أظن أن هذا أول مشهد سياسي وقح وسافر لحكومات ورؤساء العالم الغربي الذين أصموا آذاننا وهم يتشدقون بالديموقراطية، وكيف أنها تضمن حماية الشعوب المغلوبة على أمرها، فاليوم رأينا الحكيم والحليم فيهم أصبح مصاص دماء يتعطش لدماء أهل غزة التي يسفكها الكيان الصهيوني كل يوم!
فقد تكالب الجميع على غزة وتحت رعاية ومظلة المجتمع الدولي، حتى أن المتحدث الأميركي قال قبل أشهر وبصراحة حقيرة: «لدينا تقييم صارم بخصوص ما يسمى «الإبادة الجماعية» ولا نرى أن الصراع بين إسرائيل وحماس يرقى إلى الإبادة الجماعية»!! وطبعا هذه موافقة ضمنية من أميركا لنتنياهو بأن يستمر في إبادة أهل غزة!
هنا، وهذا هو الأهم في المقال، رأينا الشعوب الغربية تتحرك كالطوفان في شوارع ومؤسسات بلدانهم، يرفعون أعلام فلسطين، ويحملون صور جثث الأطفال، ويعبرون عن غضبهم الشديد على حكوماتهم ورؤساء بلدانهم لدعمهم الكيان الصهيوني وعدوانه الهمجي على غزة، في حين من هم على دين أغلبية أهل غزة رأينا منهم من يقف صفا واحدا مع الصهاينة يبرر قتل أبناء دينه وجلدته، بعضهم علناً وبعضهم على استحياء، وبعضهم لا يؤيد جرائم الصهاينة لكنه وجد فيها المتنفس الوحيد لبث أحقاده على حماس والإخوان عامة! فلا يحدثنا أحد بعد اليوم عن انقطاع نسل «أبي رغال» ونسل «عبدالله بن أُبي بن سلول»، فما رأيناه من حُرقة في قلوب الشعوب الغربية غير المسلمة التي تهاجم الكيان الصهيوني لسفكه دماء أهل غزة، وما رأيناه من حقد أسود في قلوب بعض العرب الذين يهاجمون حماس وكتائب القسام، ويحملونهم دماء أهل غزة دون التطرق للصهاينة، حتى أن بعضهم وخلال تناثر الدماء وتطاير الأشلاء جلس يتحدث عن خطر حماس والأحزاب الإسلامية على العالم العربي والإسلامي! كل هذا كفيل بنسف المثل الشعبي القديم والمعروف: «اللي مو على دينك ما يعينك» والذي تأكد لنا بأنه «خرطي» بامتياز ومجانب للحقيقة بعد أحداث غزة.
نقطة مهمة:
عذرا أيها المنافقون فأمثالكم تخالف واقعكم.