأمن الوطني إيتمار بن غفير بسبب تعليقاتهما البغيضة بشأن الصراع والتي تضمنت تبرير تجويع المدنيين في غزة ووصف مرتكبي العنف من المستوطنين في الضفة الغربية بأنهم أبطال.

كما وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منع الشركات الإسرائيلية من المشاركة في معرض للأسلحة البحرية بأنه «عار».

وكتب غالانت في منشور على منصة «إكس»، إن «خطوات (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون هي عار على الأمة الفرنسية وقيم العالم الحر التي يزعم أنه يدعمها، معتبراً أن فرنسا «تبنّت، وتطبّق باستمرار سياسة عدائية حيال الشعب اليهودي».