شدد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اليوم الأربعاء على أن بناء «القوة الشاملة» مهم جداً لردع أي محاولات لجر مصر أو تهديدها بأي شيء في هذا الشأن، مؤكداً أن القاهرة لديها ثوابت واضحة «ولن تنجرف في حروب إلا إذا كان هناك تهديد مباشر لحدود ومقدرات الدولة».

وقال مدبولي خلال مؤتمر صحفي «إذا تفاقمت الحرب الموجودة في المنطقة وتم استهداف المنشات النووية والنفطية سيكون هناك تداعيات هائلة على المنطقة»، مؤكداً «ضرورة أن نكون على استعداد لأي سيناريوهات».

وأشار في هذا الاطار الى أزمة العدوان على غزة وتداعياته واتساع دائرة الصراع الى الجنوب ومضيق باب المندب وإيقاف وتهديد حركة الملاحة وهبوط موارد قناة السويس إلى 40 في المئة فقط من مواردها.

Ad


وقال «لا نُعطي تصريحات تُثير الخوف والتشاؤم لكننا نعرض في إطار من الشفافية ما هي مسؤوليتنا كدولة إذا ما حدث أي سيناريوهات»، مؤكداً أنه تم تدبير احتياجات الدولة بصورة جيدة ونضع كل السيناريوهات في الحسبان حتى نستطيع التعامل معها ونتحرك بها.

من جانب آخر، أشار مدبولي إلى أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر أمس «حملت العديد من الرسائل المهمة في هذا التوقيت الدقيق من الأوضاع في المنطقة».

وأوضح أن جزءاً مهماً من المحادثات بين الرئيس المصري وولي العهد السعودي كانت بشأن الأوضاع الإقليمية والتنسيق الكامل بين البلدين في هذا الإطار والتعامل مع المتغيرات السريعة جداً التي تحدث «وضرورة ضمان التنسيق الكامل بين البلدين المهمين اللذين يُمثلان جناحي الأمة العربية والاسلامية ومن أهم الدول المؤثرة في المنطقة».

وأضاف أن المباحثات مع الجانب السعودي تطرقت لملفات الصناعة، مشيراً إلى أنه خلال الفترة القادمة سيتم التركيز على الاستثمارات المشتركة في قطاع الصناعة وقطاعات أخرى مختلفة تصلح للاقتصاديين المصري والسعودي حيث كان هناك تأكيد على متابعة مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التي يتم تنفيذها على الأرض وأهمها موضوع الربط المصري - السعودي.

وأشار إلى أنه بحلول شهري مايو أو يونيو القادمين سيتم دخول المرحلة الأولى من الربط في الخدمة بقدرة 1500 ميغا ربط متبادل بين البلدين وستكون ميزة متبادلة للبلدين من خلال الاستفادة من ساعات الذروة لكل بلد.

وأوضح أن مشروع الربط بين مصر والسعودية من المقرر أن يصل إلى 3 آلاف ميغا المرحلة الأولى فقط 1500 ويليها الـ1500 الأخرى، مؤكداً أن الثلاثة آلاف ميغا هي أكبر من الطاقة الإقليمية لدول التعاون الخليجي كله.

وحول تأسيس آلية لدراسة تمويل المشروعات التنموية في دول حوض النيل، قال مدبولي إنه في إطار رؤية مصر وقوتها الناعمة وتوجهاتها الاستراتيجية للدول الإفريقية وتحديداً حوض النيل الجنوبي فسيكون هناك استهداف لمساعدة هذه الدول في إطار الشراكة معها ودور مصر المهم فيها.

وأضاف أن مصر ستقوم بتمويل وتنفيذ مشروعات تنموية لسكان دول حوض النيل الجنوبي في اطار خدمة الاقتصاد المحلي وتلبية الاحتياجات الأساسية لهؤلاء المواطنين في هذه الدول.

وأشار إلى أن مصر حاضرة بقوة في إفريقيا وهذه الآلية ستسهم في مزيد من دفع العلاقات الثنائية مع دول حوض النيل الجنوبي.

وحول طرح المطارات المصرية في برنامج الطروحات، قال «يتم الحديث عن إدارة وتشغيل المطارات وليس هناك بيعاً للمطارات»، مؤكداً أن المطارات هي مشروعات مرافق عامة للدولة المصرية وبالتالي أي مشروعات تحدث بها هي مشروعات تطوير وإدارة وتشغيل لكن الملكية في النهاية تكون للدولة المصرية.

وأردف فيما يتعلق بالبنوك فالموضوع يختلف لأن هناك بنوك تمتلكها الدولة وأخرى ملك القطاع الخاص وبالتالي ما يُطرح في بعض البنوك الموجودة يكون بحصص أو بنوك خاصة تطرح في الدولة وتتبع البنوك الخاصة.