أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما

نشر في 18-10-2024
آخر تحديث 17-10-2024 | 19:26
 عماد خميس العقاب

الحب هو الشعور الجميل والعاطفة القوية التي تنبع من القلب، وهو من أسمى المشاعر التي يمكن أن يشعر بها الإنسان تجاه الآخرين، سواء في الأوقات السعيدة أو الأوقات الصعبة، ومن بين أنواع الحب، الحب في الله الذي يعتبر أعظم أنواع الحب وأكثرها بركةً، فهو ينبع من الإيمان والإخلاص والتقوى، ويزيد الرحمة والمحبة بين الإخوة والأخوات في الله.

«أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما»، هذا المثل يشير إلى أن الحب في الله يجب أن يكون سائدًا بين الإخوة والأخوات، وأن البغضاء والعداوات يجب أن تكون مقتصرة على البغض في الله وحده، وألا تؤثر هذه المشاعر في العلاقات الإنسانية.

وقد أشكل عليّ فهمه، فأنا أعلم أن الحب في الله من أعظم الأعمال التي يثاب عليها المسلم، فهل إذا أحببت أخاً لي في الله، هل علي أن أكون على حذر منه عسى أن يكون بغيضي يوماً ما؟ وهل كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعاملون مع بعضهم على هذا الأساس، أي بحذر وحيطة؟

الحب في الله يجب ألا يترافق مع الحذر والحيطة، بل يجب أن يكون متوجّهاً بالإخلاص والصدق والاحترام والتقدير، فالحب في الله يجمع بين الإنسان وربه ويقربه من الخالق الكريم، وهذا ينعكس على العلاقات بين الإخوة والأخوات في الله، وفي الوقت نفسه، فإن البغض في الله يتنافى مع الإيمان والإخلاص والتقوى، فلا يمكن للمؤمن أن يكره أخاه في الله.

وللتوضيح، كان الصحابة رضوان الله عليهم، يتعاملون مع بعضهم بالمحبة والتعاون والتفاهم، ولا يتميزون بأي نوع من الحذر أو الحيطة بينهم، فهم كانوا يتواصلون مع بعضهم بعضا على أساس الأخوة في الله، وكانوا يعاملون بعضهم بعضاً بالعفو والصفح عن الخطأ. أنا أرى أن هذا الحذر والحيطة من الإخوة والأخوات في الله يمكن أن يكون عائقاً دون الرقي في سلم المحبة بيننا، فالحب في الله يجب أن يكون دائماً متجذراً في القلب، وأن يكون طائعاً لله سبحانه وتعالى، وليس هناك مكان للحذر والحيطة في هذه العلاقات الإنسانية المبنية على الإيمان والمحبة.

فعلاقاتنا مع الإخوة والأخوات في الله يجب أن تكون مبنية على الإخلاص والمحبة والتوجه الصحيح، وعلينا أن نكون دائماً متأكدين من أن قلوبنا محبة لتحقيق السعادة والنجاح لبعضنا بعضاً، وهذا يأتي من خلال تشجيع بعضنا بعضاً على الخير والإحسان، والتعاون فيما بيننا وتقديم المساعدة والدعم في أوقات الشدائد والصعوبات.

في النهاية، الحب في الله هو من أعظم الأعمال التي يثاب عليها المسلم، وهو يجعلنا أفضل وأكثر تقرّباً لله وتعاوناً في الخير، لذا، دعونا نعمل على تعزيز هذا الحب في حياتنا اليومية ونتذكر دائماً أن الله يعطينا قوة الحب لتحقيق السعادة في حياتنا وبين إخوتنا في الله... وفقنا الله جميعاً للإيمان الصادق، والحب الصادق لبعضنا بعضاً في سبيله.

ادام الله احبتنا لنا ولكم ووفقكم وشد ظهوركم لضربات الاعداء وكارهين..

back to top