أيام عجاف يعيشها لبنان بعد عام مرير عاشته غزة سبقته سنوات من الحصار، فالعدوان الصهيوني الذي ضرب بكل الأعراف والقوانين عرض الحائط على مرأى ومسمع العالم دون أن يرتدع عن جرائمه المستمرة والمتمددة لتغتال في كل يوم بقعة بريئة، لأن هذا الكيان لا يحترم القرارات الدولية، ولا ينصاع ولا ينقاد إليها ولا يأبه بها، بل لا يعيرها اهتماماً لأنه المسيطر على الدول التي تدّعي أنها كبرى، والتي تصاغرت جداً أمام السفاح الصهيوني، بل هي من تدعمه وتسانده في الجرائم التي يمتاز بها، وتسهم في تفشي وبائه المسموم والخبيث بتدمير عالمنا الإسلامي والعربي لأنه يكنّ حقداً دفيناً ضد كل من يتصدى لوبائه.

والأسئلة التي تطرح نفسها: إلى متى يستمر هذا الطغيان وهذه الجرائم أمام مرأى ومسمع العالم؟ وإلى متى يواصل السفاح قتل وتهجير وتدمير كل من يكشف أساليبه وألاعيبه ويفضح تجاوزاته ويرفع الستار عن مخططاته التي تسعى إلى شرق أوسط خاضع لسيطرته والتي عمل وما زال يعمل طوال سنوات لتحقيقها على أرض الواقع؟ وماذا بعد غزة ولبنان، طالما المنطقة تغلي وتتجدد مع مفاجآت الكيان الصهيوني باستمرار مسلسل سفك الدماء والبطش وارتكاب أبشع الجرائم التي يدفع ثمنها الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم أصبحوا بين نارين، لا يعرفون أبعاد وأهداف ومغزى هذا الدمار الذي شرد الناس من بيوتهم وأراضيهم، فأصبحوا في دائرة الاستقصاء حتى من بعض فئات جنسهم ممن يفترض أن يتسابقوا لإيوائهم، كما فعل الشرفاء الذين فتحوا أبوابهم لنصرة إخوانهم دون النظر للخلافات الثانوية التي ساهمت في نجاح الصهيوني من سهولة تحقيق تطلعاته.

Ad

وكلنا نأمل حل هذه الأزمة قبل أن تتحول إلى إعصار يجرف كل من حوله، ويتطاير شرره إلى أبرياء آخرين لا ذنب لهم سوى أنهم في مرمى نيران لا تفرق بين عدو وصديق وبين ضحية وسفاح.

آخر السطر:

الرصاصة الطائشة تقتل كل من حولها.