بعد أسابيع من الانتقادات لرفضها إجراء لقاءات مع وسائل إعلام موالية للجمهوريين، أجرت هاريس مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» اليمينية، طغى عليها التوتر أحياناً ووجدت نفسها في موقف دفاعي في عدة مناسبات، لا سيّما فيما يتعلق بقضية الهجرة أو عندما سئلت عمّا إذا كانت قد لاحظت أيّ تراجع في القدرات الذهنية للرئيس بايدن. لكنّها قالت «أنا أمثّل جيلاً جديداً من القادة».
وتجد هاريس، التي حلّت محلّ بايدن في منتصف يوليو الماضي مرشحة للانتخابات الرئاسية نفسها في موقف صعب قبل 18 يوماً من الاستحقاق الرئاسي الأميركي، فهي من جهة تريد التمايز عن ولاية بايدن، ومن جهة ثانية لا تريد التنكّر لحصيلة ولاية الرئيس الثمانيني.
وقالت في هذا الصدد، إنها «لم تقض معظم حياتها المهنية في واشنطن»، على عكس بايدن الذي انتخب عضواً في مجلس الشيوخ العام 1973 عن عمر 30 عاماً، بينما عملت هاريس مدعية عامة في كاليفورنيا، بعيداً عن ألغاز السلطة الفيدرالية.
وأكدت أنها تريد إجراء نقاش مع خصومها السياسيين، وخاطبت «أولئك الذين يشاهدوننا، أقول لكم إذا كنتم تؤيدون هذا الرأي، أياً كان الحزب الذي تنتمون إليه، أياً كان الحزب الذي صوتتم له في المرة الأخيرة، فهناك مكان لكم في هذه الحملة»، مجدّدة اتهام خصمها بأنّه «غير متوازن».
ووعدت المرشحة الديموقراطية، التي تحتفل الأحد المقبل، بعيد ميلادها الستين بوجود جمهوريين في إدارتها في حال فوزها، وهو دليل على انفتاحها، متّهمة منافسها دونالد ترامب «78 عاماً» بـ«التقليل من شأن» الأميركيين، وأكدت أنه «يجب أن يكون رئيس الولايات المتحدة قادراً على مواجهة الانتقادات من دون أن يهدّد أصحابها بإيداعهم السجن».
واحتدمت المنافسة بين ترامب وهاريس، مما اضطرها إلى مراجعة استراتيجيتهما في مسعى لإحداث اختراق بين ناخبين مترددين، فقد رفضت المرشحة الديموقراطية قبل أسبوع على قناة ABC انتقاد رئاسة بايدن، واكتفت بالقول «لا يوجد شيء يتبادر إلى ذهني»، لكن عواقب هذه الجملة دفعتها إلى إعادة النظر في استراتيجيتها، خصوصاً أن عدداً من الجمهوريين وحتى بعض الناخبين المترددين متفقون على رفض إرث بايدن في البيت الأبيض.
من جهته، قال بايدن في تجمع بولاية بنسلفانيا «كنت مخلصاً لباراك أوباما، لكنني صغت طريقي كرئيس. هذا ما ستفعله كامالا. لقد كانت مخلصة حتى الآن، لكن يجب عليها أن ترسم طريقها بنفسها».
أمّا ترامب، فقد قدّم نفسه أمام حشد من النساء على أنه «أب التلقيح بالأنابيب»، في محاولة لعكس الاستطلاعات التي تظهر تقدم هاريس عليه في صفوف الناخبات اللواتي يتابعن عن كثب تصريحاته المتعلقة بمسألة الإجهاض الحساسة.
ورد المرشح الجمهوري على أسئلة ناخبين من أصول أميركية لاتينية خلال حدث نظمته شبكة «أونيفيزيون» التلفزيونية الناطقة بالإسبانية وهي الأكبر في الولايات المتحدة. ووصف يوم السادس من يناير 2021 بأنه «يوم حب» عندما هاجم أنصاره بعنف مبنى الكابيتول وشكك مجدداً بوجود تغير مناخي.
ورداً على سؤال حول بعض مزايا منافسته الديموقراطية، قال ترامب «لست معجباً» بنائبة الرئيس قبل أن يشيد «بقدرتها على الصمود» على الساحة السياسية.
واشتعلت المنافسة بين المرشحين للبيت الأبيض، إذ تمكن ترامب بحسب استطلاعات الرأي من تعويض تقدم منافسته الطفيف ولا سيما في الولايات الشمالية الرئيسية، بينما أجرت هاريس جولة شملت بنسيلفانيا وميشيغان وويسكنسن تعهدت خلالها بتقوية الاقتصاد والطبقة المتوسطة، محذرة من أن ترامب «سيعمل على إضعاف الاقتصاد وسيشعل التضخم ويتسبب في ركود بحلول منتصف العام المقبل».