لبنان: الإخلاءات تشمل البقاع و«اليونيفيل» تتحرك بحراً

«حزب الله» ينفي سيطرة الجيش الإسرائيلي «الكاملة» على أي قرية لبنانية

نشر في 18-10-2024
آخر تحديث 17-10-2024 | 19:47

استهدفت غارات إسرائيلية صباح أمس مناطق عدة في شرق لبنان وجنوبه، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام، وذلك بعد توجيه الجيش الإسرائيلي إنذارات إخلاء شمل بعضها منطقة البقاع للمرة الأولى منذ بدء التصعيد ضد معاقل «حزب الله». وحتى الأسبوع الماضي، كانت ربع أراضي لبنان مشمولة بإنذارات إخلاء إسرائيلية، بحسب ما أوردت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان.

وأصابت غارتان منطقتي البرج الشمالي والحوش قرب مدينة صور الساحلية في جنوب لبنان، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية ومشاهد حية بثتها وكالة فرانس برس.

ونفذت الغاراتان بعدما أنذر الجيش الإسرائيلي سكان المنطقتين بإخلاء مبنيين ومحيطهما بمسافة لا تقل عن 500 متر، قال إنهما يقعان قرب «منشآت ومصالح تابعة لحزب الله».

وفي منطقة البقاع (شرق)، تعرّضت ثلاث بلدات على الأقل لغارات اسرائيلية.

وأصابت الغارات أبنية في بلدات سرعين وتمنين الفوقا والسفري، جرى استهدافها بعد عشر دقائق من صدور إنذار الإخلاء، وفق الوكالة الوطنية.

وكان الجيش الإسرائيلي أصدر أمس للمرة الأولى إنذارات إخلاء تتعلق ببلدات في منطقة البقاع التي تشملها الضربات الإسرائيلية بوتيرة متزايدة منذ تصعيد إسرائيل وتيرة هجماتها الجوية في لبنان في 23 سبتمبر.

ووجه الجيش الإسرائيلي إنذارات الى سكان البلدات المذكورة وطلب منهم إخلاء أبنية ومحيطها، قال إنها تقع قرب «منشآت ومصالح تابعة لحزب الله» يعتزم استهدافها.

الى ذلك، قال مصدر أمني لبناني ومصدر دبلوماسي لـ «رويترز»، إن التهديدات التي تلقتها المباني التي تضم قناة الجزيرة والسفارة النرويجية في وسط مدينة بيروت كانت وهمية.

«حزب الله»

وفي حين تواصلت المعركة البرية العنيفة، أكد «حزب الله» أمس، أن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من «السيطرة الكاملة» على أي قرية في جنوب لبنان، وذلك بعد توزيع الجيش الاسرائيلي شريطا مصورا لرفع العلم الاسرائيلي على قرية عيتا الشعب في القطاع الاوسط الحدودي، والتي تتعرض لقصف منذ العام الماضي.

وقال النائب في الحزب حسن فضل الله، خلال مؤتمر صحافي في البرلمان: «الى اليوم لم يتمكن العدو من السيطرة الكاملة على أي قرية ولم يستقر في أي قرية، فهو يعتمد سياسة دمّر، صوّر واهرب».

وأوضح أنه «رغم كثافة النيران والغارات وزج جيش العدو بنخبة قواته»، فإن مقاتلي الحزب «يقاتلون في الامتار التي يتسلل اليها العدو» ويستهدفون كذلك تجمعات جنوده في الجانب الإسرائيلي من الحدود.

وأشار فضل الله إلى أن «ثبات المقاومين في الميدان في المعركة البرية ومواصلة إطلاق صواريخها على قواعد الاحتلال العسكرية على مدى جغرافي واسع... هو بحد ذاته دليل على فشل العدوان في تحقيق أهدافه المرحلية المعلنة». واتهم إسرائيل بـ«اتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال التدمير الممنهج للقرى والبلدات على امتداد المناطق التي يستهدفها، وخصوصا في الجنوب وعلى خط الحدود، حيث يحاول إقامة منطقة عازلة لا من السكان فقط، بل من الأبنية والحقول والشجر أيضا».

«اليونيفيل»

الى ذلك، وفي خطوة غير مسبوقة، تأتي غداة إعلان إسرائيل رسميا للمرة الاولى استخدام بارجاتها البحرية في القصف على جنوب لبنان، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية لـ «رويترز» إن سفينة حربية ألمانية تعمل ضمن مهمة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أسقطت أمس جسماً طائراً مسيّراً قبالة ساحل لبنان.

وذكر المتحدث بأن «السفينة الحربية أسقطت الطائرة المسيّرة المجهولة الهوية في الماء في عملية اعتراض دقيقة»، مشيرا إلى عدم وقوع أضرار بالسفينة الألمانية أو طاقمها. وأضاف أن السفينة الحربية «لودفيغسهافن» أم راين تواصل مهامها.

من ناحيته، قال المتحدث باسم «اليونيفيل» إن طائرة مسيّرة مجهولة المصدر اقتربت من إحدى سفن «اليونيفيل» قبالة ساحل لبنان الجنوبي، وتم استخدام التدابير الإلكترونية المضادة، وسقطت المسيّرة وانفجرت من تلقاء نفسها.

وأكد القرار 1701 الذي انهى حرب 2006 بين اسرائيل و«حزب الله» على فرض حظر على الأسلحة إلى جهات غير الحكومة اللبنانية أو قوات اليونيفيل التي تم توسيع دورها لمساعدة الجيش اللبناني في تأمين حدود البلاد بما في ذلك الحدود البحرية. وسمح القرار بإنشاء قوة مهام بحرية لمراقبة الساحل اللبناني وتفتيش السفن ومنع شحنات الأسلحة.

وبحسب مراقبين قد يكون مبرراً وفق تفويض «اليونيفيل» فيما يتعلق بقوة المهام البحرية إسقاط جسم غير محدد إذا كان يشكل تهديدا مباشرا لأفراد «اليونيفيل» أو سفنها أو عملياتها أو يعتبر تهديدا للسلام والأمن بالمنطقة الا ان مثل هذا الإجراء يتطلب أدلة واضحة على التهديد وتنسيقاً مع السلطات اللبنانية والتزاما صارماً بقواعد اشتباك الامم المتحدة.

وتعرضت مواقع لـ «اليونيفيل» على الشريط الحدودي في جنوب لبنان في الايام الماضية لاعتداءات من القوات الاسرائيلية، في وقت طالبت الحكومة الاسرائيلية من هذه القوات الانسحاب لعمق 5 كيلومترات والابتعاد عن مناطق القتال مع «حزب الله»، وهو ما رفضته القوات الدولية بعد مشاورات مع الامم المتحدة والدول المساهمة فيها.

من جهته، قال وزير الدفاع الإيطالي جويدو كروزيتو أمس، إن مهمة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان حيوية لإنهاء الحرب في المنطقة، ويجب تعزيزها وليس سحبها من مناطق القتال كما طالبت إسرائيل، وذلك عشية زيارة لرئيسة الحكومة الايطالية جورجا ميلوني الى بيروت.

وأكد كروزيتو أمام البرلمان الإيطالي أن «اليونيفيل مهمة معقدة لها تفويض يصعب تنفيذه ولديها قواعد اشتباك غير مناسبة وقوات غير مجهزة للصراع الحالي»، مضيفا أن آخر مراجعة سابقة لقرار تفويض «اليونيفيل» تمت في عام 2006 وأنه يحتاج إلى تحديث.

ودعا كروزيتو الأمم المتحدة لتعزيز ودعم قدرات «اليونيفيل» بما يتضمن قوة انتشار سريع لتحسين حريتها في التحرك، ومنحها المزيد من الأسلحة النارية. وكثيرا ما طالبت الولايات المتحدة بتعزيز تفويض «اليونيفيل» وهو ما رفضته بيروت مدعومة بفرنسا التي كانت راعية أساسية للقرار 1701.

وأضاف كروزيتو: «يتعين على إسرائيل أن تفهم أن هؤلاء الجنود (التابعين للأمم المتحدة) لا يعملون لصالح أي طرف. إنهم هناك للمساعدة في الحفاظ على السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة».

وتتمثل مهمة «اليونيفيل» في الحفاظ على السلام في جنوب لبنان وضمان عدم وجود قوات أخرى غير الجيش اللبناني النظامي في منطقة جنوب الليطاني. لكنها لم تتمكن بوضوح من منع حزب الله من حشد قواته أو منع التوغلات الإسرائيلية. وقال كروزيتو «الانفصال العملي بين المهمة الموكلة والقدرة على تنفيذها يجعل من الضروري أكثر من أي وقت مضى إعادة التفكير بشأن اليونيفيل وتعزيزها».

وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس، إن «اليونيفيل» ستبقى وتقوم بعملها، مضيفا أن هجمات إسرائيل عليها تعني أن «نظام الأمم المتحدة يتعرض للهجوم».

وذكر وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس الأول، أن بلاده ترى أن «اليونيفيل» لها دور مهم لكن في مرحلة «ما بعد» الحرب على «حزب الله».

back to top