تعتبر مجموعة فيتامينات (باء) من الفيتامينات التي تذوب في الماء والسريعة الامتصاص بعد الهضم، كما أن مصادرها الغذائية كثيرة جداً ومتوافرة طوال العام، فعلى سبيل المثال فيتامين (ب1) و(3) و(12) موجودة في السمك والبيض والبروكلي والكبدة والأسماك، في حين فيتامين (ب2) و(6) و(9) موجودة في الهليون والبروكلي والكرنب والبرتقال والبقوليات وغيرها، كما تُسهم فيتامينات المجموعة (باء) في العديد من الوظائف الحيوية ولها دور مهم في تقليل خطر الإصابة بالعدوى، والحفاظ على صحّة الخلايا، وتعزيز نموّ خلايا الدم الحمراء، وتنظيم مستويات الطاقة وإنتاج الهرمونات والكوليسترول في الجسم، كما تعزز سلامة الرؤية، والوقاية من الصداع النصفي، وتنشط السيلان العصبي في الأعصاب من الدماغ إلى أنحاء الجسم، وهي ضرورية لصحة القلب والأوعية الدموية، والهضم، وتنظيم الشهيّة، وقوّة العضلات، وتشير آخر الدراسات إلى أهميته كإنزيم مساعد لتغذية الدماغ (بالأوميغا3).
دراسات كثيرة تشير إلى أهمية فيتامينات (باء) المركبة بشكلٍ خاصّ للمرأة الحامل والمُرضع، فهي تُساعد في منع إصابة الطفل بالعيوب الخَلقية، وزيادة مستويات الطاقة، وتخفيف أعراض الغثيان، وتقليل خطر تعرّض الأُم لحالةِ ما قبل تسمم الحمل، ومن أهمّ مصادره اللحوم، والدجاج، والسمك، ومنتجات الألبان، مثل الحليب، والجبنة، والزبادي، والبيض، كفيتامين (ب9) و(12) الذي يدخل في تركيب الـDNA والأمراض الوراثية.
ويُعتقد أنّ لها دوراً في رفع مستويات التستوستيرون عند الرجال وتخفيف التوتر وتُسهم في بناء العضلات، وزيادة قوة الجسم، وتختلف أهميتها من فيتامين لآخر، لذلك نجد أن (ب1) يعد المرافق للإنزيمات ويساعد على تحويل الكربوهيدرات إلى سكر، وقد يسبب نقصه مرضاً يسمى بري بري Beriberi، ويُعد أساسياً لصحّة القلب، كما يدخل في عمليات أيض الكربوهيدرات وإنتاج الطاقة، ويسهم في تطوّر الجهاز العصبي ووظائفه، ويعزز من مناعة الجسم، ويحافظ على قوة الإبصار، ويُحسّن من أداء وظائف الكلى، ويبطئ من تقدّم أمراض الكلى بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري.
ويؤدي دوراً في انقباض العضلات، وتوصيل الإشارات العصبيّة، ومعروف أن بعض أدوية السكري تمنع امتصاصه هو وباقي مجموعة فيتامين «ب» مما يؤدي إلى شعور مرضى السكري بالتعب والإرهاق، أو تقلص العضلات، والرعشة أو الرجفة في الأصابع، وينصح بأخذ الفيتامينات بعد العلاجات بثلاث ساعات على الأقل.
وإن فيتامين (ب2) يسهم في المحافظة على الأغشية المخاطية الموجودة في الجهاز الهضمي، والمحافظة على صحة الكبد، ويدخل في تحويل الحمض الأميني التريبتوفان إلى نياسين الذي يساعد على امتصاص وتفعيل الحديد وبعض فيتامينات (ب) الأخرى، مثل (ب1)، و(ب3)، و(ب6)، و(ب9)، وهو مهم لصحة البشرة والنظر والمساهمة في تحسين مستويات الكوليسترول، أما فيتامين (ب5) حمض البانتوثينيك فإن نقصه يسبب صداعاً واضطرابات في الجهاز الهضمي، وهو يعتبر السائق للعملية البيوكيميائية لتسريح الطاقة ولصناعة الهرمونات، ومن مصادره البطاطا الحلوة والبيضاء، والبروكلي، والبيض، كما يحافظ على صحة البشرة، والشعر، والعينين، والمساهمة في وظائف الجهاز العصبي والكبد، وإنتاج خلايا الدم الحمراء.
أما فيتامين (ب6) فنلاحظ أن الناس الذين يتناولون غذاءً متوازناً لا يصابون بنقصه، فهو يعمل على المحافظة على الوظائف الصحية للدماغ، والجهاز العصبي، والمساهمة في إنتاج الهيموغلوبين الناقل للأكسجين إلى خلايا الجسم، في حين يسبب نقص فيتامين (ب7) أو البيوتين تساقط الشعر والتشققات على جوانب الفم، وجفاف العينين، ونقص الشهية، وهو متوافر في لحم الكبد، وصفار البيض، والفطر، والأفوكادو، وغيرها، ويعتبر مع فيتامين A المسؤولين عن صحة الجلد، والشعر، والأغشية المخاطية ووظائف الجهاز العصبي، لذلك لا بد من وضع وجبات صحية متكاملة يوميا من بروتين ودهون ونشويات مركبة (بعيداً عن السكر والدقيق والأرز المكرر)، خاصة لمرضى السكر والالتزام بها.